طلال عوكل يكتب: فلسطين تنتظر فرسانا

طلال عوكل

 

مأساوي ومقلق للغاية، المشهد الفلسطيني السياسي والاجتماعي، إلى الحد الذي تضيع فيه الأفكار والمبادرات، وحتى محاولات وقف التدهور المستمر والمؤلم. الفلسطينيون ليسوا في بحبوحة من أمرهم حتى يتغولوا على بعضهم البعض، وينهشوا لحمهم الحي. غريب أن يفرح طرف لضعف أو عجز أو هزيمة الطرف الآخر، وأن يسعى في هذه الظروف. حتى آخر المبادرات التي ظهرت على الساحة، بالإعلان عن تأسيس الديمقراطي الفلسطيني الذي طال انتظاره ويتشكل من خمس فصائل هي الجبهتين الشعبية والديمقراطية، بالإضافة إلى حزب الشعب والمبادرة الوطنية وفدى، حتى هذه المبادرة المتأخرة جدا، تحتاج إلى كثير من الوقت وكثير من الجهد وكثر من الإمكانيات قبل أن تحقق الاختراق بوجود تيار ثالث قادر على ممارسة الضغط على طرفي الاستقطاب.

وبالرغم من أهمية هذه المبادرات وتمنياتنا لها بالنجاح والتقدم، وفي حال أخلصت أطرافها للهدف العام فإنها لا تملك الإمكانيات المادية التي تسعفها على استقطاب أوسع الفئات، ذلك أن النضال الفلسطيني وممارسة المسؤولية الوطنية تحتاج إلى المال الذي يغطي حاجات آلاف بل عشرات آلاف الأشر من الشهداء والجرحى والأسرى، والفقراء والمهمشين، الذين عليهم أن يصمدوا فوق هذه الأرض. فضلا عن ذلك لا يحظى هذا التجمع بأي دعم أو ظهير عربي او دولي فالمراهنة على الحلفاء الاستراتيجيين في روسيا والصين هي مراهنة لا توفر أكثر من الدعم السياسي بالثبات على دعم الحقوق الفلسطينية. وتاريخيا حتى في زمن الثنائية القطبية الدولية كان الاتحاد السوفيتي يقدم الدعم للمنظمة وحركة فتح أكثر من الدعم الذي يقدمه للقوى اليسارية ذات العقيدة الاشتراكية. مع ذلك فإن هذه المبادرة التوحيدية بطبيعتها الأولية، تقدم نموذجا في عكس التيار الانقسامي الذي يخيم على المشهد الفلسطيني منذ اثني عشر عاما، وربما يشكل بداية معقولة لتوسيع دائرة الاستقطاب الوطني نحو جبهة انقاذ فلسطين لعديد القوى والفصائل الأخرى.

في المشهد الفلسطيني العام، يتعمق الانقسام، وتنغلق الطرق والوسائل امام إمكانية انهائه، ويجد الوسيط والشريك المصري نفسه مرتبكا، بشأن كيفية معالجة هذه الخصومة السياسية العميقة وفي ضوء تغول إسرائيل على الأرض والحقوق الفلسطينية، وتواصل اعتداءاتها وتهديداتها لكل الأطراف. السلطة تمارس التضييق ومزيد من الإجراءات بحق حركة حماس، بما في ذلك سحب موظفيها من معبر رفح، الأمر الذي يؤدي إلى إغلاقه عمليا إلى العالقين، وحماس ومؤسساتها تشتغل على خط نزع الشرعية عن الرئيس محمود عباس، وتنقل الخلاف إلى المستوى الإقليمي والدولي. الاعتقالات والتغول على الحريات العامة والشخصية، من قبل كل طرف لاتباع الطرف الآخر، ولكتم اصوات المعارضين قد أصبحت سياسة عامة فيما إسرائيل تطلق التهديدات ضد الطرفين في رام الله وغزة.

ثمة من يتوعد الرئيس عباس بمصير الرئيس الراحل عرفات، ويتهمه بممارسة الإرهاب السياسي والدبلوماسي وبأنه يسعى لخنق حماس لإرغامها للتصعيد مع إسرائيل، وإسرائيل تهدد باحتلال قطاع غزة وأن المخططات جاهزة في الأدراج إذا حاولت تجاوز ما يسميه وزير الأمن الإسرائيلي أردان بالخطوط الحمر.

يخجل سيبويه وفقهاء اللغة وأدباءها من التدهور الحاصل في لغة الخطابات الفلسطينية، التي تعمق الشعور بكراهية الآخر وتكفيره، فيما الشعب الفلسطيني يأن تحت وطئه الفقر والبطالة والحصار المشدد، الأمر الذي يخلق المزيد من الذرائع والمبررات، لانهيار جبهة مقاومة التطبيع التي لا يلق مقاومة سوى من خلال البيانات و التصريحات. وبدلا من أن يؤدي النضال الفلسطيني إلى هجرة يهودية من إسرائيل، فإن الحال يشير إلى تزايد الهجرة من فلسطين وتزايد هجرة اليهود إلى فلسطين.

إن لم يكن اليوم فغدا سيقف التاريخ والشعب ليحاسب كل من المسؤولين عن هذا الهوان الذي يصيب القضية وأهلها ولكن إلى ذلك الحين، لابد للمخلصين لهذا الوطن من أن يتحركوا بقوة أكثر وبصوت أعلى خصوصا وأن الكل يدرك مدى خطورة هذا العام الذي نعتقد أنه يكون حاسما بالنسبة لإسرائيل لكونه العام الثالث في ولاية ترامب قبل عام الانتخابات. إن إسرائيل تحاول بكل قوة استثمار كل دقيقة في زمن إدارة ترامب التي تتبنى كل سياساتها من اجل تحقيق كل اهدافها التوسعية على الأرض الفلسطينية مما يستدعي من كل الفلسطينيين التوقف عن إهدار قوتهم واستنزاف طاقاتهم في المواجهة. يبدو أن الأمل ضعيف في المراهنة على فرسان اليوم وفلسطين تنتظر من نوع آخر.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]