لبنان: مشاورات البحث عن معنى «النأي بالنفس» ؟!

تواجه القوى السياسية والأطراف اللبنانية «عقدة» البحث عن مفهوم محدد لآلية «النأي بالنفس»، وأصبحت قضية  البحث عن معنى «الناي بالنفس» محور المشاورات والاتصالات المكثفة الجارية في بيروت.. واتَّفقت الكتل السياسية المشاركة في المشاورات التي أجراها الرئيس اللبناني، ميشال عون، صباح أمس، واختتمت ظهراً، على نقطة واحدة هي بقاء الحكومة برئاسة سعد الحريري. إلا أن قضية النأي بالنفس كانت هي « عقدة المناقشات».

 

 

 

 

 

عقدة تفسير «النأي بالنفس»

وكشفت مصادر سياسية لبنانية، أن الرئيس «عون» طلب من كل الأطراف حصر النأي بالنفس في الشأن الخارجي، وترك مسألة سلاح «حزب الله» جانباً في الوقت الحاضر.. وأكدت المصادر، أن الكتل السياسية المشاركة في المشاورات، مع رئيس الجمهورية، طرحت مواقف متنوّعة، منهم من أكد بقاء حكومة سعد الحريري والالتزام بالبيان الوزاري.. ومنهم من أكد تفعيل عملها ومنهم (حلفاء حزب الله) .. والطرف الثالث  طالب بتعريف النأي بالنفس، وما هو مفهوم  وحدود «النأي» على الصعيدين المحلي والخارجي؟!

 

 

 

 

 

 

قراءتان مختلفتان لهذا المصطلح

كان الرئيس «عون» اختتم مشاوراته باجتماع مع رئيس الحكومة سعد الحريري،  وانضم إليه لاحقاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وبعد ساعة و10 دقائق من الاجتماع غادر الحريري من دون الإدلاء بأي تصريح. وتبعه نبيه بري الذي اكتفى بالقول للصحفيين : « تفاءلوا بالخير تجدوه».. والصورة التي انتهى بها الاجتماع الثلاثي، تشير إلى عدم التوافق حول معنى وماهية «النأي بالنفس».. وكان هدف المشاورات، التي أجراها الرئيس عون، وفق مصادر مقرّبة من  قصر الرئاسة في «بعبدا»، معرفة مفهوم الكتل الممثلة في الحكومة وغير الممثلة فيها لمفهوم النأي بالنفس، وطرحت قراءتان مختلفتان لهذا المصطلح.. منهم من يعتبر «أن النأي بالنفس يجب أن يطبق في الخلافات العربية ـ العربية » ..ومنهم من يعتبر «أن النأي بالنفس يجب أن تطبق في الخلافات العربية ـ الإقليمية».

 

 

 

 

وأكدت مصادر سياسية في بيروت، أن الرئيس «عون» سأل في لقاءاته الثنائية مع رؤساء الكتل وممثلين عنها: «ما مفهومكم للنأي بالنفس وما رأيكم بالحكومة؟ هل تريدونها أن تستمر أم تتعدّل أم تريدون تأليف حكومة جديدة؟ وما رأيكم باتفاق الطائف ومكافحة الإرهاب ومواجهة إسرائيل؟ »، ثم قام بإطلاع  «الحريري» على الأجوبة، التي عبرت عن مواقف متباينة ومتصادمة،  ليفكرا سوية ماذا سيفعلان.

 

 

وبقي التساؤل «العقدة»: هل مصطلح «النأي بالنفس» موجه تحديدا لحزب الله ومواقفه وتوجهاته، وحتى سلاحه؟ أم أن مفهوم «النأي» يشمل كافة التيارات السياسية والطائفية، لتحييد لبنان عن أزمات المنطقة ؟!

 

 

 

 

 

 

الأراء والمواقف متباينة

وفي دائرة اليحث «لبنانيا» عن مفهوم النأي بالنفس.. كان موقف كل من  رئيس «اللقاء الديموقـــراطي» النـــيابي، وليد جنبلاط، ورئيس «حزب القوات اللبنانية»، سمير جعـــجع، الأكـــثر تعبـــيراً عن الاتجاه لتحييد مسألة «حزب الله» داخلياً في هذه المرحلة.. وإذا كان «جعـــجع» يرى أن «هناك تقارباً في الأفكار بالنسبة إلى سلاح حزب الله».. فإن «جنبلاط» بدوره أكد على أن إثارة مـــسألة ســلاح حزب الله غير مجــدية حالياً .. وقال: «فلنتحدث عن النأي بالنفس وكيفية تطبيقه أولا».. مما أثار تساؤلات أخرى: هل يستطيع لبنان أن يحيّد نفسه في ظل كل ما يحصل حوله؟ وهل تستطيع الطائفة الشيعة أن تحيّد نفسها عن إيران؟

 

 

 

 

 

 

المفهوم المطاط 

وربما كانت تصريحات رئيس حزب «الكتائب»، النائب سامي الجميل، هي الأكثر توضيحا لما جرى داخل قاعة المشاورات مع رئيس الجمهورية.. فقال: إن عون «طرح علينا مفهومنا للنأي بالنفس، وأكدنا أن ما نؤمن به هو الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس ذي المفهوم المطاط والذي ليس له أي مرتكزات قانونية أو دستورية. ونحن مع إقرار حياد لبنان الكامل، وهذا الحياد ليس في الدفاع عن لبنان لكنه حياد عن الصراعات التي لا علاقة لها به، ذلك أن الدفاع عن لبنان شأن لبناني لا يمكن للبنان لا أن يحيد نفسه ولا أن ينأى بنفسه عنه».

 

 

شرط الحياد .. سيادة لبنان

وأضاف الجميل، إن «اعتماد حياد كامل للبنان في الداخل وسيلة لحماية لبنان من كل الأذى الذي يمكن أن يلحق به، وما يعطينا حصانة وحماية دوليتين، وشرط الحياد هو السيادة، فلا حياد بلا سيادة، ولا دولة بلا سيادة، كما أنه لا يمكننا أن نقوم بأي خطوة باتجاه بناء الدولة ما لم تكن الدولة سيدة قرارها وما لم يكن الشعب هو من يقرر مصيره، لذا نعتبر أن الشرط الأساس للحياد سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها».

 

 

 

 

 

 

 

مسألة الناي بالنفس ليست من طرف واحد بل متكاملة

وقضية «عقدة» النأي بالنفس.. كشف عنها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، وزير المهجرين، طلال أرسلان.. قائلا: «كلمة النأي بالنفس عامة ومطاطة ورئيس الجمهورية يحاول أن يوحّد الآراء حولها. نحن منفتحون على الحوار ومتجاوبون مع أي مسألة ضمن المنطق والمعقول، إنما على المستوى السياسي، لا أفهم ما معنى النأي بالنفس في مواجهة الإرهاب نريد جواباً على ذلك، أو النأي بالنفس بالنسبة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان فهل هذه ينطبق عليها مبدأ النأي بالنفس؟ هل أن الإرهاب ومحاربته تنطبق عليهما كلمة النأي بالنفس؟ والمهم أيضاً أن ينأى الآخرون بأنفسهم عنّا. المسألة ليست من طرف واحد بل متكاملة. ونؤيد موقف رئيس الجمهورية ومنفتحون على الحوار مع كل القوى».

 

 

 

و لا يزال البحث جاريا داخل الساحة اللبنانية، عن مفهوم وحدود و«معنى» النأي بالنفس !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]