في أحد شوارع أوروبا يظهر بصحبة سيدة تبدو في منتصف العمر، ترتدي فستانا قصيرا، وحذاء يكشف عن ساقيها، على هذا النحو التقط الكاميرات الداعية الإسلامي والمصلح الاجتماعي الشهير عمرو خالد، الذى اختارته مجلة تايم الأمريكية بين المائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم عام 2007، وعده المصوتون على موقع مجلة فورين بوليسي الأمريكية من ضمن أشهر عشرين شخصية مثقفة ومؤثره عالمياً، عبر استفتاء صوت خلاله أكثر من نصف مليون شخص على مستوى العالم.
ونفى عمرو خالد مجموعة الصور التى تداولها رواد موقع التواصل الاجتماعي على أن السيدة التي ظهر بصحبتها هى زوجته الثانية، ورفض الكشف عن هويتها، وتعهد بالرد على هذه الشائعات.
بعدها ظهر خالد في مقطع فيديو مع زوجته ونجليه (علي وعمر) عبر صفحته على فيسبوك لم يتجاوز الدقيقيتن تحدث فيه عن ضرورة أن يشكر الإنسان ربه على النعم التي حباها له، وألمح إلى زوجته التي كانت تقف تحت شجرة للاحتماء من الأمطار التي كانت تتساقط، قائلاً إن “الانبساط في لمة العيلة”.
عمرو خالد داعية أثار الجدل منذ بدأ إلقاء الدروس في نادي الصيد في حي الدقي في القاهرة، ثم انتقل إلى مسجد الحصري بالعجوزة ثم إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة حتى ازدحم المسجد ولم يتحمل الأعداد الغفيرة التى تتردد عليه، فانتقل منه إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، حيث ذاعت شهرته بقوة، وبدأ الشباب يحضر دروسه قادمين من أماكن بعيدة، إلى أن تجاوزت نجوميته حدود الوطن العربي، لتبدأ مسيرته مع الفضائيات عبر قناة اقرأ الفضائية وبرنامج نلقى الأحبة فى 2001.
بعدها قدم عددا من البرامج بينها، إسلامنا (15 حلقة)، وخواطر قرآنية (30 حلقة)، وصناع الحياة (60 حلقة)، وعلى خطى الحبيب (28 حلقة)، ورحلة للسعادة، وآخرها فى 2015 الإيمان والعصر.
حصل خالد على شهادة بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة عام 1988، وعمل بأحد مكاتب المحاسبة لمدة سبع سنوات، ثم افتتح مكتب محاسبة خاصا به في العاصمة القاهرة، وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية، بعدها حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تحت عنوان “الإسلام والتعايش مع الغرب” من جامعة ويلز ببريطانيا 19 مايو 2010.
ترجع بدايات المشكلة بين عمرو والأمن المصري، بحسب صحيفة المصري اليوم المستقلة إلى 6 أشهر بعد إعلانه عن مشروع إنسان في 2009 الذي طلب فيه 35 ألف متطوع لمساعدة 7 آلاف أسرة فقيرة داخل مصر، وامتد المشروع إلى عدة دول عربية مثل اليمن والأردن والسودان، وهو ما اصطدم بمشروع الحزب الوطني الحاكم، إلى أن أعلن عمرو خالد في بيان مفاجئ له توقف المشروع في مصر فقط.
كما تفاقم الخلاف بسبب نية خالد عرض قصة موسى في الجزء الثاني من برنامجه قصص القرآن الذي يشير فيه إلى تحدي النبي موسى للفرعون، وطرحه موضوع القصة للنقاش حول الفكرة في منتدى موقعه الإلكتروني جاءت معظم التعليقات في سياق ربط قصة موسى بالواقع المصري حاليا.
تعرض لانتقادات بسبب حصوله على أموال مقابل قيامه بالدعوة، وهو ما يراه البعض محرما في الشريعة الإسلامية، إلا أن عمرو خالد قال إنه لا يتقاضى أموالا عن البرامج الدينية التي يقدمها ولكن يتقاضى أموالاً من قناة اقرأ عن وظيفة إدارية يقوم بها في القناة ولا يتقاضى أي مبالغ عن المحاضرات التي يقيمها في الساحة أو المشاركات في المؤتمرات أو الندوات الدينية، في الوقت الذي ذكرت مجلة “فوربز العربية” أن صافي دخل عمرو خالد في عام 2007 بلغ مليونين ونصف مليون دولار، وهو ما نفاه عمرو خالد في برنامج الطبعة الأولى مع أحمد المسلماني وحوار مع جريدة المصري اليوم قائلاً: “إن هذا الرقم هو رقم الاعلانات التي تعرض داخل برنامجه ولا يجني منها شيئا” وهو “تحريف من المجلة” حسب قوله.
لم ينج عمرو خالد من سهام السلفيين في مصر إذ تعرض لانتقادات أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان ووجدي غنيم ومحمد حسين يعقوب وفتحي غريب وعبدالله بدر ومحسن عفيفي ومحمد عبد المقصود ومحمد مسعد ياقوت، بسبب أخطاء جسيمة في جوهر الشريعة الإسلامية، وتم نشر هذه الانتقادات في كتب ومقالات وتسجيلات صوتية.
وكان وجدي غنيم أصدر بياناً جاء فيه أنه التقى عمرو خالد بعد أن دعاه بعض الشيوخ للحضور إلى بريطانيا لمناقشة ومراجعة عمرو خالد فيما هو مأخوذ عليه مما قاله في بعض تسجيلاته، وتم عقد لقاءين على مدار يومين، ووافق خالد على تشكيل لجنة لمراجعة الإصدارات السابقة له وتنقيحها.
