شعارات الجماعات الإسلامية ظاهرها الرحمة وباطنها الدماء

السيف والمصحف عامل مشترك و”الكلاشنكوف” تماشيا مع العصر

البنا يقترح شعار جماعته.. و”الجزار” اختار شعار الجماعة الاسلامية

الجماعة الاسلامية تقتنص اسمها من براثن أحفاد البنا.. والقاعدة وداعش يتنافسان علي راية “العقاب”  

شعار الجماعة الإسلامية الجديد اختاره الأمن وأيدته الجماعة

 

يبدو لكل مدقق للنظر أن ثمة علاقة بين أي تنظيم مسلح أو حتي جماعة دعوية و بين شعارها الذي تتخذه، إذ يخلص هذا الشعار البسيط في تكوينه، فكرة ومنهج هذا التنظيم وأهدافه أيضا، وكما أن لكل جماعة شعار تعتز به، فإن خلف كل شعار قصة وحكاية.

والمتابع لحركة بروز واختفاء شعارات، يري أن هناك قاسما ورابطا مشتركا بين كل هذه الشعارات، وهو المصحف والسيف وهذا ما نادي به البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين من قبل في مقولته الشهيرة ” قوام هذا الدين مصحف يهدي وسيف ينصر”، ومن ثم كان في الشعارات عنصران أساسيان يكونان الركيزة الأساسية فيه وهما المصحف والسيف، وإن اختلف الأمر بين بعض الجماعات، فبعضهم استخدم سيف والبعض سيفين والبعض استبدل السيف ببندقية تماشيا مع مستجدات العصر، لكن ثمة اختلافا حدث في استخدام بعض الآيات دون غيرها.

وبعد سنوات طويلة من ثبات شعار جماعة الإخوان الذي لازمها حيناً من الدهر، كان عنوانًا مميزاً لها، ثم ظهر محمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم الجناح الثوري داخل التنظيم، خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، ليعلن بداية التأسيس الثالث للتنظيم بشعار لم يختلف كثيراً عن سابقه، مع إضافة جملة “نحو النور”  لتميز الشعار الجديد عن سابقه، وهو ما يفتح المجال للبحث في تاريخ الشعارات المميزة في للجماعات الإسلامية.

 الإخوان المسلمون

تعد جماعة الإخوان المسلمين الأم للعديد من الجماعات الإسلامية علي الساحة، وهي صاحبة فكرة اتخاذ شعار يعبر عن التنظيم، لتتبعها باقي التنظيمات في هذا الأمر، وجاء شعار الإخوان بسيفين يتوسطهما مصحف، وأسفلهما كلمة “وأعدوا” المأخوذه من الآية القرآنية” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل”.

قد كان صاحب الاقتراح لهذا الشعار هو الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة وذلك في عام 1936. ويكشف البنا في أحد أحاديثه دلالة هذا الشعار فيقول:  السيفان هما رمز الجهاد، والمصحف: دستور الإسلام، والكلمة المكتوبة “وأعدوا ” هي الكلمة الأولى من الآية الكريمة “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.

 وظهرت جماعة الإخوان في فترة كان الاحتلال الإنجليزي مسيطرا على مصر، وأبرزت الجماعة نيتها المبكرة في مناهضة الاحتلال جذبا للجماهير، وقد عمم هذا الشعار  في بعض كيانات الإخوان في عدد من الدول بينها فلسطين والأردن والعراق، في حين تركت الحرية لدول أخرى أن تختار شعارها بنفسها، علي الرغم من كون الأفرع التنظيمية للكيان الأم جميعهم ينتمون إلي فكر واحد  ومرجعية واحدة.

 

وقبل أسابيع قليلة أعلن محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم جبهة قيادي الإخواني الراحل محمد كمال، والذي ظهر عقب ما سماه “التأسيس الثالث للاخوان”، تم تعديل في الشعار بإضافة جملة نحو النور أسفل الشعار بعد كلمة وأعدوا.

