طلال عوكل يكتب: لماذا تقفز قطر من القطار..؟

 

 لماذا تقفز قطر من القطار..؟

يتساءل المرء، السياسي كما المواطن العادي، عن الدوافع والأهداف التي تقف وراء إصرار نظام الحكم في قطر، على أن يظل في قلب العاصفة. لقد كان السلوك السياسي القطري قبل قمم الرياض الأخيرة، محل استهجان لدى من يعارضها، وحيرة لمن يناصرها. يخالف السلوك القطري، إزاء التطورات التي تعصف بالإقليم، كل قواعد العمل السياسي، ذلك أن الدولة التي تزج بنفسها في صراعات صعبة، تفعل ذلك مضطرة تحت ضغط بعض العوامل. أما لماذا تزج دولة صغيرة، بمساحة أحد عشر ألف كيلو متر مربع، ونحو مليوني ساكن مواطن وأجنبي، وتقع على أطراف الوطن العربي، لماذا تزج بنفسها في أتون الصراعات الكبرى التي تشهد تدخلات دولية وإقليمية، يصعب حصر أطرافها.

بقلم ـ طلال عوكل

دولة قطر لا تشكو من اعتداءات، أو تهديدات خطرة، تتعلق بالدولة أو النظام أو باستقرار البلد، حتى تبحث عن حلفاء وأدوار تساعدها على حماية نفسها. وقطر ليست واحدة من دول الطوق، التي تشكل مطمعا للتوسعات الإسرائيلية، ولا هي تعتبر نفسها ذات علاقة مباشرة ووطيدة بمشروع تحرير فلسطين، كلها أو بعضها. قطر ليست دولة إيديولوجية يرغمها التزامها على القيام بدور قومي توحيدي، أو شمولي، وتسعى من أجل تحقيق أهداف أبعد من حدودها الجيوسياسية.

وقطر ليست دولة ديمقراطية ونظامها السياسي قائم على الوراثة من نفس العائلة، حتى يتوقع المرء منها، أن تلعب دور في تحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ونظام المواطنة في دول عربية أخرى تفتقر إلى كل ذلك. قطر أيضا لا تسعى وراء تحقيق مصالح اقتصادية، والمنافسة على أدوار تتصل بالاستثمار، وتوسيع دائرة العلاقات المصلحية، حتى تخوض حروبا من أجل ذلك. وعلى الرغم من أن قطر تستضيف بعضا من قيادات المسلمين، وتقدم لهم الدعم، إلا أن أحدا لا يتهم قيادها بأنها تنتمي إلى جماعة الإخوان، حتى تتحمل ما تتحمل من أعباء بسبب ذلك. قطر تنتمي بطبيعة نظامها السياسي لمجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يجد المرء أي سبب يدعوها للتمرد على نظام يتطابق في كل شيء مع نظامها. في المجمل لا يجد الإنسان سببا أو دافعا واحدا قويا، ومفهوما للسياسة التي تتبناها قطر وتجعلها على خلاف وتوتر مع شقيقاتها الخليجيات ومع مصر، حتى تمعن في الانتقال من مربع خلافي إلى آخر.

ربما يعتقد البعض أن قطر تقوم بدور وظيفي لصالح الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة غير ان واقعة الخلاف القائمة، لم تقف عند حدود التوتر الذي يسود علاقاتها مع شقيقاتها العربيات، فلقد امتد الخلاف إلى العلاقة مع الولايات المتحدة، التي تطالب قطر الالتزام بالتفاهمات التي وقعت عليها دول المجلس التعاون الخليجي بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أكثر من ذلك تصاعدت الأصوات في الولايات المتحدة، التي تطالب بإعادة النظر في وجود القواعد العسكرية في قطر. مع كل ذلك ترفض القيادة القطرية الاعتذار أو التراجع عن مواقفها، تاركة المجال لفرع من العائلة، هو فرع أحمد بن علي من أسرة آل ثاني، إصدار بيان اعتذار وبراءة من سياسة الأمير تميم. صحيفة الرياض السعودية، توقعت ما تعتبره انقلابا سادسا على حكم الشيخ تميم، بعد سلسلة انقلابات تقول الصحيفة أنها وقعت منذ عام الاستقلال 1971 وحتى عام 2013. أما المحلل السياسي الكويتي الدكتور مبارك القفيدي فيتحدث عن تقارير دولية تؤكد أن سلطنة عمان وقطر ستنسحبان من مجلس التعاون الخليجي.

من واجب الفلسطينيين أن يشكروا قطر على الدعم المالي الذي قدمته وتقدمه للشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة، بغض النظر عن الدوافع، الأمر الذي يخولها أن تلعب دورا أكبر لم تقم به لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وها هي اليوم تستجيب للضغوطات الأولية التي طالبتها بإبعاد عدد من قيادات حركة حماس عن الدوحة.

يمكن لقطر أن تبرر خلافها مع شقيقاتها من خلال مطالعة سياسية حقيقية تتصل برؤيتها المخالفة لدور شقيقاتها ولدور الولايات المتحدة، إن كانت مختلفة مع هؤلاء إزاء الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي مثلا. ويمكن لقطر أن تتحدث عن رؤية مختلفة للأولويات التي تقدمها منظومة دول التحالف العربي الإسلامي الأمريكي لكنها لا تفعل، ولذلك فإن صراعها وتمردها على شقيقاتها، يتحول إلى سياسة عبثية، لا طائل من ورائها، ولا قبل لقطر على تحمل تبعاتها.

في السياق العام، كان على قطر أن تختصر على الفلسطينيين خلافا فوق خلافاتهم، إزاء المكان المخصص لبناء منزل السفير القطري في غزة، بل أن ثمة تساؤل محق حول أسباب بناء السفير لمنزله في قطاع غزة، فيما مركز السلطة هو الآن في رام الله.

ثمة شك كبير في أن تصمد قطر في هذا الصراع المحتدم، حتى لو اقتربت أكثر من إيران، التي لا تستطيع بدورها تأمين الحماية للنظام القطري. من نافل القول أن يبدو الحديث عن أزمة قطر مع هذا التيار الجارف، على أنه دفاع عن سياسيات أحد، أو أنه يأتي من باب العداء الأعمى لدولة قطر أو لغير دولة قطر، كما يعتقد بعض الحمقى ممن يتحصنون خلف سياسات ومواقف عدمية. العدميون لا يعرفون إلا لونين الأسود أو الأبيض، وذلك يعفيهم من تجنيد معرفة في أصول العمل السياسي، يفتقرون إليها فيستندون بظهورهم إلى جدار التطرف الأعمى. الفلسطيني لا يحق له ولا يجوز أن ينكفئ على قضيته وهمومه طالما أنه مؤمن حتى النخاع بانتمائه العربي والإنساني، خصوصا وأن له نصيب في كل ما يصيب الأمة العربية، مجتمعة وكل دولة منها على حده، ولذلك عليهم أن يكونوا دائما في قلب كل حدث إيجابي أو سلبي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]