فنزويلا.. حرب شوارع وانقسام عسكري وروسيا تعطل رحيل مادورو

تطورات كبيرة شهدتها الأزمة في فنزويلا، الثلاثاء، أبرزها المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، والانقسام الواضح في صفوف الجيش، بالإضافة المطالبات العارمة لمادورو بالاستماع لصوت الشارع والتنحي الفوري.

جنود شجعان

من جانبه، أعلن زعيم المعارضة، خوان جوايدو، تلقيه دعم مجموعة “جنود شجعان” للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، فيما توعدت الحكومة بإحباط ما وصفته بالمحاولة الانقلابية.

وأكد جوايدو، أنه “لا عودة” عن مساعيه للإطاحة بمادورو، وكتب على تويتر “لقد حان الوقت، ولايات البلاد الـ24 سارت على هذا الطريق ولا عودة عنه، المستقبل لنا، الشعب والقوات المسلحة متحدون لإنهاء اغتصاب السلطة”.

وخرج المئات من أنصار جوايدو وهم يلوحون بالعلم الفنزويلي، إلى طريق سريع بالقرب من قاعدة عسكرية في كراكاس، فردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فرد عدد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة على قوات الأمن.

محاولة انقلابية

وقالت الحكومة، إنها “تحبط” محاولة انقلابية لمجموعة من الجنود “الخونة”، وأكد الرئيس مادورو، أن قادة الجيش الفنزويلي طمأنوه لـ”ولائهم الكامل”.

وكتب مادورو، على تويتر، “أعصاب من حديد، لقد تحدثت مع قادة جميع مناطق الدفاع ومناطق العمليات، الذين أعربوا عن ولائهم الكامل للشعب والدستور والوطن”، مضيفا “أدعو إلى التعبئة الشعبية القصوى لضمان انتصار السلام، وسننتصر”.

عربة عسكرية تصدم متظاهرين

كما صدمت قوات الأمن الفنزويلية، الثلاثاء، متظاهرين بعربة مصفحة خلال أعمال شغب أمام قاعدة عسكرية في كراكاس قام بها مؤيدون لجوايدو، بحسب ما أظهرت صور عرضها التليفزيون.

وأدى الحادث إلى جرح عدد من الأشخاص شوهدوا على الأرض، في حين قام متظاهرون آخرون بتقديم المساعدة لهم.

ووقع الحادث عندما حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين أمام قاعدة لا كارلوتا الجوية، التي كان زعيم المعارضة خوان جوايدو دعا في وقت سابق الجنود داخلها إلى التخلي عن دعم الرئيس نيكولاس مادورو والانضمام إليه.

69  جريحا

وجُرح 69 شخصا، على الأقل، بينهم اثنان بالرصاص، في مواجهات كراكاس، بحسب ما أعلنت الأجهزة الطبية المحلية.

وأفادت وسائل الإعلام الفنزويلية بإصابة شخص ثالث بالرصاص في المواجهات، بينما أعلنت الحكومة إصابة جندي موال لها بطلق ناري.

الجيش يحذر

بدوره، حذر قائد الجيش من “حمام دم” في البلاد، وصرح الجنرال فلاديمير بادرينو، الذي يتولى كذلك منصب وزير الدفاع، في كلمة للقيادة العسكرية العليا أكد فيها دعمه لمادورو، أنه يحمل المعارضة “مسؤولية أي عمل عنف أو سفك دماء”.

جنود يطلبون اللجوء

وفي إطار التمرد على مادورو، أعلن مسؤول في الرئاسة البرازيلية، الثلاثاء، أنّ جنوداً فنزويليين طلبوا اللجوء إلى سفارة البرازيل في كراكاس، وقال المسؤول، وفقا لوكالة فرانس برس، “لقد تلقّينا عددا من طلبات اللجوء من عسكريين، ولكن لا يسعنا أن نعلن عن عددهم أو رتبهم العسكرية”.

