قادة العالم يلتقون اليوم في قمة «الأمل الأخير» لإنقاذ المناخ

يجتمع أكثر من 120 من قادة العالم، اليوم الإثنين، في جلاسكو في قمة تمثّل “الأمل الأخير” للتعامل مع أزمة المناخ وتجنّب وقوع كارثة وشيكة.

ويتوقع أن يقول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمام المؤتمر، وفق مقتطفات من خطابه: “علينا التحرّك حالا.. ما لم نتعامل بجدّية مع التغيّر المناخي اليوم، فسيكون قد فات الأوان على أطفالنا للقيام بذلك غدًا”.

أجواء القمة

وعن أجواء القمة، أفاد مراسلنا من قمة جلاسكو بأن هناك يقظة أمنية كبيرة لتأمين فاعليات القمة وانعقادها.

وأشار إلى أنه سيحضر أكثر من 110 زعيم وممثلي أكثر من 200 دولة للمشاركة في أعمال القمة الـ 26 للتغيرات المناخية.

وأضاف أن الصحافة العالمية تتواجد وتتابع بكثب وتركز على مسألة الالتزام بالتعهدات السابقة، بالإضافة إلى المراقبين ونشطاء البيئة لديهم نفس المطلب.

ولفت المراسل إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، استبق الحدث بساعات وكشف أن لندن، رئيسة المؤتمر في دورته، ستمضي جاهدة في الحد من انبعاثات الغازات المؤدية للاحتباس الحراري وأكد أنه لن يؤيد أي بحث أحفوري في المستقبل.

وتابع مراسلنا: “الأنظار تتجه اليوم إلى كلمة جونسون وكلمة الأمير تشارلز، ولي العهد، وسيكون هناك عشاء ملكي لزعماء الدول هذا المساء”.

في قمة المناخ عام 2009 تعهدت الدول الكبرى بدعم الدول الفقيرة بـ100 مليار دولا حتى نهاية 2020، ولكن هذا الأمر لم يحدث، ويبدو حاليا أن الدول الصناعية الكبرى بدأت تستبق الانتقادات وتتعهد بالوفاء، وتؤكد التقارير الأممية أن 80% من الانبعاثات المتسببة في الاحتباس الحراري تأتي من الدول الـ 20 الصناعية الكبرى.

وأعرب مراقبون عن أملهم بأن يعطي اجتماع قادة مجموعة العشرين، وهي الدول التي تمثل 80 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، زخما قويا لقمة “كوب26” المنعقدة في جلاسكو بعدما تأجّلت لمدة عام جرّاء الوباء.

وأعربت كبرى اقتصادات مجموعة العشرين الأحد عن التزامها بحصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقيّة باريس المبرمة عام 2015.

كما اتفقت على وقف تمويل محطات جديدة تعمل بالفحم في مختلف أنحاء العالم بحلول أواخر العام 2021.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش على تويتر: “فيما أرحّب بتأكيد مجموعة العشرين التزامها بحلول عالمية، أغادر روما بآمال لم تتحقق وإن كانت لم تُدفن على الأقل”.

” الوضع صعب”

وقال جونسون الأحد: “أحرزنا تقدما خلال قمة مجموعة العشرين.. وضعنا أنفسنا في موقع معقول استعدادا لكوب26 في جلاسكو، لكن الوضع سيكون صعبا للغاية في الأيام القليلة المقبلة”، مضيفا: “إذا فشل مؤتمر جلاسكو فإنّ كلّ شيء سيفشل”.

ويأتي مؤتمر جلاسكو، الذي يستمر حتى 12 تشرين الثاني/نوفمبر، في وقت تعكس ظروف الطقس الصعبة في مختلف أنحاء العالم التداعيات المدمّرة لتغيّر المناخ الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاما.

وتفيد الأمم المتحدة بأنه حتى وإن تم الإيفاء بالالتزامات الحالية للموقعين على اتفاقية باريس للمناخ، فسيؤدي ذلك إلى احترار “كارثي” بـ2,7 درجة مئوية.

وقال رئيس القمة، ألوك شارما لدى افتتاحها الأحد إنّ مؤتمر كوب26 يمثّل “الأمل الأخير والأفضل لإبقاء هدف 1,5 درجة مئوية ممكنا”.

وأضاف: “إذا تحرّكنا الآن وتحرّكنا معا، فسيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الغالي”.

بدورها، أعربت مجموعات مدافعة عن المناخ عن خيبة أملها حيال البيان الصادر في ختام قمة مجموعة العشرين.

وقالت نامراتا تشاوداري من منظمة “350.org” غير الحكومية الأحد: “على هؤلاء الذين يطلق عليهم قادة القيام بأداء أفضل. لديهم فرصة أخرى في هذا الصدد تبدأ غدا”.

