القصف الإسرائيلي، لمواقع سورية، أمس السبت، والذي وصف بأنه الأوسع منذ حرب لبنان عام 1978 وسقوط مقاتلة من طراز «إف16» إسرائيلية بنيران سورية، دفع المنطقة لحبس أنفاسها، خشية الإنزلاق لحرب إقليمية.. بينما يتفق خبراء عسكريون، على أن دمشق غيّرت قواعد الاشتباك مع تل أبيب عندما تصدّت لقصف إسرائيلي وأسقطت طائرة «إف 16»، وأن تحطم الطائرة الإسرائيلية بنيران سورية، سيكون له وقع كبير، وسوف يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.
لم تقتصر حدود القلق الحذر على المنطقة العربية فقط، أو على الصعيدين الإقليمي والدولي، بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية بنيران سورية تصدت للعدوان الإسرائيلي، وبدأ الترقب لتداعيات المواجهة على الجبهة السورية.. ولكن القلق من اتساع حدود التصعيد، شغل حيزا كبيرا من تقديرات الدوائر السياسية والعسكرية داخل دولة الاحتلال، مما دفع حكومة بنيامين نتنياهو، للتأكيد أنها لا تريد السير في اتّجاه التصعيد إلى حرب شاملة على حدودها الشمالية. وأجرت في سبيل ذلك اتصالات مع موسكو وواشنطن بطلب واضح للتدخل السريع لمنع التدهور، وإيصال رسالة مفادها أنه على رغم توجيه إسرائيل ضربات ضد سورية، إلا أنها معنية بـ «إغلاق الحادث الآن».
وسارع السفير الإسرائيلي لدى روسيا هاري كورين إلى تأكيد ضرورة تعزيز التنسيق بين تل أبيب وموسكو عسكرياً وسياسياً لوقف التصعيد في المنطقة.
وإذا كانت الأطراف كافة سعت للتهدئة، فإن السلطات الإسرائيلية وصفت التصعيد الدراماتيكي الذي طرأ على المنطقة الحدودية مع سورية أمس بأنه «أكبر من مواجهة وأقلّ من حرب». . وهذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي تفقد فيها إسرائيل مقاتلة أصيبت بمضادات أرضية خلال مشاركتها في غارات على سورية.
ويرى الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، أن هناك تطورات نوعية شهدتها الجبهة السورية، بعد أن قصفت الدفاعات الجوية السورية الطائرات الإسرائيلية المعادية وأسقطت طائرة «إف 16»، وما حدث يخضع حاليا لتقديرات حساب إسرائيلية، فيما يتصل بالإمكانيات العسكرية السورية، وأيضا فيما يتصل بقياس «رد الفعل السوري» على العدوان الإسرائيلي، رغم ما تواجهه سوريا على مدى سبع سنوات تقريبا من مواجهات مع التنظيمات والجماعات الإرهابية المدعومة أمريكيا وإقليميا، ولذلك كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، أن تل أبيب طلبت من موسكو التدخل لمنع التصعيد على الجبهة مع سوريا، بعد ساعات من عارات نفذتها مقاتلات إسرائيلية، وسقوط إحداها .
وأضاف للغد، إنني استبعد تماما إشتعال المواجهة على الجبهة السورية، لأن سوريا تحشد قواها وقواتها في مواجهة الإرهاب والمعارضة السورية المسلحة، والهدف السوري الوحيد هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتطهيرها من الإرهابيين، وأيضا استقرار النظام السوري، وهو ما لايستدعي فتح أكثر من جبهة (داخليا وخارجيا)، والحالة لا تختلف بالنسبة لإسرائيل، لأن هدفها هو إمكانية الردع عن بعد ، والقصف الجوي لمواقع سورية دون خسائر على امتداد وقائع عسكرية عديدة طوال السنوات الماضية.
وتابع للغد: إن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية ، يمكن أن يمثل بداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حداً لاستباحة الأجواء والأراضي السورية، وهذه التطورات تعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة، أي أن الطائرات الإسرائيلية لم تعد «تتنزه» فوق سوريا.