 

الجماعة الإسلامية

 

 شعار الجماعة الاسلامية كان أقرب الي منهجها الفكري سواء علي المستوي الدعوي او مستوي العمل المسلح، وجاء شعار الجماعة والذي يظهر في شكل مصحف يتوسطه سيف خلفه تشرق الشمس و تعلوه آية من القران: “وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله”، ومثلها مثل باقي الجماعات الاسلامية كان مدلول الشعار لدي الجماعة الاسلامية ما قيل “بأن قوام هذا الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر”، فكان رمز السيف للنصرة والقوة و المصحف للهداية و الدعوة.


ويروي المهندس أسامة حافظ، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية والقائم بأعمال رئيس مجلس شوري الجماعة قصة الشعار فيقول: كان بكل جامعة علي مستوي الجمهورية  كيان خاص بها اسمه الجماعة الاسلامية، وقد اقترحنا ان يتم تاسيس مجلس تنسيقي بين كل هذه الجامعات يقوم علي رئاسته كل عام جامعة و لكون جامعه القاهرة هي الجامعة الام كانت البداية منها، علي أن تجتمع هذه الجامعات مرة كل شهر للتنسيق فيما بينها وقد ترأس أول مجلس للتنسيق بين الجماعات الاسلامية في الجامعات المصرية الدكتور حلمي الجزار القيادي الحالي بجماعة الاخوان.

حافظ يعود فيقول بعد اختيار الجزار رئيسا للمجلس التنسيقي قام هو باختيار هذا الشعار  وكان في بداية الامر مجرد لا توجد به اي ايات قرانيه فقط السيف و المصحف و الشمس و تم تعميم  هذا الشعار كشعار رسمي للجماعة الاسلامية علي مستوي الجمهورية، ثم فيما بعد اضافت له الجماعة الاسلامية الحالية الاية القرانية التي تعلوا قرص الشمس و السيف والمصحف.

 

صراع الاخوان والجماعة الاسلامية علي الشعار

 

 

عندما دخلت الجماعة الاسلامية دائرة العنف مع الدولة فترة الثمانينيات وما تلاها،  وكانت في هذه الاثناء تعمل جماعة الاخوان المسلمين تحت مسمي الجماعة الإسلامية، وتتخذ هذا الشعار قريب الشبه من شعارها الأساسي مع تغيير لفظ الجماعة الاسلامية بدلا من الإخوان، وكانت الاخوان تسعي في هذا الوقت الي ان تتخلي الجماعة الإسلامية عن اسمها حتي لا تتحمل ما تقوم به الجماعة وان تختار الجماعة اي مسمي اخر و ليكن الجهاد كما سموا بعد ذلك في قضية 81 .

إلا أن الجماعة الاسلامية كانت تصر علي مسماها، وترفض التخلي عنه رغم أن اسم الجماعة صار يمثل عبئا علي الاخوان المسلمين الذين كانوا يرفضون في هذا الوقت اي احتكاك بينهم و بين الدولة او طوائف المجتمع .

ومع اصرار الجماعة الاسلامية علي موقفها اضطرت جماعة  الإخوان أن تعلن عن نفسها وتتبرأ مما تفعله الجماعة الاسلامية وتبعد عنها اي شبهة الاشتراك في مثل هذه الاعمال  وبذلك تكون الجماعة الاسلامية انتصرت في الابقاء علي مسماها والتمايز عن الاخوان لا سيما بعد ان قام عدد من قيادات الجماعة بالدخول في ركب الاخوان و كان ابرزهم الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، والدكتور عصام العريان، والمهندس أبو العلا ماضي، والدكتور حلمي الجزار والمهندس محي الدين احمد عيسي.

 

شعار الجماعة الجديد الذي اختاره الامن و استحسنته الجماعة الاسلامية

بعد أن أعلنت الجماعة الاسلامية مباردة وقف العنف في عام 1997 وقامت بتفعيلها في 2001 لم يعد شعار الجماعة الاسلامية القديم صالحا ومناسبا لما طرأعلي الجماعة الاسلامية من تحول فكري ونبذ العنف والكف علي استخدام القوة والسلاح كوسيلة لتحقيق الاهداف.