الأنظار على الهند

وبينما قدّمت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم، خطتها الجديدة بشأن المناخ إلى الأمم المتحدة مؤخرا والتي كررت فيها هدفها القائم منذ مدة طويلة ببلوغ الانبعاثات ذروتها بحلول العام 2030، تتسلّط الأضواء حاليا على الهند.

ولم تكشف الهند بعد عن “مساهمتها المحددة وطنيا” الجديدة، لكن في حال أعلن رئيس وزرائها، ناريندرا مودي عن جهود جديدة للحد من الانبعاثات في خطابه الإثنين، فسيكثّف بذلك الضغوط على الصين وغيرها، بحسب ألدن ماير من مركز أبحاث الطاقة المناخ “E3G”.

وأما المسألة الأخرى الملحة فتتمثّل بإخفاق الدول الغنية في تخصيص 100 مليار دولار سنويا اعتبارا من العام 2020 لمساعدة الدول النامية على خفض الانبعاثات والتأقلم، بناء على تعهّد صدر أول مرة سنة 2009.

وتأجّل هذا الهدف إلى العام 2023، ليفاقم أزمة الثقة بين دول الشمال، المسؤولة عن الاحترار العالمي، وتلك الواقعة في جنوب الكرة الأرضية والتي تعد ضحية تداعياته.

وشددت ليا نيكولسن بالنيابة عن “تحالف الدول الجزرية الصغيرة” الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ، على أن “التمويل المرتبط بالمناخ ليس عملا خيريا. إنها قضية عدالة”، فيما نددت كذلك برفض الاقتصادات الكبرى التخلي عن الفحم.

وقالت إن التوقعات الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بأنه يمكن أن يصل العالم إلى عتبة 1,5 درجة مئوية قبل عشر سنوات من الموعد المتوقع، أي بحلول 2030، “مرعبة”، خصوصا بالنسبة للأشخاص الأكثر تأثرا بأزمة المناخ والذين يعانون أساسا من التداعيات في عالم ارتفعت درجة حرارته بحوالى 1,1 درجة مئوية.

ولفتت إلى أنه رغم كل ذلك، يبدو أن البعض لا يشعرون بالخوف، بل إنهم حتى غير آبهين.

العالم يترقب

وفيما يستبعد حضور الرئيسين الصيني والروسي شخصيا، إلا أن عشرات رؤساء الدول والحكومات بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون سيحضرون في جلاسكو.

وستراقب تصريحاتهم وخطواتهم عن كثب، خصوصا من قبل الناشطين الشباب الذين توجّهوا إلى اسكتلندا رغم العقبات الماثلة جرّاء الوباء.

وقالوا في رسالة مفتوحة صدرت عن عدد منهم، بمن فيهم الناشطة السويدية جريتا تونبرج التي وصلت الأحد بالقطار: “كمواطنين من مختلف أنحاء الكوكب، نحضّكم على مواجهة حالة الطوارئ المناخية.. لا العام المقبل ولا الشهر المقبل. الآن”.

ويعقد المؤتمر بعد إخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بموعد تم تحديده في 2050 للوصول إلى مستوى صفري لانبعاثات الكربون وهو الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شرط للحيلولة دون تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

ولم تعترف محادثات مجموعة العشرين في روما سوى “بالأهمية الرئيسية” للوصول إلى مستوى صفري للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري “بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك دون تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي للدول من الفحم.

ولم تخرج المحادثات بوعود قاطعة للحد من انبعاثات غاز الميثان وهو غاز آخر من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة.

الأهداف المرجوة

ويهدف مؤتمر (كوب26) والذي تأجل لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19 إلى الحفاظ على الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل التصنيع وهو المستوى الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.

ولتحقيق ذلك يحتاج المؤتمر إلى الخروج بتعهدات أكثر طموحا للحد من الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع.

وستؤدي التعهدات الحالية للبلدان بخفض الانبعاثات إلى ارتفاع متوسط ​​درجة حرارة الكوكب 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه سيؤدي إلى زيادة الدمار الذي يسببه تغير المناخ بالفعل من خلال اشتداد العواصف وتعريض المزيد من الناس للحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة والقضاء على الشعاب المرجانية وتدمير الموائل الطبيعية.

وبعد يومين من الكلمات التي يلقيها زعماء العالم اعتبارا من اليوم سيعقب ذلك مفاوضات فنية.

وليس من المرجح إبرام أي اتفاقات إلا بعد ساعات أو حتى أيام من موعد انتهاء المؤتمر في 12 نوفمبر تشرين الثاني.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]