أعلنت موسكو عن بدء عودة قواتها من سوريا في أعقاب زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لسوريا، كما أكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، أن القوات الروسية في سوريا بدأت بالفعل العودة إلى روسيا.

مزيد من التفاصيل عن أسباب سحب روسيا لقواتها من سوريا يتحدث يوسف بقار مراسل الغد من موسكو في التقرير التالي.

«دفعة جديدة في عملية السلام في جنيف» .. هكذا وصفت الأمم المتحدة، الوسيط في مباحثات السلام السورية، إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا، وسط ترحيب دولي وإقليمي بالخطوة المفاجئة، على الرغم من إعلانها بشكل جزئي و التأكيد على إمكانية عودتها في أي وقت، إلا أن التحرك المفاجئ للقوات الروسية شكل ضغطا على كل من الحكومة السورية والمعارضة للوصول إلى اتفاق سلام، حيث طالبت روسيا الحكومة السورية بأن تكون «إيجابية وجدية» خلال مفاوضات جنيف لإنهاء صراع قتل الآلاف وشرد الملايين.

المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا أكد، اليوم الجمعة، أن الفجوة لا تزال كبيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة، وهو ما يتضح من أنباء صحفية أكدت أن بشار الجعفري السفير السوري في الأمم المتحدة ورئيس الوفد الحكومي، أبلغ دي مستورا أنه يعتبر وفد الهيئة التفاوضية العليا، المدعوم من المملكة العربية السعودية، وفدا «إرهابيا» رافضا إجراء محادثات مباشرة معه.

أما المعارضة السورية فقد أكدت أنها خطوة إيجابية ستدفع المفاوضات الجارية إلا أن المواقف على الأرض في حاجه إلى دعم ما أعلنه بوتين.

        اقرأ أيضا:  سحب القوات الروسية من سوريا.. خطوة نحو الحل السياسي

ورغم توقع تأثير الانسحاب الروسي على تقدم المفاوضات، فإن الجانبين قدما مقترحات عكست خلافا كبيرا بينهما، إذ قدمت الحكومة السورية مقترحها بأنها سوف توافق فقط على دور محدود للمعارضة في الحكومة، وأن مناقشة مستقبل الأسد «خط أحمر»، كما اشتملت خطة قدمها وفد الأسد إلى دي مستورا تعهدها بمحاربة الإرهاب المتمثل بـ«داعش» و«جبهة النصرة»، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتضمن بعض المعارضة التي توافق عليها دمشق.

وفيما تصر المعارضة على رحيل الأسد في بداية الفترة الانتقالية، فإن اقتراح الأسد تشكيل حكومة وحدة وطنية يعني الإبقاء على دوره الحالي كما قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط.

عضو الائتلاف الوطني السوري بسام الملك قال إن المحادثات لم تشهد تغيرا ملموسا حتى الآن بعد الانسحاب الروسي إلا أنه بالتأكيد سوف تكون هذه الخطوة في صالح المعارضة مستقبلا، مؤكدا أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات لايزال يصر على المطالب الأخرى بعد وقف إطلاق النار، وهي رفع الحصار عن المدن السورية وإدخال المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وهي ما تمثل الثوابت الرئيسية للمعارضة في جنيف.

وأكد أن معلومات وردت من جنيف تؤكد أن هناك إنزعاج روسي مما أبداه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي قال فيه أن الأسد خط أحمر وأن القرارات السورية تنبع من داخل سوريا وليس لأي طرف قرار داخل سوريا.

وحول ما إذا كان الحوار حول «مستقبل الأسد» سوف يشهد مرونة بعد أن فقد دعم القوات الروسية، رجح الملك أن يلقى الأسد نفس مصير القذافي في ليبيا، مؤكدا أنه لن يتخلى عن الحكم في سوريا.

ويبدو أن انسحاب القوات الروسية جاء دافعا أيضا لحوار جديد بين موسكو وواشنطن، وهو ما يعكسه زيارة يجريها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس بوتين، حيث أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن هناك نية من الجانبين للتعاون لدفع عملية السلام في سوريا.

قال الكرملين اليوم، الأربعاء، إنه يشعر بالرضا إزاء طريقة تنسيق الولايات المتحدة مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

وأضاف ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر عبر دائرة تليفزيونية، الشيء الرئيسي الآن هو تنسيق الجهود لتعزيز عملية التسوية السلمية في سوريا.

وأوضح «في هذه الحالة استعداد الولايات المتحدة لتنسيق هذه الجهود هو بالتأكيد ما يبعث على الرضا، والشغل الشاغل حاليا لموسكو وواشنطن هو التركيز على ذلك».

ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع المقبل، لبحث مسألة انسحاب القوات الروسية، وسبل دفع العملية السياسية في سوريا.