كشف دبلوماسي مصري، للغد، أن هناك تحضيرات للقمة السادسة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس اناستياديس ورئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس، والتي تستضيفها القاهرة أواخر الشهر الجاري ، 30 إبريل / نبسان، في إطار جدول أعمال التنمية، يحقق المنفعة المتبادلة، ويساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في البحر المتوسط.
وأوضح الدبلوماسي المصري، للغد، أن القمة الثلاثية بين الشركاء الثلاثة ، مصر واليونان وقبرص، تأتي قبيل قمة أخرى تشارك إيطاليا فيها جنبًا إلى جنب مع الثلاث دول، وتُعقد في جزيرة كريت أكبر الجزر باليونان، العام الجاري.. وأضاف السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مصر تدعم وتقود «تجمعا للتنمية والسلام» في البحر المتوسط، لإقامة شراكات أوسع بين الدول الأربع، تركز على التنسيق والتعاون في مجالات الأمن الإقليمي والتجارة والاقتصاد والثقافة والسياحة، مما يساعد على تحقيق الاستقرار والسلام.
وتابع في تصريحات للغد، إن مصر ملتزمة دائمًا بالتنسيق مع قبرص واليونان في مواجهة التحديات الراهنة في منطقة شرق المتوسط، فضلًا عن بحث اتفاقيات جديدة في مجالات الغاز والاقتصاد والسياحة والأمن الإقليمي، ومن المتوقع أن تنضم إيطاليا للتجمع الثلاثي، أو ما يعرف بالآلية الثلاثية الناشئة في المنطقة (مصر واليونان وقبرص)، في «قمة جزيرة كريت» المقبلة، فهناك توافق بين الدول الأربع وتنسيقا بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن مساع الدول الأربع للتنمية، وتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية، والحرص على استقرار منطقة البحر المتوسط.
ومن جهة أخرى، أكد سياسيون في واشنطن، أن منطقة البحر المتوسط، قد تواجه توترات ساخنة بسبب الاحتكاكات التركية الأخيرة، التي تمثلت في إسقاط طائرة يونانية، قبالة سواحل جزيرة سكايروس، لم تكن أول انتهاك تركي للمجال الجوي اليوناني، وأن النزاعات حول المجال الجوي والحدود البحرية وحقول الغاز تسمم العلاقات بين تركيا من جهة ودول شرق المتوسط من جهة أخرى، وأن اكتشافات احتياطيات الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، التي كانت تشكّل في وقت من الأوقات مفتاح السلام في المنطقة، أثارت الكثير من الصراعات والتعديات التركية على عدد من البلدان بالإضافة إلى اليونان، وعطلت تركيا بالفعل خطط قبرص، لتطوير بعض حقولها البحرية، وفي وقت سابق من هذا العام منعت سفنها الحربية منصة تابعة لشركة الطاقة الإيطالية من التنقيب عن الغاز شرقي الجزيرة، التي تنقسم بين الجنوب القبرصي اليوناني المعترف به دوليًا والشمال الذي تسيطر عليه تركيا، واصطدمت الأخيرة مع مصر التي وافقت مؤخرًا على تطوير بعض حقول الغاز بالتعاون مع قبرص.
ويقول مات بريزا، المسؤول السابق في البيت الأبيض، إن المنطقة تواجه الآن توترات جيوسياسية متصاعدة، وتعمق أنقرة من عزلتها بتلك التحركات العدائية، لافتًا إلى أن هناك محورًا جديدًا يظهر بين مصر وقبرص واليونان لمواجهة تركيا، وقد تنضم إيطاليا قريبا إلى هذا التجمع الثلاثي، من أجل مصالح الدول الأربع في منطقة البحر المتوسط، في التنمية والسلام.
