هاني حبيب يكتب: القطب الشمالي.. حروب الجليد القادمة

إذا ما وجهنا ابرة البوصلة، فإنها تتوجه بالضرورة إلى ما يسمى بالقطب المغناطيسي الذي يقع على مقربة من وسط قطب المحيط المتجمد الشمالي، ثاني ابرد منطقة على الكرة الأرضية بعد القطب الجنوبي، حيث درجة الحرارة تصل إلى ما دون 43 درجة مئوية تحت الصفر، الآن إذا ما وجهنا إبرة البوصلة فإنها تتوجه إلى الشمال المغناطيسي لكن هذه المرة لكي تلفت انتباهنا إلى أنّ حرباً دولية قد تنشب هناك في العقد القادم مع تحول المنطقة بشكلٍ متدرّج من درجة التجمّد إلى حالة السيولة المائية حيث يتحوّل المحيط المتجمّد إلى بحرٍ شمالي واسع وذلك بفعل ما يسمى بالاحتباس الحراري الذي أخذ يترك آثاره الواضحة على هذا التحوّل.

تطل عدة دول على هذا المحيط، وهي روسيا وكندا والنرويج والدنمارك والولايات المتحدة وتتقاطع حدود هذه الدول بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي، وقد حدّدت الأمم المتحدة من خلال “قانون البحار” حق الاستغلال الاقتصادي للنطاق الساحلي من المحيط المتجمّد الشمالي للدول الخمس، أمّا الأجزاء الأخرى الأكثر عمقاً في منطقة القطب الشمالي ذاتها فتعتبر من “أعالي البحار” ومن ثم فلا سيادة لأي دولة عليها، ومع تراجع الكتلة الجليدية وتناقصها لحساب الكتلة المائية من المتوقع أن تنشأ نزاعات حادة بين هذه الدول بالنظر إلى الثروة الهائلة التي ما تزال تحت جوف هذه المنطقة حيث اكتشف بعضاً منها وما يزال الكثير قيد الاكتشاف من غاز ونفط إضافة إلى أكبر مجمع للمياه النقية على وجه الكرة الأرضية وكذلك بسبب التحوّل إلى بحرٍ واسع كبير الأمر الذي يفضي إلى طريق بحري دولي جديد هو الأقصر والأقل كلفة للربط التجاري بين الشرق والغرب من دون الحاجة إلى طرق وقنوات للنقل التجاري الحالية، كقناتي السويس وبنما، وبالتالي فإن السيطرة على هذه الطريق من شأنه أن يسبب نزاعات إضافية بين الدول المتشاطئة عليه.

في الثالث عشر من إبريل / نيسان الماضي كشفت مجلة “ناشونال انترست” المتخصصة في الشؤون العسكرية الصراع الذي ما عاد خفياً بين موسكو وواشنطن حول مستقبل النفوذ على هذه المنطقة، مشيرة إلى أن روسيا تتفوق في كافة المجالات في حال اندلاع نزال حربي بينهما في سياق المنافسة على النفوذ، بينما قالت صحيفة “بيزنس أن سايرد” الأمريكية قبل بضعة أشهر أن خفر السواحل الأمريكي تخلّى عن برنامج تدريباته في القطب الشمالي بسبب مخاوف بأن تتعطل كاسحة الجليد الأمريكية الوحيدة، مما قد يضطره لطلب المساعدة من روسيا وهو يفضل إلغاء التدريبات على أن يقدم على مثل هذه الخطوة، تمتلك أمريكا السفينة “بولار ستار” وعمرها يزيد عن 40 عاماً وانتهت صلاحيتها منذ أمد، بينما تمتلك روسيا أسطولاً قوياً  في القطب الشمالي يتكون من 40 كاسحة جليد، ولديها خطط لبناء المزيد منها وبينما تتفوق الولايات المتحدة بعديد قواتها وأسلحتها الجوية إلاّ أن افتقارها لإسطول متخصص للعمل في أجواء المحيط المتجمد الشمالي، يجعلها أقل قدرة على مواجهة روسيا في تلك المنطقة.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأثناء زيارة له لولاية “ألاسكا” التي اشترتها أميركا من روسيا عام 1867، دعا إلى تحديث الأسطول الأمريكي القديم وخاصة من كسارات الجليد ووضع خطة لتنفيذ ذلك حتى العام القادم 2020 مشيراً إلى أن روسيا تمتلك حالياً 41 كسارة جليد وتبني 11 كسارة أخرى بينما هناك ثلاثة كسارات لدى الولايات المتحدة اثنتان فقط صالحتان للاستخدام بينما لا تمتلك أميركا إي من كسارات الجليد الذرية، تستحوذ روسيا على ستة منها، مضيفاً بالقول أن كلفة بناء كسارة جليدية واحدة تبلغ مليار ونصف دولار وبينما تتمكن روسيا من بناء الكسارة خلال ثلاث إلى خمس سنوات، تحتاج أميركا إلى عشرة سنوات لبنائها، بالنظر إلى نقص الخبرة الأمريكية في هذا المجال حسب اعتراف أوباما.

الصراع على النفوذ في هذه المنقطة لا يتوقف بين روسيا والولايات المتحدة ففي إطار حلف شمال الأطلسي هناك العديد من الخلافات حول مناطق النفوذ على سواحل المحيط وأعماقه كتلك التي ما تزال قائمة بين الولايات المتحدة وكندا حول ترسيم الحدود بينهما كما أنّ هناك خلافات بين الدنمارك وكندا بشأن السيادة على جزيرة هانسين بالقرب من شاطئ جرينلاند.

إنّ تزايد الاهتمام بمنطقة القطب الشمالي ولعدم توفّر قانون دولي يتعلق بأعماق المحيط واستغلال ثرواته وفي منطقة من شأنها أن تغيّر خطوط التجارة الدولية من شأنه أن يوفّر أسباباً أضافية لنشوب نزاعات وصراعات قد تؤدي إلى حربٍ شاملة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]