لقاء أردوغان وبوتين.. تعهدات بإعادة العلاقات والغرب يشاهد بترقب
عقب 9 أشهر من اضطراب العلاقات، أثارت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، في مدينة بطرسبرج الروسية، العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدي، وعلاقة كل من أردوغان بالاتحاد الأورب، وبوتين بحلف الناتو.
وتعد زيارة أردوغان هي أول زيارة خارجية له بعد محاولة الانقلاب عليه في 15 يوليو الماضي، وبدأها بشكر الرئيس الروسي على أنه كان أول من اتصل به لتقديم الدعم عقب محاولة الانقلاب.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الزيارة هامة للغاية ليس فقط لأن البلدين تعهدا بإعادة العلاقات، ولكن هذه المحادثات رفعت حالة التوتر في العواصم الغربية، فبجانب كون تركيا أحد أعضاء حلف الناتو، تركيا دولة مهمة للغاية لوقف تدفق المهاجرين من سوريا وأفغانستان إلي أوربا.
وأضافت الصحيفة، إن علاقة واشنطن بأنقرة يشوبها الاضطراب بعد الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا والعراق، وازدادت المشكلات في الآونة الأخيرة بعد اتهام تركيا للولايات المتحدة بأن لها علاقة بمحاولة الانقلات التي فشلت، والانتقادات الواسعة التي وجهها البيت الأبيض إلي تركيا بعد الحملة القمعية هناك.
وأثار غضب المسؤولين الأتراك تردد الرئيس أوباما في تسليم فتح الله جولن، رجل الدين المعارض، الذي يعيش في واشنطن، ويتهمه أردوغان بتدير محاولة الانقلاب ضده.
وواصلت «بالنسبة لبوتين، الذي لديه طموح سري في إضعاف حلف الناتو وصدع الوحدة الأوربية، سيكون مرضيا له تقريب العلاقات مع أردوغان، لأن ذلك سيعد دفاعا عن قراره بالتدخل العسكري في سوريا».
لا أحد يتوقع تغييرا جذريا في العلاقات، على الأقل الآن، فروسيا وتركيا على جانبين متعارضين من الصراع في سوريا، بوتين يدعم بقاء الأسد، وأردوغان يدعم المعارضة، إضافة إلى الصراع بينهما منذ نوفمبر الماضي، حين أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسيا دخلت إلى مجالها الجوي من الحدود السورية.
وبعد إسقاط الطائرة، وصف بوتين أردوغان بـ«المجرم الخفي»، وطالبه بالاعتذار، وهو الذي رفضه أردوغان.
وأغضب هذا التصرف موسكو التي ردت عن طريق منع أغلب واردات الخضروات والفاكهة التركية، وأوقفت تدفق ملايين السائحيين الروسيين إلى تركيا، لكن استمرت مبيعات البترول الروسية في تركيا، وانخفض حجم التجارة بين البلدين إلى 43% بخسائر تقدر بـ30 مليار دولار.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في المؤتمر الصحفي، الذي عقد بعد لقائه مع أردوغان، «حقيقي أننا مررنا بلحظات صعبة، لكن كلنا نريد، وأظن أن أصدقاءنا الأتراك يريديون نفس الشيء، وهو عبور هذه الأزمات ومضاعفتها».
وفي يونيو الماضي، كتب أردوغان خطاب الاعتذار، الذي طلبه بوتين بعد إسقاط الطائرة، وكانت هذه الخطوة هي البداية لإعادة العلاقات إلي طبيعتها.
وعُجلت الجهود لإعادة العلاقات بعد محاولة الانقلاب على أردوغان في 15 يوليو الماضي، بعدما كان بوتين أول رئيس يتصل بأردوغان لتقديم الدعم، وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي، «كان مهما للغاية تقديم هذا الدعم النفسي».
ووصفت الصحيفة، أن أي اتفاقيات مستقبلية بين البلدين سيكون لها تداعيات واضحة على الشرق الأوسط وأوربا، فأردوغان يريد استخدام علاقاته بروسيا للضغط من أجل اتفاق أفضل مع أوروبا لحل أزمة المهاجرين، خاصة بعدما انضمت أوربا للولايات المتحدة في حملة الانتقادات لإجراءات أردوغان عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وذكرت الصحيفة أيضا، أن تقريب العلاقات بين روسيا وتركيا سينطوي على إمكانية خلق توترات داخل حلف شمال الأطلسي والتي سيكون بوتين سعيدًا باستغلالها.
وقال محللون للصحيفة، إن أردوغان قد يستخدم بوتين كورقة رابحة في مفاوضاته مع الغرب، لأن هدفه الأساسي هو الغرب وليس روسيا».
