ناز السيد- القامشلي
مأساة حقيقية.. يعيشها الطفل رشمال رشو، في منطقة الشهباء ريف حلب شمال شرق سوريا.. رشمال المريض صاحب الخمسة أعوام، ترتبط حياته بمضخة الأكسجين التي يضطر للبقاء بها بجوار مولّد كهرباء وسط كومة من الخردة، ليعيش معاناة تتضاعف من ضوضاء المولّد، فضلا عن المكان غير النظيف.
حال الطفل رشمال كحال آلاف الأطفال الذين يعيشون ظروفًا مأساوية صعبة، جراء القصف التركي الذي لايتوقف والحصار المفروض عليهم من جميع الجهات.
وتُظهر الصور التي حصلت عليها (الغد) بقاء الطفل رشمال موصولا بمضخّة الأكسجين بجوار مولّد كهرباء.
سكان الشهباء ومهجّرو عفرين، الذين خرجوا قسرًا من منازلهم إلى منطقة الشهباء، بسبب هجمات تركيا والحصار المفروض على المنطقة من جميع الجهات سواء من قبل تركيا والفصائل المسلحة، ومن المنفذ الوحيد المحاصر أيضا من حكومة دمشق، مهددون بالموت المحتم عليهم بأبشع الطرق، حيث يتم قطع الكهرباء ومنع إدخال المحروقات والغاز والأدوية والأغذية إلى المنطقة.
وبحسب المعلومات، قالت أسرة الطفل، إنهم لا يستطيعون نقل رشمال إلى المدينة بسبب توقّف السيارات عن العمل نتيجةً لانقطاع الوقود.
كما أنّ المولّدات التي تمدّ القرية بالكهرباء هي أيضاً متوقّفة بسبب عدم توفّر مادة التشغيل (المازوت) لكن يتمّ تشغيلها لفترة قصيرة لتشغيل مضخّة الأكسجين لهذا الطفل.
ربّما بهذه الطريقة يتمكّن الطفل من التنفس قليلاً وسط انعدام دور المنظمات الإنسانية التي تتغاضي عن كل مايحصل في ريف حلب، وكأن الدم السوري أصبح مباحًا ليكونو أمام خيارين أحلاهما مر.. فإما الموت جراء القصف أو الموت جوعًا تحت الحصار.
