أشعل محتجو السترات الصفراء صناديق قمامة ودراجات نارية بعد أيام من التهام ألسنة النيران في كنيسة نوتردام في العاصمة باريس، ليجد ماكرون نفسه بين مطرقة المحتجين وسندان ترميم الكاتدرائية.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين بعض المحتجين والشرطة الفرنسية في باريس خلال السبت الثالث والعشرين على التوالي لاحتجاجات السترات الصفراء.
وفي الوقت الذي ألقى فيه ألقوا المحتجون الحجارة على قوات الشرطة ردت هي بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وكان حراك السترات الصفراء أطلق نداء للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية على إحدى صفحاته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وبحسب مصادر إعلامية حاولت مجموعة من المحتجين تنظيم مسيرة نحو قصر الإليزيه الرئاسي في وسط باريس، لكن شرطة مكافحة الشغب أوقفتهم عند كنيسة إيجليس دي لا مادلين ذات الطراز الكلاسيكي الجديد.
كما احتشدت مجموعة أخرى حول وزارة المالية في شرق باريس للمطالبة بتخفيض الضرائب على العمال والمتقاعدين وزيادة الضرائب على الأغنياء، غير أن مجموعة أخرى أظهرت حداد أصحاب السترات الصفر على حريق نوتردام مع الحفاظ أيضًا في الضغط على ماكرون.
وأرادت المجموعة تنظيم مسيرة إلى نوتردام نفسها، لكن تم منعها من قبل الشرطة، التي أقامت حدًا أمنيا كبيرا حول المنطقة.
وفي الوقت الذي شعر فيه متظاهرون بالحزن العميق إثر الحريق الذي شب في هذا المعلم التاريخي، غضبوا من تدفق تبرعات وصلت قيمتها إلى مليار دولار “لنوتردام” من كبار رجال الأعمال بينما تظل مطالبهم غير مستوفاة إلى حد كبير ويكافحون من أجل تنفيذها.
ونشرت السلطات الفرنسية ما يقرب من 60 ألف عنصر أمني وأغلقت نحو 23 محطة مترو وعددا كبيرا من محطات الحافلات وذلك تأهبا لما وصفته وسائل الإعلام بيوم الاحتجاجات الخطيرة للسترات الصفراء أو السبت الأسود.
وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى تدفق عدد من المتظاهرين جاءوا من جميع أنحاء فرنسا نحو باريس.
ورغم تميز الحركة بالسلمية إلى حد كبير، فإن بعض المشاغبين سبق لهم مهاجمة المعالم الأثرية الثمينة والمتاجر والبنوك واشتبكوا مع الشرطة.
وجاءت دعوات الحراك بعد أن كان من المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حزمة إجراءات لصالح الطبقة المتوسطة تشمل خفضاً في الضرائب لكنه اضطر لتأجيل هذا الإعلان بسبب كارثة حريق كاتدرائية نوتردام بالعاصمة.
واتهم أصحاب السترات الصفر ماكرون بمحاولة استغلال الحريق لتحقيق مكاسب سياسية، حتى إن أحدى الجماعات التي نظمت مسيرة اليوم السبت اتهمته “بحرق نوتردام”.
فيما قالت شخصيات بارزة في حركة السترات الصفر كانت قد توقفت عن الاحتجاج مؤخرا إنها ستعود إلى الشوارع اليوم السبت، بسبب شعور متنام بالتجاهل منذ مأساة نوتردام.
واجتاح حريق هائل سقف الكاتدرائية الشهيرة، الإثنين، ما أدى إلى انهيار برجها في ليلة لم يعش الفرنسيون أسوأ منها منذ زمن غير قريب، إلا أن الرئيس الفرنس أعلن أن الأشوأ تم تجنبه، عقب سيطرة رجال الإطفاء على النيران الذين استغرقوا أكثر من 15 ساعة لإخمادها.
وتصاعدت الرسائل المعادية للأثرياء على وسائل التواصل الاجتماعي بشدة في الأيام الأخيرة، فحث متظاهرو السترات الصفراء المانحين الأثرياء على أن يكونوا أكثر سخاء تجاه الطبقة الدنيا في فرنسا.