وكان لابد من ايجاد شعار جديد يناسب تلك المرحلة الجديدة في تاريخ الجماعة الاسلامية  ترتكز معالمه في الدعوة فقط والسعي الي التالف و الاندماج مع المجتمع فجاء الشعار معبرا عن  ذلك فتخلت الجماعة في شعارها الجديد عن السيف و عن اية القتال واستبدلتها بايه اخري تحض علي الاجتماع” وان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه”.

لكن العجيب و الغريب في هذا الامر كما يرويه احد قيادات الجماعة ان الجماعة الاسلامية لم تكن هي التي اختارت الشعار الجديد وانما اختارته الجهات الامنية وفي قول اخر اختارته المطبعه التي طبعت فيها كتب المباردة و تم وضعه علي الكتب الخاصة بمبادرة وقف العنف وعندما راي قادة الجماعة الشعار الجديد استحسنوه و جعلوه  الشعار الجديد لهم.

 

شعار الجماعة الحائر بين الحاضر والماضي:

بعد ثورة 25 يناير  وتخفيف القبضة الأمنية علي الجماعة الاسلامية وغيرها من الجماعات الأخرى ظهرت بعض الاصوات التي حنت الي الماضي المتمثل في الجهاد و القتال ووجوب وجود سيف يناصر الحق ويحمي الدعوة.

فظهر علي الساحة شعار جديد للجماعة الاسلامية يجمع بين حاضرها و ماضيها وبين الشعار القديم و الشعار الجديد فعاد السيف من جديد يتوسط المصحف مع الابقاء علي الايه كما هي ” وان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” لكن لم يعمم هذا الشعار داخل الجماعة الاسلامية و انما وجدناه يستخدم في اماكن دون اخري و محافظات دون غيرها، لكن لم يبد مجلس شوري الجماعة موقفا رسميا من هذا الشعار سواء بالقبول او الرفض .

شعار الجهاد الذي يبحث عن وطن:

جماعة الجهاد يمكن أن نطلق عليها جماعة عالمية الفكرة وإن اختلفت الوسائل والرؤي من مكان الي اخر ولكنها في النهاية تعتنق فكرا واحدا  ومن ثم تتشابه كثيرا شعارات التيارات الجهادية في الكثيرا من دلائلها.

محمد أبو سمرة القيادي الجهادي يقول إن شعار الجهاد الذي تعارفت عليه منذ أن نشأت هو  الفارس الذي يمتطي حصان ويحمل بيده الراية السوداء وسلاحه ويفسر أبو سمرة دلائل الشعار فيقول الراية السوداء هي راية الرسول التي كانت تسمي بالعقاب والفارس الذي يمتطي الحصان دلالة علي التحلي بأخلاق الفارس النبيلة وفي الشعار كله دلالة علي اننا نعود إلي أصولنا القديمة وما كان عليه الرسول وسلفة الصالح .

أبو سمرة عاد وقال إنه منذ أن أعلن تنظيم الجهاد تخليه عن حمل السلاح، وأطلق وثيقة ترشيد الجهاد تخلي عن هذا الشعار ولم يتخذ بديلا له، إلا أن الشعار صار يتناقل دوليا، وينتشر حتي قام تنظيم القاعدة باستخدام هذا الشعار  في عدد ن البلدان منها سوريا و العراق وغيرها.

لكن علي العكس من ذلك يري أحد مؤسسي التيار الجهادي في مصر عبد الرؤوف، أمير الجيوشـ والذي كان عضوا في تنظيم الفنية العسكرية عام 74، أن صالح سرية والذي اسس تنظيم الفنية العسكرية لم يتخذ مسمي للتنظيم ولكن الامن من قام بتسميته بذلك كما انه رفض تماما ان يتخذ اي شعار للدلالة علي التنظيم  لأنه كان يري أنهم فصيل من المسلمين ولا يتمايزون عنهم بشيء.

لكن يعود أمير الجيوش ليوضح أنه بعد المحنة التي دخل فيها تنظيم الجهاد في عام 81، وما تلاها في عام 94 ظهرت بعض الشعارات لتنظيم الجهاد في السجون وكان من أشهرها شعار المصحف والذي يتوسط بندقيتين آليتين، وهما دلالة علي نصرة الدين و الدفاع عنه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]