أعلنت المعارضة السورية في ساعات متأخرة من أمس السبت، تمكنها من رفع الحصار عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب السورية بعد أسابيع من محاصرتها من جانب قوات النظام السوري ومواليه من قوات حزب الله اللبناني وسط غارات للطيران الروسي الداعم للنظام، وهو ما يعد ضربة قوية لطموحات الرئيس السوري بشار الأسد للقضاء على المعارضة في ثاني أكبر مدن سوريا.
وجاءت هذه الأنباء بعد 6 أيام من معارك متبادلة بين الجانبين النظام السوري وفصائل المعارضة، أدت إلى مقتل أكثر من 500 مقاتل من الجانبين.
الضربات الانتقامية وصمود المعارضة
السؤال يدور حاليا حول قدرة المعارضة السورية على الإبقاء والحفاظ على مكاسبها في الوقت الذي قال فيه نشطاء سوريون، وفق صحيفة التليجراف البريطانية، أنهم يستعدون لضربات انتقامية من جانب النظام وروسيا وسط احتمالات استخدام أسلحة كيميائية.
وقال الائتلاف السوري عبر موقعه الرسمي أن قوات النظام السوري والطيران الروسي استمر في شن هجمات «انتقامية» أدت إلى مقتل 20 مواطنا في حلب، فيما أكدت التليجراف أن 40 غارة جوية شنت على حلب أمس السبت، تضمنت استهداف فريق من الأطباء والممرضين في المستشفيات.
الجهاديون الأبطال وإحراج الغرب
وأثار رفع الحصار التساؤلات حول المتمردين “جبهة فتح الشام” الذين أصبحوا أبطالا في نظر السوريين بعد مشاركتهم الفعالة في المعارك حيث بثت جبهة فتح الشام عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو لاقتحامها كلية المدفعية المعقل الرئيسي لقوات النظام السوري في حلب.
وأظهرت مقاطع الفيديو مقاتلي جبهة فتح الشام وهم يتخطون بأقدامهم على جثامين جنود الجيش السوري خلال المعارك الدائرة.
https://www.youtube.com/watch?v=reBAuTkzeIM
يأتي ذلك وسط تساؤلات حول موقف جبهة فتح الشام من المحادثات السورية القادمة بعد تأثيرها القوي في مجريات المعارك على الأرض، وذلك بعد جولات من رفض مشاركتها، لاعتبارها تنظيما إرهابيا، إلا أنها غيرت اسمها من «جبهة النصرة» بعد أن أعلنت انفصالها مؤخرا عن تنظيم القاعدة.
صحيفة التليجراف البريطانية أكدت أن رفع الحصار سيلقى ترحيبا كبيرا من جانب أمريكا وبريطانيا وعدد من الدول إلا أنه يعكس فشل الدبلوماسية الغربية في إقناع روسيا لاستغلال نفوذها في سوريا لإنهاء معاناة المدنيين هناك.
ونقلت الصحيفة عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا أن «الجهاديين أصبحوا الآن أبطال في نظر السوريين، فالحقيقة أنهم استطاعوا إنهاء الحصار في الوقت الذي ظهرت فيه الدبلوماسية الغربية «بلا جدوى».
«لقد كسبوا المعركة والقلوب» .. هكذا علقت إحدى الصحفيات المتابعين لأخبار الجهاديين في الشرق الأوسط، مؤكدة انهم أصبحوا الآن أبطال.
المساعدات الإنسانية
رفعت تلك الأنباء الآمال حول حول دخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية من حلب، وذلك للمرة الأولى منذ أسابيع من الحصار، عانى خلالها ما يقرب من 300 ألف مواطن هناك، بعدما قطعت قوات النظام، بمساعدة غارات روسيا، كافة الطرق المؤدية إلى تلك الاحياء لاسيما طريق الكاستيلو فيما يعرف بـ «معركة التجويع» التي شنتها قوات النظام على المعارضة بتكثيف العبء عليها، وهي الطريقة التي اتبعها النظام في معارك سابقة لا سيما في ريف دمشق.
