لبنان يترقب حكومة للدولة والشعب.. وليست لـ «الطوائف والأحزاب»

يبدو أن عملية التكليف والتأليف للحكومة اللبنانية الجديدة «مُعلّقة» بانتظار أمر «ما فوق الطبيعة»، بحسب الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، وفي إشارة إلى «المجهول» من التدخلات الخارجية والمنازعات الداخلية، رغم أن الإنفجار المروّع في بيروت المثقلة بالجراح، دفع لبنان إلى الوراء 30 عاماً بعنف لم يكن يخطر على البال، حتى في البلد الذي كابد ويلات الكثير من الحروب والإجتياحات والإحتلال والضربات الجوية وتفجيرات السيارات الملغومة والإغتيالات.

لبنان منكسر والشعب مفلس

وفي توصيف دقيق للواقع اللبناني الرهن، قال منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، يان كوبيس،  «الوضع كارثة كبيرة حلت بالبلد وهو راكع. البلد منكسر والشعب مفلس ومنكسر، ومن المؤسف أن ما أراه هو أن الشخصيات السياسية والقيادات لا تزال تعمل بالطريقة المعتادة نفسها. بالطبع هم يدركون أن البلاد ربما تكون قد بلغت أقصى مدى، لكنني لا أرى أي تغيير في السلوك».

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون ومحللون، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، إن هذه القيادات منشغلة الآن باختيار رئيس وزراء جديد، سيتعين عليه أن يوافق على اتباع سياساتها والحفاظ على شبكات المحسوبية وتفادي الإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي لمد يد العون.

توقعات بتأخير تشكيل الحكومة

وتتوقع المصادر السياسية اللبنانية، تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، في ظل الانقسام العامودي بين الفرقاء اللبنانيين حول مقاربتهم للحكومة المقبلة، وشكلها وهوية رئيسها، مع ما يرافق هذا الأمر من تدخلات خارجية، وعدم وضوح الخيارات عند الأطراف، وهو ما يحول دون أي توافق على شكل الحكومة أو هوية رئيسها !!وبات واضحا، بحسب تقديرات المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد،  أن هناك «غموضا» يلف مواقف الأطراف السياسية في لبنان، ولذلك لا جديد بشأن المشاورات السياسية التي تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، ومن الصعب القول بأن تسمية رئيس الحكومة المكلف ـ على الأقل ـ وليس التشكيل الوزاري كاملا، لن يتحدد قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، بداية الشهر المقبل، بحسب توقعات رئيس مجلس النواب، نبيه بري.

لبنان سقط في دوامة «الشك وفقدان الثقة»

ويرى المحلل السياسي، في تصريحاته للغد،أن لبنان سقط في دوامة «الشك وفقدان الثقة» سواء بين القوى والأطراف السياسية، أو بين الشعب والسلطة بكافة مكوناتها ومؤسساتها، وتحت مظلة ذلك المناخ من المتوقه تأخير تشكيل الحكومةن ومنذ الخطوة الأولى، وهي المشاورات السياسية، ثم تسمية رئيس الحكومة المكلف، لأن الآراء مختلفة، وكل فريق لديه رأيه، فضلا عن عدم وضوح الخيارات عند الأطراف، وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه ، بحسب تقديرات مصادر لبنانية لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فمن الصعب الوصول إلى نتيجة في الأسبوعين المقبلين، ما لم يطرأ «أمر ما فوق الطبيعة يغير هذا الواقع»!!

 

أمراء الحرب حولوا لبنان إلى «دولة معطلة»

جانب كبير من صورة المشهد السياسي اللبناني، يحمل مؤشرات «تشاؤم» عبر عنه المحلل السياسي اللبناني، سركيس نعوم، بأن لبنان أصبح دولة فاشلة وأن أمراء الحرب أصبحوا مسؤولين مسؤولية مباشرة عن تحويل البلاد إلى دولة معطلة بسبب انقساماتهم وكراهية كل منهم للآخر، وكلا منهم ربط نفسه بدولة أجنبية وتحالف مع قوى خارجية.. ويتفق معه في الرؤية، مهند حاج علي، الباحث الزميل بمركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت، مؤكدا لصحيفة «اللواء» اللبنانية، أن تطبيق إصلاحات عميقة في ظل الطبقة السياسية الحالية أمر مستبعد، وأن القيادات غير مستعدة للتخلي بهذه السرعة عن النظام القديم الذي يمكّنها من تمويل أحزابها ومن مواصلة بذخها في الإنفاق.

