رغم الاحتفاء الدولي.. «اشتباك» في مصر فوق صفيح ساخن
أثار الفيلم المصري «اشتباك» للمخرج محمد دياب، إعجاب النقاد، عقب افتتاحه مسابقة «نظرة ما» ضمن الدورة الـ69 من مهرجان كان السينمائي، في الـ12 من مايو/أيار الجاري.
كان الفيلم حديث الصحافة الأجنبية، التي تصدرتها عناوين إيجابية مثل «فيلم اشتباك، الجوهرة المدفونة التي تكتسح مهرجان كان» في مجلة هوليوود ريبورتر.
Making of 'Clash': The hidden jem sweeping #Cannes https://t.co/Fmi8zpgqG2 pic.twitter.com/07o4uEg7MH
— Hollywood Reporter (@THR) May 12, 2016
كما أشاد الناقد جاي وايسبرج، بالفيلم خلال مقاله في مطبوعة فارايتي اليومية قائلا: «نقل فيلم اشتباك حالة من الهيستيريا بلغة سينمائية بارعة استخدم فيها مزيجا من الفوضى والوحشية، مع بعض الإنسانية».
فيما وصفت الناقدة الإيطالية إي نينا روث، الفيلم بأنه رسالة عن الإنسانية، وأضافت «أحيانا يصنع الفيلم التاريخ قبل عرضه»، في موقع هافنجتون بوست. بينما وصف تقرير موقع هوليوود ريبورتر الفيلم بـ«أحد كنوز المهرجان الخفية». وفي مراجعة نقدية أخرى على الموقع نفسه وصفت الناقدة ديبوراه يانج «اشتباك» بأنه سيكون أحد أهم المواد البصرية فيما بعد، والتي توثق الوضع في مصر الحديثة، لأنه لا ينحاز لأي جانب.
كذلك اختير الفيلم ضمن أكثر الأفلام الجاذبة لمديري المهرجانات السينمائية في العالم، من قبل مجلة سكرين إنترناشيونال، فيما اختارته هوليود ريبورتر ضمن قائمة أفضل 10 أفلام عرضت في «كان» حتى الآن. كما احتفى مهرجان دبي السينمائي كونه أول فيلم عربي يحظى بإشادة نقدية واسعة، في مهرجان دولي عريق منذ 15 سنة.
ووسط كل تلك الحفاوة من قبل صناع السينما حول العالم، يواجه فيلم «اشتباك» ومخرجه محمد دياب داخل مصر، تأويلات متضاربة تحاول إقحامه وسط تحيزات سياسية. ويبدو أن الأمر كان متوقعا حيث أجاب دياب في لقاء خاص له، على قناة فرانس 24 أثناء تواجده في «كان»، عن «مدى تخوفه من التأويل السياسي الذي قد يحصل عليه الفيلم؟». فأجاب: «الفيلم يظهر أشخاص يعبرون عن مختلف التيارات السياسية، وهذا جعل عددا من المنتجين يتخوفون من المشاركة فيه، ولكن بمجرد أن شاهد الجمهور الفيلم، اكتشفوا أنه لا يتحدث عن هذه التيارات، بل هو فيلم إنساني، وهذا دليل على أننا نجحنا في إيصال الفكرة الرئيسية للفيلم».
وكان صادما لكثير من رواد التواصل الاجتماعي، ومن بينهم فنانين وصناع سينما مصريين، التقرير الذي أذاعه التلفزيون المصري أمس الخميس ضمن أحد برامجه، حول الفيلم ومخرجه.
في المقدمة السيناريست عمرو سمير عاطف، الذي انتقد التقرير بشدة، وطالب التلفزيون المصري بالاعتذار، كما أعلن امتناعه عن الظهور في أي برامج تابعة له.
وأيد المنتج محمد العدل زميله عمرو سمير عاطف، ووجد أن «مقاطعة التلفزيون المصري فرض عين على كل السينمائيين وكل محبي الفنون».
كذلك انتقد النجم عمرو واكد التقرير بشكل ساخر قالا: «فكرتوني بتوفيق الدقن في فيلم صلاح الدين. أحقر من التضليل مافيش. تحية لصناع فيلم إشتباك اللي رفعوا رأس مصر».
ووجد المخرج أمير رمسيس أنه «تلفزيون أمن دولة».
وكان تعليق النجم خالد أبوالنجا، أن «التقرير يؤكد أن الإعلام المصري تقلص من إعلام للمصريين إلى إعلام للنظام».
ووصف السيناريست محمد إسماعيل أمين، التقرير «جهل ونفاق يساوي التليفزيون المصري».
وفي المقابل وجدت بعض الصفحات على موقع التواصل فيسبوك، أن مجرد عمل قناة الجزيرة تقرير إيجابي حول فيلم «اشتباك»، نقلا عن الجارديان الإنجليزية، فهذا يعني أنه «السم في العسل ويخدم أهداف الإخوان».
ومن المفاجئ أن مخرج الفيلم محمد دياب، انتقد قبلها تقرير قناة «الجزيرة» عبر صفحته على فيسبوك، واتهمها بـ«انعدام المهنية». كما وصف ترجمتها مقال الجارديان عن الفيلم بـ«مزيفة»، وأوضح أن الغرض منها «الإيحاء أنه عن قضية عربية الترحيلات الحقيقية»، وأنه كتب لهم عبر حسابهم على تويتر عن تلك الغلطة لكنهم لم يبالوا. وأكد في النهاية أن «الفيلم عن أحداث وشخصيات غير حقيقية».
