انقسامات شديدة يشهدها الحزب الجمهوري، خلال الفترة الأخيرة حول مرشحه دونالد ترامب، بعد موجة من التصريحات المثيرة للجدل، حيث نبه قادة الحزب، أمس الأربعاء، من المخاطر المتزايدة من فشل ترشيح الحزب للملياردير دونالد ترامب، تزامنا مع ما وصف بأنه أسبوع غير عادي من الأخطاء.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن مقربين من الجمهوريين، أن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، رينس بريباس، «محبط» من تصرفات ترامب وسلوكه خلال الفترة الأخيرة، حيث انتقد حلفاء ترامب أيضا، المرشح الجمهوري لتعليقاته وردوده على والدي الضابط الأمريكي الراحل هومايون خان، الذي قُتل عام 2004 في أثناء محاولته حماية معسكره من تفجير انتحاري في العراق، واستمر الجدل بشأنه خلال الأسبوع الماضي، كما أعربوا عن غضبهم من رفضه دعم السناتور البارز في الحزب جون ماكين، والإعلان عن عدم استعداده لإعادة انتخاب رئيس مجلس النواب بول رايان، الذي أعلن تأييده للمرشح الجمهوري مؤخرا، ما أوقع المزيد من الانقسامات داخل الحزب.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن رئيس مجلس النواب السابق، نويت جنجريش، وهو من أصدقاء ترامب المخلصين، حذر من أن تصريفات صديقه تساعد كلينتون للفوز بالانتخابات الأمريكية، لافتا إلى أنه إذا كان ترامب يريد الفوز فعليه تعلم المزيد من المهارات.
ووسط هذه الانقسامات، أثيرت التساؤلات حول إمكانية استبدال دونالد ترامب بمرشح آخر قبل الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي أكد فيه ترامب مرارا أنه لن يتخلى عن حملته الرئاسية نحو البيت الأبيض، كما ردت المتحدثة باسمه على تلك الأنباء بأن «ذلك لا يمكن أن يحدث مهما كانت الظروف».
ووفق تقرير لصحيفة ABC نيوز الأمريكية، التي كانت من أول من تداول أنباء عن إمكانية استبدال المرشح الجمهوري، فإن ترامب «لا يمكن إجباره على مغادرة الحملات الانتخابية، إلا أن مسؤولين جمهوريين يبحثون حاليا الفرص البديلة لذلك».
وقالت الصحيفة، «يجب أن يرحل طواعية، ثم يجتمع 168 عضوا من اللجنة الوطنية الجمهورية، من خلال عملية معقدة يتم اختيار مرشح آخر خلالها، وهو ما يمكن أن يحدث بحلول سبتمبر»، وهو ما جاء بعد تصريحات ترامب حول عائلة الضابط الأمريكي المسلم، التي تسببت في غضب رئيس اللجنة الجمهورية، ما دفعه لعقد عدة مناقشات مع ترامب لوضع تغييرات جذرية في الحملات الانتخابية للحزب.
ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن البروفيسور في جامعة كولومبيا، روبيرت شابيرو، أن الأنباء عن انسحاب ترامب وإمكانية استبداله هو شيء «جنوني» ولا يمكن أن يحدث، إلا أنه في حالة وقوعه فقد تنحصر اختيارات الحزب الجمهوري حول المرشحين السابقين، مايك بينس أو تيد كروز أو جون ماكين، وقد يتعرض الحزب لضغوط لاختيار مرشح يتوافق عليه الجميع مثل رئيس مجلس النواب، بول ريان، الذي أبقى على رأيه طويلا حول ترشيح دونالد ترامب.