 حكومة للدولة والشعب وليست حكومة للأحزاب والطوائف

وإذا كان الرئيس اللبناني، ميشال عون، يميل إلى حكومة وحدة وطنية، والأفضل أن تكون حكومة أقطاب، لأنه يريد أن يشارك الجميع في ورشة الإصلاح، ومكافحة الفساد..فإن البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي، يرى أنه لا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية؛ ولا حكومة إنقاذ من دون شخصيات منقذة. ولا حكومة توافق من دون اتفاق على الإصلاحات.. وقال في عظة قداس الأحد، إنّنا نريد مع الشعب حكومةً للدولة اللبنانية، وللشعب اللبناني، لا حكومة للأحزاب والطوائف والدول الأجنبية.

حكومةً تَنقُض ولا تُكمِل

وشدّد «الراعي» على أنّ الشعب يريد حكومةً تَنقُض ولا تُكمِل.أي تنقض الماضي بفساده الوطني والأخلاقي والمادي، وتنقض الأداء والسلوك والذهنية، لأن الشعب يريد حكومة إنقاذ لبنان لا إنقاذ السلطة والطبقة السياسية. الشعب يريد حكومةً منسجمة معه لا مع الخارج، وملتقية في ما بين مكوّناتها حول مشروع إصلاحي. والإصلاح الذي نفهمه ليس إصلاحًا إداريًّا فقط، بل إصلاح القرار الوطني بأبعاده السياسية والأمنية والعسكرية. الشعب يريد أن يكون التمسّك بالثوابت والمبادئ الوطنية، والإقرار بسلطة الشرعية دون سواها، كأساس المشاركة في الحكومة”.

رهان «ماكرون» المحفوف بالمخاطر في لبنان

وتأثير وأهداف التدخلات الخارجية، كان محور تحليلات صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، وترى الصحيفة، أن الرئيس الفرنسي ايمانويل مارون حريص على استعادة نفوذ فرنسا في محميتها السابقة ويأمل ماكرون أيضًا في إشراك الولايات المتحدة وتهميش إيران وهو رهان جريء وخطير..وتابعت الصحيفة الفرنسية، إن الرهان اللبناني للرئيس الفرنسي هو اقتصادي وسياسي وجيوسياسي في نفس الوقت وهو ما جسده من خلال تنظيم مؤتمر للمانحين حيث تمكن من جعله تحت رعاية الأمم المتحدة والذي شارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعرب إيمانويل ماكرون عن تصميمه على عدم ترك لبنان يضيع.

وتقول «لوفيغارو» : بالنسبة للنظام الجيوسياسي الجديد، فينبغي أن يعزيز النفوذ الفرنسي في لبنان الذي تآكل منذ أن أيقظ الإيرانيون الشيعة اللبنانيين في الثمانينيات، ومنذ أن أصبح المسلمون الأغلبية في لبنان وقيام حزب الله، الجناح العسكري لإيران، بقلب التوازن السياسي لصالحه، فمنذ الانسحاب الأمريكي تعزز دور الميليشيات الشيعية وراعيها الإقليمي.

أسباب الانهيار الداخلي في لبنان

وقبل تأثير التدخلات الخارجية، بقيت «الطائفية» عنوان المآسي التي يعاني منها لبنان، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. وترى  مجلة لوبوان الفرنسية، أن  تراكم المآسي في لبنان يدل على تفكك الدولة اللبنانية الموروثة من الحرب الأهلية فإذا كان توقيع اتفاقات الطائف عام 1989 في المملكة العربية السعودية قد أنهى الصراع الذي خلف أكثر من 150 ألف قتيل، فإنه في الواقع أضفى الطابع الرسمي على الطائفيّة في لبنان. فوفقا للدستور اللبناني يجب أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا، ورئيس الوزراء سني ورئيس مجلس النواب الشيعي. لكن السلطة في الواقع يتم تقاسمها بين رؤساء الطوائف الرئيسية المنظمة في الأحزاب السياسية. وهم حسن نصر الله (الشيعي من حزب الله) ونبيه بري (شيعي، أمل)، سعد الحريري (السني من تيار المستقبل) وميشال عون (مسيحي، تيار وطني حر)، سمير جعجع (المسيحي من القوات اللبنانية) ووليد جنبلاط. (الدرزي من الحزب التقدمي الاشتراكي).

ونقلت  المجلة الأسبوعية الفرنسية عن الخبير الاقتصادي شربل نحاس : «لا دولة في لبنان، والنظام الحقيقي هو نوع من التعاونية من ستة أمراء حرب، الذين استبدلوا ملابس رجال الميليشيات ببدلة وربطة عنق من أجل إثراء أنفسهم. لضمان سلطتهم، ويقوم هؤلاء القادة بإعادة توزيع بعض الأموال على المجتمع الذي هم ضامنوه !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]