مازال سكان البوسنة يحلمون باستقرار الأوضاع في بلادهم وعدم العودة إلى الحرب التي تسببت في تدمير مناطق عدة بالبلاد.
ومن هذه المناطق جزيرة في شمال غربي البلاد، ومسجدها الكبير الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر ، ودمر أثناء الحرب قبل أن يعيد سكان الجزيرة ترميه في 2001 .
بجوار أشجار مورقة، ونهر هادئ، فهل هناك مكان أفضل من هذه الجزيرة للعبادة؟ فيطلق على الجزيرة التي تقع شمال غربي البوسنة ويقطنها سكان مسلمون، جزيرة الإسلام الخضراء، ويشقها من المنتصف نهر أونا القريب من مسجد في الجزيرة يعود تاريخ تشييده لعام 1565.
أعيد ترميم هذا المسجد أربع مرات على مدى ما يقرب من خمسة قرون مضطربة، كان آخرها عندما دمر أثناء الحرب البوسنية في الفترة بين 1992-1995. وقبل تدمير هذا المسجد، تمكن الإمام «موجو سيهيك» من إنقاذ تاجين يخطط أن يعطيهما لمن يخلفه في إمامة المسجد، ويقول «سيهيك»: «كان من سوء حظي أن شهدت لحظة تدمير مسجدنا السابق. ما زلت أتذكر الأذان الأخير الذي رفع من المسجد، كانت صلاة فجر يوم 27 إبريل/ نيسان 1992. وبعد ساعتين فقط، شن صرب البوسنة هجوما على المسجد».
سرعان ما طرد الصرب السكان البوسنيين من منازلهم الواقعة على الضفة اليمنى للنهر وفر السكان إلى الضفة اليسرى حيث قضوا سنوات الحرب هناك وهم يشاهدون المدفعية الصربية تقصف المسجد حتى سوته بالأرض عام 1994.
بمجرد انتهاء الحرب، عاد سكان الجزيرة إلى منازلهم المدمرة وبدأوا في تشييد مسجد جديد على الجزيرة وأعيد بناء المسجد في عام 2001. ويأمل سكان بوسانسكا أوتوكا أن يعيشوا في سلام دائم حتى يبقى هذا المسجد في المستقبل.
