د. أيمن سمير يكتب: ألمانيا بعد ميركل

د.أيمن سمير

حالة من القلق تسود ليس فقط الشارع الألماني بل كل مواطني الاتحاد الأوروبي في ظل الرحيل المؤكد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن السلطة بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في سبتمبر القادم. وسبب القلق يعود إلى أن ميركل استطاعت أن تحافظ على رخاء بلادها ووحدة الإتحاد الأوربي طوال 4 ولايات و16 عاماً، لكن السعي نحو الكمال كما قالت ميركل في التعامل مع جائحة كورنا تسبب في فشل كبير، فالدولة التي خرج منها مبتكرا لقاح فايزر- بيونتك تتأخر كثيراً في تلقيح المواطنين ضد الوباء، وهي بعيدة جداً عن معدلات التلقيح في  دول أخرى  مثل بريطانيا والولايات المتحدة، كما أن الفساد ضرب الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل من خلال “فضيحة الكمامات” التي حصل فيها أحد كوادر الحزب على رشوة كبيرة مقابل استخدام نوع ما من الكمامات، بالإضافة إلى أن الصورة الذهنية عن التحالف الحاكم تتراجع لصالح أحزاب مثل الخضر، والبديل من أجل ألمانيا، والحزب الاشتراكي الاتحادي، فما هي المخاوف التي تعصف بالألمان والأوروبيين مع رحيل ميركل؟.. وهل يحصل الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري لأول مرة على منصب المستشارية في ألمانيا؟.. وماذا عن العلاقات الألمانية مع روسيا والولايات المتحدة؟.. وهل من جديد حول علاقة ألمانيا بالعرب بعد رحيل المرأة الحديدية؟.

تراجع غير مسبوق

رغم أن ميركل ستترك للشعب الألماني اقتصادا مزدهرا وقويا استطاع التغلب على عثرات كثيرة آخرها جائحة الكورنا إلا أن المستشارة “ابنة كول” ستغادر ورفقائها في التحالف الذي تقوده  في أسوأ حال، فاستطلاعات الرأي تقول إن تحالف ميركل “الاتحادي الديمقراطي” الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر المسيحي الاجتماعي، تراجعا كثيراً في نوايا التصويت لدى الشعب الألماني، خاصة أن نسبة الذين حصلوا على جرعتين من تطعيم كورنا لا تزيد على 6%، وحصل تحالف ميركل على 28% من دعم الناخبين بعد أن كان 40%  في العام الماضي، كما خسر تحالف ميركل الانتخابات التي جرت في ولايتين كبيرتين هما ولايتا بادن فورتمبرغ وراينلاند بفالتس، في المقابل تترسخ  قواعد حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وريث الأفكار النازية في المجتمع الألماني مع تراجع شعبية أكبر حزب في أوروبا وشريك ميركل في الحكم وهو الحزب “الاشتراكي الاجتماعي”

ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تغيب الشخصيات اللامعة التي يمكن أن تتولى منصب المستشارية عن الحزبين الكبيرين، وهما المسيحي الديمقراطي والاتحادي الاجتماعي، بعد أن مرت عملية توريث الزعامة في حزب ميركل بمراحل معقده عندما فشلت  كرامب – كارنباور وزيرة الدفاع الألمانية والمقربة من ميركل ـ في قيادة الحزب، كما يتخلف أرمين لاشيت مرشح ميركل لمنصب المستشارية خلف مرشحين آخرين أبرزهم ماركوس زودر الذي حصل في آخر استطلاع على  56% من آراء الناخبين على المستوى الوطني بينما حصل مرشح ميركل على 16% فقط، ورغم أن زودر ينتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البفاري إلا أنه لو فاز بمنصب المستشارية سيكون أول زعيم للبلاد ينتمي لهذا الحزب الذي له وجود فقط في ولاية بافاريا وغير موجود في الولايات الـ 15 الأخرى، وهنا اتهام لميركل بأنها جرفت حزبها من القيادات الجديدة، وأنها لم تسمح طوال السنوات الماضية بظهور قيادات قوية سواء على المستوى الحزبي أو على المستوى الوطني.

العرب وخليفة ميركل

ورغم تقارب أفكار زودر ولاشيت مع أفكار ميركل حول ضرورة تقوية الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا إلا أن ماركوس زودر يرى ضرورة تنظيم عملية الهجرة إلى ألمانيا، ويأخذ موقفا أكثر يمينية من ميركل حتى يسحب البساط من حزب “البديل من أجل ألمانيا” الذي يناصب اللاجئين العداء، لكن تظل أفكار لاشيت قريبة للغاية من أفكار ميركل المتسامحة مع اللاجئين، ولهذا لا يمانع لاشيت وذودر في بناء علاقات قوية مع الدول العربية من أجل حل الأزمة السورية التي كانت أكبر عامل وراء يقظة الأفكار النازية بعد وصول أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري في عام 2015، كما يسعى زودر ولاشيت لدعم دول شمال أفريقيا خاصة تونس وليبيا لمنع المهاجرين غير الشرعيين من التوجه نحو ألمانيا عبر البحر المتوسط، لكن هناك اتهامات لمرشح الحزب الاتحادي المسيحي لاشيت بأنه لا يسير في الفلك الأمريكي في معاقبة روسيا، فقد صرح أكثر من مرة بأنه لا يجب التهويل من أنشطة روسيا ضد أوريا، ويتفق مع ميركل وزودر على ضرورة استكمال خط الغاز الروسي إلى ألمانيا “نورد ستريم 2″، وتظل قضية رفع نسبة التمويل الألماني لحلف الناتو إلى 2% من الناتج القومي محل خلاف، لكن على الأقل هناك اتفاق على دعم العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يجعل ألمانيا أكثر انفتاحا بعد ميركل للانخراط في حل الخلافات الدولية، خاصة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية التي تعد بمثابة الحديقة الخلفية لألمانيا.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]