عمر أبو كويك.. طفل من غزة فقد أسرته وذراعه ويحلم أن يصبح طيارا
أصبح الطفل عمر أبو كويك، البالغ من العمر 4 أعوام، بعيدا عن منزله في غزة بعد استشهاد والديه وشقيقته في غارة جوية إسرائيلية، والتي أسفرت عن فقد جزءًا من ذراعه.
ومن خلال جهود كبيرة من الأهل والمحيطين، تم إخراج عمر من غزة إلى الولايات المتحدة، حيث تلقى العلاج، بما في ذلك ذراع صناعية. وأمضى أيامه في منزل تديره جمعية طبية خيرية في مدينة نيويورك برفقة عمته.
لقد كان ذلك قدرًا صغيرًا من النعمة في بحر من الاضطرابات بالنسبة له ولعمته مها أبو كويك، حيث كانا يتطلعان إلى مستقبل غامض. فالحزن واليأس الذي يشعر به أولئك الذين ما زالوا محاصرين في غزة ليس بعيداً أبداً عن من نجا.
وتشعر أبو كويك بالسعادة لأنها تمكنت من القيام بذلك من أجل ابن أخيها الحبيب، الذي تعتبره الآن طفلها الرابع.
لكنه كان خيارا فظيعا، إذ كان الذهاب مع عمر يعني ترك زوجها وأطفالها الثلاثة المراهقين في مخيم مترامي الأطراف في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة. ومع قيام إسرائيل بشن غارات على المناطق التي طلبت من المدنيين الاحتماء بها، بما في ذلك رفح ، تعلم أبو كويك أنها قد لا ترى عائلتها مرة أخرى أبدًا.
وقالت: «أطفالي يحبون عمر كثيراً.. قالوا لي لم نعد أطفالاً بعد الآن.. اذهبي لعلاج عمر.. هذا هو الأفضل بالنسبة له، إنها فرصته الوحيدة».
وقالت إن عمر كان فتى منفتحًا، وكان ذكيًا مثل والده الراحل الذي كان مهندسًا. الآن غالبًا ما يكون منعزلاً وينفجر بالبكاء بسهولة.
وعندما سئل عمر سؤالا، غطى أذنيه بيده اليمنى وجذع ذراعه اليسرى، قائلا: «لا أريد أن أتكلم»، ولكن النهاية قال: «كانت روضة الأطفال جميلة، وكنت سعيداً في اليوم الأول».
بدأ عمر الدراسة قبل أسابيع قليلة من الحرب، لكنه لا يريد الذهاب إلى روضة الأطفال بعد الآن، إذ بات يخشى أن يترك عمته.
ربما يكون السفر إلى نيويورك قد منحه حلمًا جديدًا، حيث قال عمر: «عندما أكبر، أريد أن أصبح طياراً، حتى أتمكن من اصطحاب الناس إلى الأماكن».
وبعد مرور أسبوعين على الحرب، نجا عمر أبو كويك من الموت بأعجوبة. وأخلت العائلتان شققهما في مدينة غزة قبل أن تسوي الغارات الجوية الإسرائيلية المباني بالأرض.
مع الملابس التي يرتدونها فقط، انقسمت العائلات للبقاء مع أقارب مختلفين. ولكن في زمن الحرب، فإن القرارات التي تبدو تافهة، مثل تحديد مكان البحث عن مأوى، لها عواقب هائلة.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول، قصفت غارتان جويتان إسرائيليتان منزل أجداد عمر في مخيم النصيرات للاجئين. أدى الانفجار إلى تقشير جلد وجهه. لم يمكن الحفاظ على ذراعه اليسرى تحت الكوع، وكان مصابا بحروق في ساقه وجذعه، واستشهد والديه وأخته البالغة من العمر 6 سنوات وأجداده وخالتيه وابن عمه.
وكان عمر عالقا تحت الأنقاض، واستطاع رجال الإنقاذ والدفاع المدني انتشاله وهو ينزف بينما ظل على قيد الحياة.
وقال أديب شويكي، نائب رئيس منظمة الرحمة العالمية، وهي مؤسسة خيرية مقرها الولايات المتحدة، والذي سمع عن عمر من فريق المجموعة في غزة: «كانت وجهة نظرنا أن أي مكان أفضل بالنسبة له من التواجد في غزة».وعمته، وتصريح أمني إسرائيلي لهما بالسفر إلى مصر.
نقلتهم سيارة إسعاف إلى الحدود، حيث نقلتهم سيارة إسعاف مصرية عبر سيناء، ودخل مستشفى عسكري مصري، وانتظر عمر وخالته لأسابيع حتى أعطتهم هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية الضوء الأخضر للسفر إلى نيويورك في 17 يناير/كانون الثاني.
في مستشفى شرينرز للأطفال في فيلادلفيا، خضع عمر لعملية جراحية لترقيع الجلد لعلاج الحرق في ساقه. كان حريصًا على الحصول على ذراعه الاصطناعية الجديدة، وابتسم بمكر عندما مد يده ليلمسها. «ذراعي جميلة».
استقل عمر وعمته الطائرة إلى القاهرة في اليوم التالي، برفقة أحد أفراد عائلتها الكبيرة. سيبقون في منزله في مصر بينما يبحثون عن سكن دائم.
كان عمر أول طفل فلسطيني من غزة يستقبله صندوق الإغاثة الطبية العالمي. حيث أمضت مؤسسة «جزيرة ستاتن» الخيرية، إليسا مونتانتي، ربع قرن في الحصول على رعاية طبية مجانية لمئات الأطفال بعد أن فقدوا أطرافهم بسبب الحروب أو الكوارث.
بدأ كل طفل كغريب، انضم كل واحد منهم إلى ما تسميه «عائلتها العالمية»، وسوف يعودون إلى الولايات المتحدة للحصول على أطراف صناعية جديدة مع نمو أجسادهم.
وترعى مؤسستها الخيرية كل شيء باستثناء العلاج الطبي، الذي يتم التبرع به بشكل أساسي من قبل مستشفى شرينرز للأطفال في فيلادلفيا.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع أعداد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 30 ألفا وأكثر من 71 ألف مصاب، وغالبية الضحايا من النساء والأطفال.
________________________
شاهد| البث المباشر لقناة الغد
