ما دوافع واشنطن من إصدار قانون «استقرار ليبيا»؟
في الوقت الذي تسير فيه الأمور في ليبيا نحو استقرار أكثر، وإن كان بطيئا، أعلن الكونجرس الأمريكي إصدار قانون يحمل اسم قانون استقرار ليبيا.
وكان قد قدم مقترح القانون، عضو عن مجلس النواب عن ولاية فلوريدا تيد دويتش، والذي يشغل منصب رئيس اللجنة الفرعية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في الكونجرس، في عام 2019 للمرة الأولى.
ويتضمن القانون عددا من البنود التي تركز على إيجاد بيئة مناسبة لتحقيق المصالح الأمريكية على المستويين السياسي والاقتصادي، وطرد المرتزقة والمقاتلين الأجانب بالإضافة إلى ترسيخ الحكم الديمقراطي والتوعية السياسية وحماية حقوق الإنسان فضلا على برنامج للمساعدات الإنسانية على أن يكون مشروطا.
وينص القانون أيضا على إعداد قائمة بأسماء كل من اخترق القانون الدولي وحقوق الإنسان خلال 180 يوما من صدوره لفرض حزمة من العقوبات
ويدعم القانون القرارات الأممية بشأن فرض حظر توريد الأسلحة ووقف إطلاق النار .
ويرى مراقبون أن القانون الأمريكي الجديد يمثل جزءا من صراع المصالح، على اعتبار أن الولايات المتحدة لا ترغب فى ترك الساحة الليبية مفتوحة أمام القوى الخارجية دون أن يكون لها نصيب وافر بعد بدء الحديث عن ملف إعادة الإعمار والمشروعات النفطية.
فيما يرى آخرون أن واشنطن تريد رسم ملامح المرحلة المقبلة في ليبيا عبر تنصيب نفسها كراع رسمي لتطورات الأوضاع هناك خصوصا بعد أن بدأت تسير في الاتجاه الصحيح ووصلت إلى مراحل يمكن البناء عليها.
ويرى الدكتور عبدالمنعم اليسير رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الليبي، عبر برنامج حصة مغاربية، أن دوافع القانون تأتي في إطار المساعي الأمريكية، لتصحيح ما يراه الديمقراطيون، أخطاء ارتكبها الرئيس السابق دونالد ترمب في الملف الليبي.
وقال اليسير، إن الولايات المتحدة، تسعى من خلال القانون، في الحفاظ على مصالحها في المنطقة، والحد من النفوذ الروسي، ليس في ليبيا فقط، وإنما في المنطقة بشكل عام.
من جانبه، قال علام الفلاح الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن ليبيا دولة دولة هشة، بلا مؤسسات تحميها، أو سلطة مركزية تمثل جموع الليبيين، تدافع عنها وتعبر عن تطلعاتهم، ما جعلها فريسة للمنافسة الدولية بهدف السيطرة على مؤسساتها ونهب خيراتها.
واعتبر الفلاح، أن دول العالم تتصارع حول السيطرة على شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن ليبيا تعد بوابة الدخول لإفريقيا، نظرا لموقعها الاستراتيجي، الذي يجعل مسرحا للصراعات الدولية.