وبحسب وسائل إعلام برازيلية، فإنّ عدد الذين طلبوا اللجوء إلى السفارة هو 25 عسكريا، وإثر هذا التطوّر أعلن الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، في تغريدة على تويتر، دعمه لـ”التحوّل الديمقراطي الجاري في فنزويلا”.

روسيا تعطل رحيل مادورو

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنّه كان من المقرّر أن يغادر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الثلاثاء بلاده إلى كوبا للعيش فيها منفياً، لكنّ روسيا أثنته عن ذلك.

وقال بومبيو، لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، “كانت طائرته على المدرج، وكان جاهزا للمغادرة هذا الصباح، بحسب ما علمنا، لكنّ الروس أشاروا عليه بضرورة البقاء”.

ترامب يدعم الفنزويليين

وألقت الولايات المتحدة بثقلها الكامل، الثلاثاء، وراء خوان جوايدو، وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تدعم “حرية” الشعب الفنزويلي.

وكتب على تويتر “الولايات المتحدة تقف مع شعب فنزويلا وحريته”، مشيرا إلى أنه يتابع الوضع “من كثب”.

ويهدد كوبا

كما طالب ترامب، الثلاثاء، كوبا بالتوقّف عن دعم فنزويلا، مهددا بفرض حصار “كامل وشامل” عليها، إضافة إلى “عقوبات على أعلى مستوى”.

وقال ترامب، في تغريدة على تويتر، “إذا لم توقف القوات المسلّحة والميليشيات الكوبية فوراً العمليات العسكرية، وتلك التي تسبّب موتاً وتدمّر دستور فنزويلا، فسيتمّ فرض حصار كامل وشامل، إلى جانب عقوبات على أعلى مستوى، على جزيرة كوبا”، وأضاف “آمل أن يعود كلّ الجنود الكوبيين بسرعة وسلام إلى جزيرتهم”.

بدء عملية التحرير

كما كتب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على تويتر، “اليوم أعلن الرئيس بالوكالة خوان جوايدو بدء عملية التحرير”، وأضاف “الحكومة الأمريكية تدعم بالكامل الشعب الفنزويلي في سعيه للحرية والديمقراطية، لا يمكن هزيمة الديمقراطية”.

وفي وقت سابق حث البيت الأبيض جيش فنزويلا على الوقوف إلى جانب “المؤسسات الشرعية”.

وكتب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، مخاطبا وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، “يجب على القوات المسلحة حماية الدستور والشعب الفنزويلي”.

وأضاف “يجب أن يقف إلى جانب البرلمان والمؤسسات الشرعية ضد اغتصاب الديمقراطية، الولايات المتحدة تقف مع شعب فنزويلا”.

التنحّي الآن

وعلى خطى أمريكا، دعت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، الثلاثاء، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى “التنحّي الآن”، وقالت في مؤتمر صحفي، إنّ “الفنزويليين يعبّرون اليوم في الشوارع عن رغبتهم بالعودة إلى الديمقراطية حتى في مواجهة القمع العنيف”.

وأضافت أنّ “كندا تنوّه بشجاعتهم وتدعو نظام مادورو للتنحّي الآن، وإتاحة التوصّل لنهاية سلمية لهذه الأزمة وفقاً للدستور الفنزويلي”، وتابعت “حان الوقت لكي تعود فنزويلا إلى الديمقراطية”.

الانضمام لجوايدو

ودعا أيضا الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، الثلاثاء، الجيش الفنزويلي إلى الانضمام إلى زعيم المعارضة خوان جوايدو، وكتب في تغريدة على تويتر، “نوجه دعوة إلى جنود فنزويلا وشعبها ليقفوا في الجانب الصحيح من التاريخ ويرفضوا الديكتاتورية واغتصاب السلطة” من قبل الرئيس نيكولاس مادورو.

