«حتى لا ينسى الأمريكان أحداث 11 سبتمبر».. بهذه العبارة يستقبل متحف 11 سبتمبر الآلاف من الزائرين الراغبين في التعرف عن قرب عن الأحداث التي وقعت قبل 15 عاما وراح ضحيتها ما يقرب من 3000 مواطن.
وفور دخولك المتحف تشاهد صورا تفصيلية للأحداث، إحداها لمركز التجارة العالمي قبل انهياره، فضلا عن خرائط تفصيلية توضح مسار الطائرات التي اختطفت واستهدفت أبراج المركز.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت إنشاءه عام 2006، واستغرقت ما يقرب من 9 سنوات للانتهاء منه حيث افتتحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2014 ليصبح مهيئا أولا لزيارة أهالي الضحايا ثم مفتوحا للجمهور من الشعب الأمريكي وللزائرين من جميع أنحاء العالم.
ويضم المتحف صورا للضحايا وخطابات لهم وعربات الإطفاء والإنقاذ التي شاركت في اليوم وقطع من المبنى المحطم، وقطع من الطائرات التي تم تفجيرها، علاوة على ما يزيد عن 10 آلاف قطعة تذكارية أخرى مرتبطة بالحادث.
ويقع المتحف المؤلف من 7 طوابق تحت الأرض تبلغ مساحتها 10210 أمتار مربعة، بين حوضي النصب التذكاري الذي افتتح في 11 سبتمبر 2011 في موقع الهجمات في جنوب مانهاتن، والذي زاره منذ ذلك الحين أكثر من 12 مليون شخص، ولا يمكن رؤية سوى طابق واحد من المتحف من الخارج ويبدو متواضعا مقارنة مع ناطحات السحاب التي تحيط به، حيث أسس أغلبه على عمق كبير تحت الأرض وسط الأساسات العميقة للبرجين اللذين انهارا عقب اصطدام طائرتي ركاب مخطوفتين بهما في 11 سبتمبر 2001.
ويستغرق الوصول إلى قاع المتحف وقتا طويلا، ويضم معروضات وقاعة ضخمة تظهر أثار أسس أحد البرجين.
وفي الذكرى الـ15 لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، يستعين المتحف المخصص لضحايا هذا اليوم الدامي في نيويورك بالفنون للتذكير بهذه الاعتداءات بطريقة مختلفة، حيث من المقرر أن ينطلق معرض بعنوان «تقديم ما لا يمكن تصوره» غد الإثنين 12 سبتمبر، ويضم 13 عملا لفنانين محليين معروفين بما يشمل الرسوم والتسجيلات المصورة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
والقاسم المشترك بين هؤلاء الفنانين هو أنهم عاشوا هذا اليوم الدامي كل على طريقته، حتى أن أحد هؤلاء فقد شقيقه الإطفائي الذي لم يعثر بعد على جثته.
ولا يضم المعرض أي لوحات عنيفة أو مؤلمة إذ أنه يعتمد على الذكريات وتخفيف المعاناة وترويض التاريخ، وهو ما بات جزءا من هوية سكان نيويورك.
واستخدم البعض، بينهم إيجاي وايس، رمادا من موقع الاعتداءات لدمجها في أربع لوحات من الاكريليك بما يرمز إلى الفوضى، وفي وسطها مربعات تمثل السماء الزرقاء التي يحتفظ بذكراها سكان نيويورك عن صباح هذا اليوم التاريخي الذي شهد انهيار البرجين التوأمين.