شباب بلا أمل.. قصة شاب تكشف تدهور الأوضاع في غزة
لم يكن يوما يدور بخلد الشاب الفلسطيني إبراهيم عاشور من قطاع غزة، أن يعمل بائعا للمشروبات الساخنة على شاطئ البحر، لأن كل حلمه أن يعمل في مجاله الهندسي بعد تخرجه من الجامعة.
إلا أن هذا الحلم بدأ يتبدد مع مرور الوقت، وأصبح عاشور ( 23 عاما)، خريج هندسة إلكترونية يطرق كل أبواب المؤسسات الخاصة والرسمية للبحث عن عمل، إلا أن الجواب الذي كان يتلقاه دوما “لا يوجد فرصة”.
ولعل لسان حال الشاب إبراهيم عاشور هو ما يعانيه آلاف من الشباب الخريجين في قطاع غزة، الذين أنهكتهم البطالة والفقر بسبب تدهور القطاع المحاصر إسرائيليا ويعاني من انقسام داخلي منذ 15 عاما.
بيع القهوة والشاي
وقال الشاب عاشور “كثيرا ما حلمت بالعمل في مجال تخصصي، لكن الظروف في قطاع غزة صعبة جدا، البطالة منتشرة في كل مكان، الآن أنا أعمل في كشك على شاطئ البحر لبيع القهوة والشاي، وأنا بالكاد أقدر أن أوفر منه بعض المال لشراء الطعام لأسرتي التي تتكون من تسعة أفراد”.
مواصلا حديثه ” كل الظروف صعبة، ماذا نفعل هل نهاجر ونترك البلد؟ أشعر بحزن شديد حينما لا توفر بلدك لك شيء ، ماذا سأفعل حينما أبلغ من العمر 30 عاما وأريد الزواج والإنجاب؟ كيف سأطعم أولادي، وأنا شاب لا امتلك نصف شيكل، فأنا نفسي لا أستطيع أن أطعم حالي”.
ويواجه عشرات الآلاف من الشباب في قطاع غزة صعوبة الحياة، ويأتي هذا في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإقتصادية.
بطالة الشباب والخريجين
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين في الفئة العمرية من 20-29 سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس لتتجاوز 72% .
من جهته قال الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطباع “إن كل هذا أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة، ويوجد أكثر من ربع مليون عاطل عن العمل في قطاع غزة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر التي تتجاوز أكثر من 53% ، أي أن أكثر من نصف سكان قطاع غزة فقراء”.
وأوضح الطباع خلال حديثه لقناة الغد، أن 85% من سكان قطاع غزة بحاجة للمساعدات الغذائية العاجلة، مؤكدا على ضرورة رفع الحصار الخانق ، وازدياد تدهور الأوضاع الاقتصادية أيضا بسبب جائحة كورونا التي شكلت ضربة قاضية لما بقي من اقتصاد غزة المنهار بفعل سياسات الحصار الإسرائيلي والتدمير الممنهج له “.
وذكر محمود الخفيف كبير الاقتصاديين بتقرير صدر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) مؤخرا، أن معدل البطالة في غزة هو من بين الأعلى في العالم، حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، كما يفتقد معظم السكان إلى المياه الصالحة والمأمونة ولإمدادات الكهرباء المنتظمة ولا يتمتع حتى بشبكة صرف صحي مناسبة.
و بين التقرير الأممي، أن التكلفة الاقتصادية التراكمية للاحتلال الإسرائيلي، الناجمة فقط عن الإغلاق المطول والتصعيد العسكري في غزة بلغ نحو 16 مليار دولار.
