د.حسام الدجني يكتب: قانون القومية.. فرصة أم تهديد؟

صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون القومية بأغلبية 62 نائباً مقابل معارضة 55 نائباً. وينص القانون على أن «دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي»، و«حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود»، و«الهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط»، و«القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد»، و«الحكومة تعمل على تشجيع الاستيطان اليهودي في كل مكان في أرض إسرائيل»، و«اللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية الوحيدة»، وأما اللغة العربية فقد فقدت مكانتها كلغة رسمية.
هذا القانون وكما وصفته القائمة المشتركة في الكنيست يعكس وجه إسرائيل الحقيقي كدولة أبارتهايد تمارس التمييز العنصري.
والغريب في الأمر أن القانون لم يتطرق لحدود دولة إسرائيل في إشارة إلى المشروع الصهيوني الذي يقوم على إسرائيل التوراتية (من النيل إلى الفرات)، ما يعزز النزعة العدوانية لها وأطماعها بالأراضي العربية المجاورة.
السؤال المطروح: هل يشكل قانون القومية فرصة لنا كفلسطينيين أم تهديد؟ وما هي أفضل السبل لمواجهته؟ منذ أن تأسست دولة إسرائيل وهي تمارس سياسة التمييز العنصري بحق الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، وتقوم بتزييف التاريخ، وتزور الحقائق على الأرض من خلال الجدار والتهويد والاستيطان، حيث يقوم الاستيطان على ثلاث مراحل: ضم الأراضي العربية ومصادرتها ثم إخلاء وتهجير سكانها عبر عملية إحلال للسكان اليهود مكان الفلسطينيين أصحاب الأرض، ثم يبدأ البناء الاستيطاني وتشييد المدن والطرق.
رغم كل ما تمارسه إسرائيل قبل سن قانون القومية بحق العرب، إلا أنها كانت تدعي في كل المحافل الدولية والدبلوماسية أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنها من دعاة السلام والتعايش مع الآخرين، وبدأت تطور علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم وفقاً لتلك المبادئ السامية، على سبيل المثال لا الحصر فإن علاقاتها بقارة إفريقيا تطورت بشكل لافت، بحيث تمتلك إسرائيل علاقات مع 40 دولة إفريقية، تلك العلاقات المتطورة يوماً بعد يوم تجسدت في افتتاح 10 سفارات في دول إفريقية مختلفة، و15 سفارة إفريقية في تل أبيب.
الأمن والشرعية يشكلان عموداً فقرياً لدولة الاحتلال وبقائها، وعليه فإن المساس بتلك الركيزتين من شأنه دفع إسرائيل للتجاوب مع استحقاقات القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعليه فإن قانون القومية يشكل فرصة لو أحسنا العمل كفلسطينيين وعرب وبالتعاون مع كل محبي القانون والإنسانية والسلام في العالم، لكشف حقيقة دولة الاحتلال، وزيف روايتها التاريخية التي نجحت عبر امتلاكها للإعلام والمال من تزييف الوعي الجمعي الغربي.
إن قانون القومية يتعارض بشكل واضح مع الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة القائم على مبدأي الكرامة والتساوي بين جميع البشر، وأن جميع الدول الأعضاء قد تعهدت باتخاذ إجراءات جماعية وفردية، بالتعاون مع المنظمة، بغية إدراك أحد مقاصد الأمم المتحدة المتمثل في تعزيز وتشجيع الاحترام المتبادل، والمراعاة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
ويتعارض أيضاً مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلن أن البشر يولدون جميعاً أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه، دون أي تمييز لا سيما بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي.
إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (رقم 1904) يؤكد رسمياً على ضرورة القضاء السريع على كل أشكال التمييز العنصري في جميع أنحاء العالم بكافة أشكاله ومظاهره. في سياق ما سبق، فإن قانون القومية هو تهديد مباشر للقضية الفلسطينية وللرواية التاريخية الفلسطينية، وللوجود العربي على أرض فلسطين المحتلة، إلا أننا نستطيع أن نحول التهديد إلى فرصة ونجعل من قانون القومية هدية السماء للشعب الفلسطيني لو أحسنا التعاطي معه عبر ما يلي:
1. العمل على توحيد الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج لتبني استراتيجية وطنية والانطلاق فلسطينياً للساحة العربية والإسلامية ولأحرار العالم لجلب موقف دولي موحد يضع الأمم المتحدة أمام مسئولياتها كون القانون يناقض ميثاقها وقراراتها واتفاقياتها.
2. ضرورة أن تتبنى سفارات دولة فلسطين بالتعاون مع السفارات العربية والإسلامية وكافة الدول التي تحترم القانون الدولي استراتيجية فضح إسرائيل في كافة العواصم، والطلب رسمياً من تلك الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، كون أن تلك العلاقات قائمة على احترام القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وعلى السلام والاستقرار بالمنطقة.
3. على القيادة الفلسطينية إعادة النظر بالاتفاقيات السياسية مع الاحتلال، فبعد هذا القانون لم يعد قيمة لحل الدولتين ولا لحل الدولة ثنائية القومية، ويبقى أمل ضئيل في تبني الدولة الواحدة الديمقراطية ولكنه لن يكون واقعياً في ظل هذا القانون.
4. كما قال الدكتور إبراهيم أبراش في مقال سابق، لابد من إعادة الاعتبار للميثاق الوطني الذي قامت القيادة الفلسطينية بتعديله عام 1996.
5. العمل على إنهاء الانقسام والذهاب لانتخابات عاملة تعيد الاعتبار للمؤسساتية السياسية، والتفرغ للتحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية وبالمشروع الوطني.
6. تصعيد المقاومة الشعبية ومحاكاة نموذج جنوب إفريقيا في محاربة الأبارتهايد متسلحين بهذا القانون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، والشتات.
Hossam555@hotmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]