لأول مرة تحظى زيارة رئيس مصري للبيت الأبيض، برصد ومتابعات وتحليلات الدوائر السياسية ومراكز الدراسات والأبحاث في واشنطن، والتي وصفتها بأنها زيارة تدشن مرحلة جديدة للعلاقات بين واشنطن والقاهرة.. بينما وصف دبلوماسيون مصريون “قمة ترامب ـ السيسي” بعد غد الإثنين، بأنها فمة “ترميم الشروخ” بين واشنطن والقاهرة، في أول زيارة للرئيس السيسي، وأول زيارة لرئيس مصري بعد 7 سنوات تقريبا.
وأوضح الدبلوماسي المصري، د. نعمان جلال، مندوب مصر المناوب لدى الأمم المتحدة، ومساعد وزير الخارجية للتخطيط السياسي سابقا، للغد ، أن العلاقات المصرية ـ الأمريكية، مرت بفترات توتر وجمود، في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي أعتاد على زيارة العاصمة الأمريكية مرة واحدة على الأقل سنويا، إلا أنه توقف عن عادته السنوية بعد زيارته الشهيرة لمزرعة الرئيس الأمريكى جورج بوش فى كروافورد بولاية تكساس عام 2004. حيث ناقش الرئيسان هناك بصورة أساسية قضيتى التطور الديمقراطى فى مصر، والقضية الفلسطينية. وحدثت جدالات عديدة بين الجانبين المصرى والأمريكى بسبب ملف الدكتور سعد الدين أبراهيم، وملف الانتخابات المصرية، وبعد توقف خمس سنوات، قام مبارك بزيارتين أخيرتين لواشنطن فى أغسطس 2009 وسبتمبر 2010.. وعقب ثورة 25 يناير 2011 ثم ثورة 30 يونيو 2013 كان الغموض يخيم على الموقف الأمريكي تجاه مصر، وكان هناك “توترا مكتوما” بين البلدين.
“ترامب” متحمس لاستقبال السيسي
وأضاف للغد، كان هناك تغيير ملموس مع بداية عهد الرئيس الأمريكي الجديد “ترامب” بل وقبل أن يدحل البيت الأبيض، مستخدما تعبيرا شهيرا بقوله إن هنلك كيمياء بينه وبين الرئيس السيسي .. ومن هنا من المتوقع أن ترسخ زيارة الرئيس السيسي لواشنطن، مرحلة جديدة من توطيد العلاقات، وهو ما أكده بيان البيت الأبيض وبصورة واضحة ،أن ترامب «متحمس ويتطلع لاستقبال السيسي والبناء على الزخم في العلاقة بينهما منذ لقائهما الأخير في نيويورك في شهر سبتمبر / أيلول الماضي”. واعتبر أن زيارة السيسي تعيد تأكيد أهمية مصر كـ “عمود أساس في استقرار المنطقة” .. ولا ننسى أن أول مكالمة هاتفية أجراها ترامب عقب فوزه بالرئاسة فى نوفمبر / تشرين الثاني الماضى، كانت للرئيس السيسى، وهي مؤشر يحمل دلالة ذات معنى كبير.
وفى تقرير لها ، أمس، أبرزت صحيفة وورلد تريبيون بيان “البيت الأبيض” الذى أكد حرص الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الترحيب بالرئيس السيسي خلال الزيارة المقررة 3 إبريل / نيسان، وأن الرئيسين سيستغلان الزيارة للبناء على الزخم الإيجابى الذى بناه الرئيسان للعلاقات المصرية الأمريكية، وسيناقشان مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية، منها كيفية هزيمة داعش والسعى لتحقيق السلام والأمن فى المنطقة.
وفي نفس السياق، أكد خبراء في مراكز دراسات أمريكية، أن ترامب يريد استمرار تحسين النبرة في العلاقة (عن أيام سلفه باراك أوباما) وشدد على التزام مساعدة مصر في الإصلاحات الاقتصادية، وهزيمة الإرهاب في سيناء، وتحسين التعاون العسكري والتجاري.. وأن كلا الزعيمين يقوما ببناء علاقة تقوم على الثناء المتبادل، ولكن أيضا الصمت الاستراتيجى.
بداية جديدة للعلاقات المصرية ـ الأمريكية
ويرى سفير مصر في واشنطن ووزير خارجية مصر الأسبق، نبيل فهمي، أن زيارة الرئيس السيسي لواشنطن تعتبر بداية جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية، مؤكدا وجود توافق قوى بين القاهرة وواشنطن حول أولوية محاربة الارهاب، والتوافق الثانى حول استقرار الشرق الأوسط، بخلاف الإدارة الأمريكية السابقة فى فترة باراك أوباما، وإذا كانت إدارة الرئيس ترامب غير ايديولوجية، لها طابع واقعى وتتبع سياسة المصالح، فإن إدارة أوباما كانت تستند كثيرا إلى المبادئ الأمريكية والايديولجية.
وتأتي قمة “ترامب ـ السيسي” بعد أيام من اختتام قمة البحر الميت التي خرجت بموقف مشترك شدد على أن المبادرة العربية للسلام “سبيلاً وحيداً” للحل، وعلى رفض مشروع ترامب لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.. وأكدت مصادر مصرية أن السيسي سيحمل إلى البيت الأبيض «موقفاً عربياً ساعياً إلى حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية، ورافضاً بشدة نقل السفارة».
العلاقات ستصبح أكثر إشراقا
وفى مقال للخبير الأمريكى، إريك تراجر، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال إن العلاقات المصرية الأمريكية ستبدو أكثر إشراقا يوم الاثنين المقبل عندما يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى نظيره الأمريكى دونالد ترامب فى واشنطن، والسؤال الأساسى الآن: هل يستطيع ترامب أن يترجم الترحاب الحار إلى اتفاق جيد لأمريكا.
وأوضح تراجر ، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيتعامل الآن مع بيت أبيض أكثر ودا، فترامب متشكك فى الترويج للديمقراطية وقد أشاد مسئولون فى إدارة ترامب بخطاب الرئيس السيسى الذى حث فيه العلماء المسلمين على محاربة التطرف، كما أنهم يشاركونه رؤيته “فى اعتبار الإخوان جماعة إرهابية”.
