في مصر فقط يتأخر «الفصح»
في مارس/ آذار الماضي احتفل العالم بالفصح مع حلول الانقلاب الربيعي مودعين الشتاء، لتتأخر أعياد الربيع في مصر المعروفة بـ«شم النسيم» إلى غرة شهر مايو/آيار بخلاف العام الأعوام السابقة حيث أتى شم النسيم في النصف الأول من شهر أبريل/نيسان.
ولمعرفة لماذا تأخر «شم النسيم»، تعيد «الغد» نشر بعض الحقائق التاريخية والفلكية، التي تفسر هذا السبب:
احتفل قدماء المصريين بشم النسيم في احتفال رسمي كبير، فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل، أي ما يعني أن العيد من المفترض أن يتوافق مع يوم 21 مارس.
عندما دخلت المسيحية مصر، جاء «عيد القيامة» موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال المسحيين «عيد القيامة»، يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد «شم النسيم» يوم الإثنين، وذلك في شهر «برمودة» من كل عام.
وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة، هو أن الأول كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير، ومددتة 55 يومًا كانت تسبق عيد القيامة، ولما كان تناول السمك ممنوعًا على المسيحين خلال الصوم الكبير، بينما يعتبر أحد مظاهر الاحتفال بشم النسيم، فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة، ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا.
أوضح الدكتور محمد غريب، رئيس قسم الشمس بمعهد البحوث الفلكية للموقع الإلكتروني لـ«الغد»، حقيقة تغير موعد شم النسيم أو ما يطلق عليه «الفصح»، لأنه مرتبط بعيد القيامة لدى الأقباط في مصر، وله حساب فلكي طويل، يسمى «حساب الإبقطي» وهو يعني «عمر القمر في بداية شهر توت القبطي من كل عام»، ويختلف بسبب حسابات قمرية وشمسية، لذلك نجد أن تاريخ عيد الفصح متنقل بسبب دوران القمر حول الأرض من جهة، ومن جهة أخرى دوران الأرض حول الشمس.
هكذا يوافق عيد القيامة للعام الحالي، يوم الأحد 1 مايو/آيار، ويوافق 23 برمودة في التقويم القبطي، ويليه الإثنين 2 مايو/آيار عيد شم النسيم.
