رجحت المفوضية العليا للاجئين، اليوم الأحد، إن نحو 700 مهاجر ماتوا غرقا قبالة سواحل ليبيا في طريقهم إلى إيطاليا هذا الأسبوع، في 3 حوادث غرق وسط ظروف مروعة، استنادا إلى شهادات ناجين.
وقال المتحدث باسم المفوضية فيديريكو فوسي لوكالة فرانس برس “الوضع فوضوي، لسنا واثقين بالأرقام، لكننا نخشى أن يكون نحو 700 شخص قد غرقوا في 3 حوادث حصلت هذا الأسبوع”.
وقال خفر السواحل الإيطالي إنه جرى إنقاذ أكثر من 1900 مهاجر من قوارب في البحر المتوسط في 16 عملية يوم الجمعة الماضي 27 مايو / أيار.
ونشر خفر السواحل لقطات فيديو جديدة تظهر اعتراض دوريات إنقاذ طريق عدة قوارب في البحر المتوسط ونقل المهاجرين إلى سفينة أكبر تابعة لخفر السواحل تمهيدا لنقلهم إلى البر.
وزادت حركة عبور المهاجرين الأسبوع الماضي من ليبيا إلى إيطاليا وجرى إنقاذ أكثر من 14 ألف شخص من قوارب مكدسة منذ يوم الاثنين (23 مايو أيار) وربما لقي المئات حتفهم في حوادث تحطم على مدى ثلاثة أيام متتالية.
وروى ناجون عند وصولهم الى ميناءي ترانتو في بوليا وبوتسالو في صقلية بإيطاليا للمفوضية ومنظمة «سيف ذي تشيلدرن» كيف غرق مركبهم وسط ظروف مأساوية بعد إبحارهم من ميناء صبراتة الليبي.
وكتبت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين، كارلوتا سامي على تويتر “لن نعرف العدد الدقيق أبدا، لن نعرف هوياتهم، لكن الناجين تحدثوا عن مقتل أكثر من 500 شخص” في حادث الخميس.
كما فقد أثر نحو 100 شخص بعد غرق مركب، الاربعاء، فيما أعلنت البحرية الايطالية انتشال 45 جثة بعد غرق مركب ثالث الجمعة، ما قد يرفع حصيلة القتلى هذا الأسبوع الى 700 مهاجر.
وأكدت المتحدثة باسم «سيف ذي تشيلدرن» في صقلية، جوفانا دي بينيديتو، لفرانس برس، أن تحديد عدد المفقودين مستحيل، ناقلة عن الناجين أن نحو 1100 شخص غادروا صبراتة الليبية، الأربعاء، في مركبي صيد وزورق مطاطي.
وأفادت رواياتهم أن “المركب الأول الذي نقل 500 شخص كان يقطر الثاني وعليه 500 آخرون. لكن المركب الثاني بدأ بالغرق، فحاول البعض السباحة إلى المركب الاول فيما تشبث اخرون بالحبل الذي يربط بينهما”، بحسب دي بينيديتو.
ووفق الشهادات أيضا، فإن قبطان المركب الأول السوداني سارع اإى قطع الحبل الذي انفلت إلى الخلف بسرعة فائقة متسببا بقطع رأس امرأة، قبل أن يغرق المركب الثاني سريعا ويسحب معه المهاجرين المكدسين بكثافة على متنه إلى القاع.
ونقلت وسائل الإعلام الايطالية أن الربان السوداني اعتقل عند الوصول إلى بوتسالو، إلى جانب ثلاثة آخرين يشتبه بتورطهم في الاتجار بالبشر.
وقالت فتاة نيجيرية “فعلنا كل ما أمكننا لوقف المياه وإفراغ المركب منها”، على ما نقلت صحيفة «لا ستامبا».
وأضافت “استخدمنا الأيدي وأكواب بلاستيكية. طوال ساعتين صارعنا المياه دون جدوى. بدأت المياه تملأ المركب، ولم تبق لدى الموجودين داخل المركب فرصة للنجاة. علق نساء ورجال واطفال، كثير من الاطفال، وماتوا”.
وروى كيدان الإريتري البالغ 13 عاما للمنظمات الإنسانية “ماتت أمي وأختي التي تبلغ 11 عاما أمامي”.. مضيفا “كانت الجثث في كل مكان”.
وأفاد مهاجرون لصحيفة «لا ريبوبليكا» في صقلية أن “مهربا” جديدا يدعى أسامة، أصبح يدير التهريب من سواحل ليبيا ويعرض “سعرا خاصا” عن الفرد الواحد يبلغ 400 يورو.
وقال مهاجر نيجيري للصحيفة “احتجزت طوال 6 أشهر في قبو مبنى مهجور في صبراتة. شاهدت تصفية كثيرين، من حاول الفرار قتل برصاص الحراس الليبيين”.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، في مقابلة مع الصحيفة الأحد، أن الخطة الايطالية للتصدي للهجرة السرية “هي أفضل المقترحات حاليا” لوقف التهريب.
وباتت إيطاليا مجددا بوابة الهجرة الرئيسية إلى أوروبا عبر المتوسط بعد إغلاق طريق البلقان وإبرام الاتفاق التركي الأوروبي المثير للجدل والقاضي بإعادة الوافدين الجدد إلى اليونان إلى إراضي تركيا.
وتركز الخطة الإيطالية على مساعدة الدول التي يغادرها المهاجرون والتعاون مع دول العبور، كالسعي مثلا إلى اتفاق مع ليبيا يحاكي الاتفاق مع تركيا.
