مثقفون مصريون يختلفون حول زيارة سامح شكري إلى «تل أبيب»

حالة من الجدل وتباين الآراء تجتاح أوساط المثقفين في مصر بعد زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى تل أبيب ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتأتي الزيارة لتعيد إلى الأذهان ذكرى الزيارة، التي قام بها الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، قبل أكثر من 38 عاما، وقتها اعتبر المصريون والعرب أن السادات فقد لقب «قائد الانتصار العظيم»، بعد انتصاره في حرب 1973 على إسرائيل وتم وصفه بالخيانة.

آراء كثيرة وجدل كبير لم يحسم حتى الآن، خاصة بين المثقفين، فبعضهم يرى أن الزيارة بين بلدين بينهما معاهدة سلام ويجب احترامها، وآخرون يرون أنها تعني موافقة على التطبيع، وفريق ثالث يرى أن توقيت الزيارة مستفز لمشاعر العرب، فريق رابع أشار إلى أن الزيارة القدس تعني الاعتراف ضمنيا بكونها عاصمة إسرائيلية.

«الغد» تواصل مع عدد من المثقفين واستمع إلى تعليقاتهم حول زيارة سامح شكري، بعضهم فضل الصمت وعدم التعليق، والبعض الآخر تحدث إلينا في التقرير التالي:

توقيت غير مفهوم

في البداية، وصف الشاعر إبراهيم داود، الزيارة التي قام بها سامح شكري بـ«خيبة من الخيبات الكبيرة»، ويرى أن زيارة سامح شكري لإسرائيل غير مفهومة، وقال إن توقيت الزيارة في هذا الوقت يجعل وكأننا نؤكد بأن القدس عاصمة إسرائيلية.

وعلق داود على الصورة التي التقطت لوزير الخارجية المصري وإلى جانبه تمثال «تيودور هرتزل» مؤسس الصهيونية العالمية، وقال إنها تشير إلى العديد من الدلالات على الفكر الصهيوني الرافض للسلام.

وأضاف داود، في حديثه لـ«الغد»: «أنا حزين ومحبط» وتابع: الإدارة المصرية حتى الآن لا تفعل شيئا سوى تقديم المزيد من التنازلات.

وختم داود حديثه بطرح التساؤل: هل معنى هذا أن إسرائيل لم تعد عدوا؟

ولا تزال الصحف العربية والمصرية والبرامج الإخبارية حتى الآن مشغولة في تحليل مؤشرات أول زيارة الأولى لوزير خارجية مصري منذ 9 سنوات، في مسعى لتحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، بينما تجرى محادثات حول إمكان إحياء مبادرة السلام العربية.

تحفظات

لكن سيد محمود، رئيس تحرير صحيفة «القاهرة» الثقافية، أبدى تحفظه على الزيارة الأخيرة، وقال إن التواجد في القدس في هذه اللحظة استفز الناس.

مشيرا إلى أن الدولة المصرية لديها وضع وأسباب للزيارة، وقال كان من الممكن أن تدار الأمور بشكل لا يستفز الناس، خاصة للنخب التي ترى أن التواجد في القدس بهذا الشكل يعني اعترافا بدولة إسرائيل، مع الأخذ في الاعتبار أن مثل تلك الزيارات كانت تتم في عهد الرئيس مبارك في شرم الشيخ، وكانت الأمور تدار بطريقة لا تثير الغضب.

وأوضح سيد محمود لـ«الغد»، ربما ذهب سامح شكري إلى إسرائيل لإبراز نشاط مصر في دول حوض النيل.

زيارة عادية

في المقابل، فإن الروائي المصري فتحي سليمان، أكد أن الزيارة تهدف إلى لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ووصف سليمان الزيارة بالعادية، وقال مصر وإسرائيل دولتان لهما سيادة وبينهما علاقات دبلوماسية محترمة، وكل منهما طرحت مبادرتها لتنشد السلام.

وأشار إلى أن مصر وقعت مع اسرائيل معاهدة السلام، والزيارات الدبلوماسية هي من قبيل احترام الاتفاقيات بين الدولتين.

أما عن الصورة المسيئة لسامح شكري، والتي يظهر فيها وهو ينحني أمام نتنياهو، قال إنها صورة غير حقيقية ومركبة «فوتوشوب».

وكان سامح شكري قد صرح للصحفيين، في مؤتمر مشترك مع نتانياهو قبل بدء لقائهما في القدس، أن زيارته «تأتي في توقيت هام وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط».

وأشار إلى أن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المستمر منذ عقود سيكون له «آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدا أن مصر مستعدة «للإسهام بفعالية» في تحقيق هذا الهدف.

إحياء مفاوضات السلام

وتعليقا على تباين آراء المثقفين حول الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري ولقائه بنظيره الإسرائيلي، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية بصحيفة الأهرام، إن الزيارة تعكس دور مصر المحوري في عملية السلام وإجراء الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين واستئناف عملية السلام التي تعيش حالة من الجمود التام منذ سنوات، خاصة بعد تعثر المبادرة الفرنسية، حيث أطلقت مصر جهودها لإحياء السلام مرة أخرى وتحقيق التقارب بين الجانبين.

وأكد سيد أحمد لـ«الغد»، أنه على الدولتين إنجاح جهودهما في عملية السلام، ونجاح الجهود المصرية يتطلب أن تبدي الحكومة الإسرائيلية مرونة وتنازلات حقيقية من أجل إنجاح مفاوضات السلام.

وحول التواجد في القدس، والذي يعتبره البعض اعترافا بالكيان الإسرائيلي، قال: «لا يهم المكان، سواء أكان في شرم الشيخ أو في القدس، المهم أن يفضي إلى سلام حقيقي».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]