محمد حجازي يكتب: الإجراءات الفلسطينية في مواجهة انتشار فيروس كورونا

بدون أدنى شك.. فإن الإجراءات الفلسطينية المبكرة في مواجهة جائحة كورونا أعطت نتائج لابأس بها، من خلال استخدام وسيلة الحجر الصحي، وبشهادة منظمة الصحة العالمية، لأن انتشار الفيروس في أراضي السلطة الفلسطينية في مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة بصورة كثيفة  كان من الممكن أن يسفر عن ضحايا وخسائر فادحة. دول كبرى ومتقدمة بمجال الطب والطب الوقائي عجزت في لحظات كثيرة عن مواجهة الفيروس، فما بالنا نحن الفلسطينيون الذين نعاني من الانقسام السياسي والإداري بين الضفة الغربية ومدينة القدس وبين قطاع غزة المعزول والمهمش، إلى جانب ضعف الإمكانيات الفنية والمادية؟!.

في هذا المجال برزت عدة ملاحظات على الأداء الفلسطيني، في مقدمة ذلك ضعف التنسيق بين الحكومة في رام الله التي شكلت لجنة طوارئ مركزية وبين قطاع غزة ومن يحكمه، ذلك له حسابات كثيرة ومعروفة، الحسابات الفئوية تحكمت تماما وأضعفت التنسيق، رغم أن الحكومة الفلسطينية قدمت لقطاع غزة الجزء الكبير من “المسوحات” اللازمة للكشف عن الإصابة بالفيروس، ولكن هل يعقل أن كل المصائب التي حدثت للفلسطينيين، سياسية كانت أم وبائية، لم تستطع على الأقل تشكيل لجان تنسيقة، أو لجنة مركزية تقود عملية توفير كل المستلزمات اللازمة لمواجهة انتشار الفايروس؟.. (كان حزب الشعب الفلسطيني قد طرح هذه الفكرة منذ البداية).

هذا يقودنا للحديث عن الدور الذي يجب أن تلعبه القوى الاجتماعية والفصائلية والشخصيات الوطنية في الضغط على الطرفين، لتشكيل لجنة مركزية تقوم بإدارة عملية مواجهة الجائحة، خطوة متأخرة بدأت تلوح في الأفق لتحريك المياه الراكدة في هذا المجال، من خلال مبادرة الشخصيات الوطنية في طرح مذكرة للتوقيع عليها من قبل مفاعيل المجتمع الفلسطيني، علها تفعل شيئا، ولكن هذه الخطوة ما هي إلا خطوة صغيرة يجب أن تتبعها خطوات عديدة.. التوقيع على عريضة شيء مهم، ولكن الأهم هو الخطوات اللاحقة، هنا يأتي دور الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية والمجتمعية والثقافية من أن تقول كلمتها بشكل أقوى، من خلال إطلاق حملات على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي، خاصة من إذاعات ومحطات تلفزة.. عمل حراك وطني يشارك فيه الجميع من كل تجمعات شعبنا أمر مهم وملح، رغم اليأس الحاصل، إلا أننا يجب أن نتحرك، فالوقت يداهمنا.. عدم تشكيل لجنة مركزية لمواجهة الجائحة جعل المجتمع عرضة للإشاعات.. عدم ثقة المواطن في السلطات الحاكمة مهد الطريق لإطلاق الشائعات بشكل كبير.

أيضا غابت الشفافية في إطلاع المواطن على كل ما يجري بالتفصيل.. لجوء حركة حماس لإسرائيل العدو المركزي السياسي والأخلاقي للشعب الفلسطيني، من خلال إرسال أطباء من القطاع للتدرب في “إسرائيل” أمر مستهجن يدعو للقلق الشديد، كان من الممكن إرسال وفد طبي من الضفة الغربية، وبالطبع هناك كفاءات عالية في مجال مقاومة الفيروس، لتدريب الكوادر الطبية في القطاع، هذا أفضل وطنيا ومنعا لفتح مجالات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، إجراءات حركة حماس في القطاع، وإن أتت متأخرة، ولكن باعتقادي حققت نتائج مرجوة بحدها الأدنى، رغم معاناة القادمين إلى القطاع، في ظروف الحجر الصحي، الذي كان قاسيا في بعض جوانبه.

كنا تحدثنا في مقالة سابقة عن عدم اهتمام الفلسطينيين بالتحضير لمثل هذه الكوارث، ومن ذلك تأسيس صندوق طوارئ، سواء كوارث الطقس أو الحروب أو انتشار جائحة مثلما يحدث الآن، وهنا يبرز سؤال عن عدم الشفافية في صرف المال العام والموازنات، خاصة في قطاع غزة، عندما يدفع المواطن الفلسطيني ضريبة من حقه الاطلاع على أشكال صرف المال العام والموازنات المخصصة لبنود الصرف، من هنا تبرز أهمية إثارة هذه القضايا من قبل المؤسسات الحقوقية ومؤسسة “أمان” بشكل خاص.. عدم تشكيل صندوق طوارئ هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، بأننا نستجدي الدعم الخارجي الذي بالطبع سيتأثر كثيرا.. العالم ما بعد الكورونا يختلف عن سابقه، لن نجد الدعم الذي كان يقدم لنا كما في السابق.. العالم سيكون مشغولا بحل مشاكله منها الاقتصادية التي تأثرت كثيرا من خلال تأثر عملية الانتاج والعرض والطلب، وتغير مفهوم الأمن القومي، حيث أصبحت الدولة التي لا تمتلك منظومة متكاملة لمواجهة كوارث طبيعية أو انتشار الفيروس ستتأثر كثيرا.. على سبيل المثال عناصر مثل أجهزة التنفس الصناعي وملابس الوقاية والكمامات وبعض الأدوية ستدخل ضمن قائمة الأمن القومي، لذلك فإن تخصيص موازنات خاصة لصندوق الطوارئ أصبح شيئا لابد منه.. وفي حالنا الفلسطيني كوارث السياسة لم توحدنا وانتشار جائحة الكورونا لم توحدنا، فعلى الأقل نحاول تشكيل لجنة مركزية لإدارة الأزمة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]