مع قرب مرور عام على انتهاء ولاية محمد عبد الله فرماجو كرئيس للصومال، وتحديدا في 2 فبراير المقبل، تعالت أصوات المعارضة التي ترى أن فرماجو كان سببا مباشرا في حالة الفراغ السياسي التي شهدتها البلاد، ما يهدد بعودة الحرب الأهلية من جديد.
اتفاق الأربعين
ولعدم الانزلاق إلى الفوضى بعد خلاف حاد نهاية ديسمبر الماضي، بين الرئيس المنتهية ولايته، ورئيس وزرائه محمد حسين روبلي، توصل الطرفان إلى ما بات يعرف باتفاق الأربعين يوما، هدفه الأساسي هو استكمال العملية الانتخابية باقتراع برلماني بين منتصف يناير و25 من الشهر المقبل.
غير أن الاتفاق رافقه تشكيك بإمكانية إجراء تصويت على 241 مقعدا نيابيا متبقيا من انتخابات مجلس الشعب الصومالي المكون من 275 مقعدا، حيث إنه حتى الآن، جرى انتخاب 34 برلمانيا بواقع 12 من أرض الصومال، 11 بولاية جنوب غرب و6 بولاية جوبلاند و5 بولاية غلمدغ.
إلا أن هناك عقبة أخرى واجهت اتفاق الأربعين يوما هي عدم توضيح آليات التنفيذ أو المراقبة في حال عرقلة إتمام الاتفاق، إذ إن هذا الاتفاق ليس الأول، فبعد مفاوضات دامت لأشهر اتفقت الأطراف الصومالية في سبتمبر الماضي على إجراء الانتخابات وفق الطريقة التي تم التوافق عليها في انتخابات 2016، بما يتضمن أن رئيس الدولة يتم انتخابه عن طريق مجلس الشعب وليس بالاقتراع المباشر، إلا أن تمسك الرئيس المنتهية ولايته فرماجو بالبقاء في الحكم أثار البعد القبلي للصراع الدائر حاليا مع رئيس الوزراء روبلي.
عودة للمربع الأول
وكأن الصومال في طريق العودة إلى المربع الأول، عام 2000، باتفاق على صيغة انتقالية للحكم مبنية على المحاصصة العشائرية لمدة ثلاث سنوات، تنتقل بعدها البلاد إلى التعددية السياسية.
ورغم مرور عقدين، فإن الحال كما هي، حيث سيطرت حركة الشباب الصومالية على 80% من مساحة الصومال.
2000.
الاتفاق على صيغة انتقالية للحكم مبنية على المحاصصة العشائرية لمدة ثلاث سنوات تمهيدا للتعددية السياسية.
حلم الدولة
في هذا السياق، اعتبر علي هندي، الباحث بمركز تقدم للسياسات، عبر برنامج مدار الغد، إن فرماجو يتحجج بوجود جائحة كورونا التي أثرت على الأوضاع، وأعاقت مرور العملية الانتخابية، وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وقال هندي، إن فرماجو، استغل ضعف رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، خاصة أنه لم تكن لديه القدرة الكافية للسيطرة على الأمور، ما دفع الأول إلى توجيه اتهامات للثاني بالفساد وسوء الإدارة.
وأشار إلى أن فرماجو يحلم بإنشاء دولة مركزية قوية، بسبب علاقته الوطيدة، بالرئيس السابق، محمد سياد بري، والذي كان آخر رئيس للصومال الموحد.
طموح شخصي
فيما ترى الدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عبر برنامج مدار الغد، أن المركزية التي يحلم بها الرئيس الصومالي، لا تتجاوز حدود الطموح الشخصي، معتبرة أن العديد من الدول الإفريقية لديها هذا النهج السلطوي.
وأضافت الطويل أن هناك أمثلة على هذه الأنظمة السلطوية في القارة السمراء، استغلت جائحة كورونا، وقامت بإرجاء الانتخابات لأكثر من مرة، ما تسبب في حروب أهلية.
وقالت خبيرة الشؤون الإفريقية، إن الصومال كان لديه نوع من التوافق ونظام انتخابي جيد، تمت هندسته بمساعدة المجتمع الدولي، إلا أن هناك محاولات حثيثة للانقلاب على هذا النظام، الذي حقق استقرارا نسبيا في مقديشيو.