الانتخابات هي  الحل

ومن جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إلى التحلّي بـ”أقصى درجات ضبط النفس” في الأزمة الفنزويلية.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، في بيان، “نؤكّد مجدّداً أنّ المسار السياسي والسلمي والديمقراطي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات العديدة التي تواجهها البلاد”.

وجاء في البيان، أنّ الاتحاد الأوروبي “يقف بثبات مع الشعب الفنزويلي وتطلّعاته الديمقراطية”، و”لن نوفّر جهداً من أجل إعادة الديمقراطية وسيادة القانون عبر انتخابات حرّة ونزيهة وفقا للدستور الفنزويلي”.

تجنب العنف

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، “كل الأطراف في فنزويلا إلى تجنب اللجوء إلى العنف”، وطالبهم بـ”اتخاذ كل الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء”.

ونقل المتحدث ستيفان دوجاريك عن جوتيريش قوله أيضا، إنه “يحض كل الأطراف على الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس”.

عملية دبلوماسية سلمية

من جهتها، دعت مدريد إلى تجنّب “حمام دمّ” في فنزويلا، وصرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل سيلا أمام الصحافة، “ندعم عملية دبلوماسية سلمية وطلبت “الدعوة إلى انتخابات فورا”.

وأضافت “الحلّ في فنزويلا يجب أن ينبع من حركة سلمية، إسبانيا لن تدعم أبداً انقلابا عسكريا”، موضحةً أن رئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز سيتابع الوضع “عن كثب”.

اجتماع طارئ

وأعلنت وزارة الخارجية في البيرو، الثلاثاء، أنّ مجموعة ليما التي تضمّ غالبية دول أمريكا اللاتينية ستعقد اجتماعاً طارئاً في عاصمة البيرو الجمعة لمناقشة الأزمة في فنزويلا.

روسيا وتركيا يرفضان

وعلى الجانب الآخر تقف كل من روسيا وتركيا، أما روسيا فقد اتهمت جوايدو بنشر العنف، ودعت إلى المحادثات، مؤكدة على أهمية تجنب سفك الدماء.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن “المعارضة المتشددة في فنزويلا لجأت مرة أخرى إلى طرق المواجهة القاسية”، متهمة معارضي مادورو بـ”تغذية العنف”.

وأضافت الوزارة “من المهم تجنب الاضطرابات وسفك الدماء”، داعية إلى المحادثات بين الجانبين.

كما دان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، ما سماه “المحاولة الانقلابية” في فنزويلا، وكتب على تويتر “كبلد تصدى للانقلابات واختبر العواقب السلبية الناجمة عن الانقلابات ندين المحاولة الانقلابية في فنزويلا”.

وأضاف “على العالم أجمع احترام الخيارات الديمقراطية للشعب في فنزويلا”.

بداية الأزمة

وتصاعدت التوترات في فنزويلا هذا العام، بعد أن أعلن جوايدو، رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، في 23 يناير/ كانون الثاني نفسه رئيسا بالوكالة بموجب الدستور، وقال إنه أعيد انتخاب مادورو عن طريق التزوير العام الماضي.

وسارعت الولايات المتحدة وعدد من كبرى دول أمريكا اللاتينية، ومن بينها البرازيل والبيرو وتشيلي، إلى دعم جوايدو، تبعتها بعد ذلك عدة دول من الاتحاد الأوروبي.

إلا أن مادورو، الذي تولى السلطة من هوجو شافيز في 2013، ودخلت البلاد في عهده كارثة اقتصادية، يحظى بدعم روسيا والصين، أكبر دولتين مقرضتين لفنزويلا.

وزادت واشنطن ضغوطها الاقتصادية وفرضت عقوبات استهدفت نظام مادورو وخفضت مبيعات النفط الفنزويلي، الذي يعتبر مصدر الدخل الرئيسي للبلاد.

وحذرت من أية محاولة لاعتقال جوايدو، الذي بقي حرا يتجول في البلاد ويعقد التجمعات.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]