24 عاما من المفاوضات قد تنتهي إلى اشتعال حرب جديدة بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم قرة باغ المتنازع عليه، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بانتهاك اتفاق لوقف إطلاق النار منذ عام 1994، والتي أنهت حربا دامت لمدة 7 سنوات أوقعت 30 ألف قتيل وأسفرت عن نزوح مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأذربيجانيين، وإلى سيطرة الأرمن على الإقليم.
ونشبت قبل أيام الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان على حدود ناغوري قرة باغ، أوقعت ما يقرب من 30 قتيلا من الجانبين، بعد أن اتهمت باكو يريفان بانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار 130 مرة، فيما قالت الأخيرة إنها تمكنت من صد هجومين شنتهما باكو.
ووفق مبدأ «مصائب قوم عند قوم فوائد»، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الصراع الدائر للنيل من خصمه الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، بعد توتر شاب علاقات الدولتين بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية على الحدود التركية السورية قالت إنها اخترقت مجالها الجوي وهو ما نفته موسكو مهدده بعواقب شديدة جراء ذلك.
وفي الوقت الذي تطالب فيه دول العالم، على رأسها روسيا، كل من أرمينيا وأذربيجان بضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار أعلن الرئيس التركي دعمه لأذربيجان، الحليف القوي لأنقرة، حتى النهاية، حيث نقلت الرئاسة التركية، اليوم الأحد، عن أردوغان خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة «نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة»، فيما تدعم روسيا أرمينيا.
ولم يدع أردوغان الفرصة حتى انتقد مجموعة مينسك التي تسعى منذ سنوات في ظل رئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إلى إيجاد حل للنزاع حول قرة باغ، لكن بدون جدوى، حيث قال أنه «لو اتخذت مجموعة مينسك إجراءات عادلة وحاسمة، لما وصلت الأمور لهذا المنعطف».
وربط البعض بين ما يجري حاليا من اشتباكات، وزيارة أجراها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إلى تركيا الشهر الجاري، حيث قال مراقبون أنها كانت رسالة واضحة للأرمن تؤكد دعم تركيا لـ باكو في «استعادة أراضيها المحتلة».
ورأت وسائل إعلام روسية، أن أردوغان يسعى لتأجيج نزاع مسلح في مناطق مجاورة لها، ما يمثل خطرا على مصالحها لوجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، التي أغلقت تركيا حدودها معها على أثر الخلاف حول المجازر بحق الأرمن عام 1915 والتي تعتبرها يريفان «إبادة جماعية»، فيما ترفض أنقرة الاعتراف به.
وترى موسكو، أن مثل هذه النزاعات يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية لتنفيذ هجمات إرهابية على أراضيها، في ظل صراعات داخلية أخرى في مناطق الشيشان وداغستان
ويمثل الأرمن غالبية سكان الإقليم الذي ألحق بأذربيجان خلال الحقبة السوفياتية، لكن حربا شرسة نشبت بين عامي 1988 و1994 بين الطرفين أوقعت 30 ألف قتيل.
النزاع في منطقة قرة باغ الجبلية، اندلع في فبراير/شباط من العام 1988، عندما أعلنت هذه المنطقة الجبلية من جانب واحد انفصالها عن جمهورية أذربيجان التي فقدت السيطرة على منطقة قرة باغ الجبلية بعد النزاع العسكري، ومنذ عام 1992، تجري يريفان وباكو مفاوضات لتحقيق تسوية سلمية للصراع برعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتصر أذربيجان على الحفاظ على وحدة أراضيها، فيما تقوم أرمينيا برعاية مصالح قرة باغ، حيث إن الإقليم نفسه لم يتم اعتباره طرفاً في تلك المفاوضات.
