مصير لبنان بين «الشعب الجائع» و«الجيش الغاضب»

ملامح خطر حقيقي لاحت في الأفق أمس في لبنان، مع استمرار الحركة التصاعدية للاحتجاجات الشعبية، في بيروت وكل المحافظات، وشهدت شوارع لبنان لقاءً مصيريا بين الشعب «الجائع»، والجيش «الغاضب» والرافض لأوامر التصدي للحشود الشعبية  وتفريق المتظاهرين، في يوم الغضب الذي تحول، بحسب الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، إلى «يوم الثورة التي جمعت بين الشعب الجائع والجيش الرافض للواقع المتردي الذي وصل إليه في ظل هذه السلطة السياسية الفاسدة والفاشلة».

كلمة جريئة من قائد الجيش

والهتافات الصاخبة في الشارع ضد أهل الحكم، ترددت صداها في كلمة صريحة وجريئة وجهها قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، للمسؤولين، بلغة الشعب: إلى أين نحن ذاهبون؟ ماذا تنوون أن تفعلوا ؟ أتريدون جيشاً أم لا ؟ أتريدون مؤسسة قوية وصامدة أم لا؟

وفي تحليله للوضع الراهن، وما بدا واضحا من انحياز الجيش اللبناني إلى الشعب، قال المحلل السياسي اللبناني زهير الماجد، للغد، إن اللبنانيين فقدوا الأمل في التغيير في ظل الطبقة السياسية المتحكمة في المشهد السياسي.. والشعب اللبناني لم يعد قادرا على أن يصلب عوده تحت ضغط  الأحوال المعيشية الصعبة، وغالبية اللبنانيين فقدوا كل سبل الحياة الطبيعية وأبسطها الكهرباء والمياه والغالبية لم تعد قادرة على شراء «علبة حليب»، ولذلك أصبح التوجه لترقب التدخل من الجيش بأي وسيلة للخروج من المأزق شديد التعقيد.

 

ترقب تدخل حاسم من الجيش اللبناني

وأضاف للغد: قد يكون انقلاب عسكري في لبنان مستبعدا لأسباب كثيرة، ولكن هذا لا يمنع من دور للجيش اللبناني، ورأينا أمس دلالات مشاهد لا تغيب عن أحد من التوحد بين الشعب والجيش.. كما أن كلمة العماد جوزيف عون، قائد الجيش، تحمل رسائل حاسمة وقاطعة من الجيش للطبقة السياسية.. ولعل الرسالة وصلت لمن يعنيهم الأمر، وإلا فإننا لانستبعد في هذه الحالة تدخلا حاسما من الجيش اللبناني، والمفروض أنه حامي سيادة واستقرار وأمن الدولة ودستورها، ومن مسؤوليات دورة التدخل وهو يراقب ويرصد مؤشرات الانفجار الاجتماعي والأمني.

جرس إنذار للطبقة السياسية

كلام قائد الجيش يُعتبر جرس إنذار للطبقة السياسية، التي انصرفت إلى إعطاء مصالحها المالية والفئوية الأولوية على كل ما عداها من متطلبات الحفاظ على سلامة الوطن، وصيانة مؤسساته، وخاصة الجيش والقوى الأمنية، وأوصلت البلد إلى هذا الانحدار الإفلاسي المريع، الذي قضى على الطبقة الوسطى، وجُلّها من الموظفين والضباط العسكريين والأمنيين، بعدما تهاوت قيمة رواتبهم، واستفحل الغلاء في أسعار الخبز والمواد الغذائية والمحروقات، وكل ما له علاقة بلقمة العيش.

وينبّه قائد الجيش: «إن فرط الجيش يعني نهاية الكيان»!

قائد الجيش خرج عن صمته دفاعا عن الجيش

ويتردد في العاصمة اللبنانية، أن قائد الجيش «الصامت الأكبر» أضطر  إلى الخروج عن صمته، بعد هذا الأهمال المتمادي من السياسيين، «الذين لا يهمهم الجيش ولا معاناة عسكرية»، ولا انعكاس انخفاض قيمة رواتب العسكريين على معنوياتهم، ولا الإنخفاض المستمر في ميزانية المؤسسة العسكرية، لدرجة أن الأموال لم تعد تكفي تأمين إحتياجات الجيش اليومية، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، وفي مقابل سياسة التقشف التي فُرضت على الجيش، بقيت الصفقات والسمسرات ضاربة أطنابها في صفوف الحكم، وتضاعفت أرقام النهب والهدر والسرقات في الوزارات والمؤسسات العامة، في تواطؤ مفضوح بين أطراف السلطة السياسية.

وترى الصحيفة اللبنانية، أن رفض الجيش التصدي لغضب الناس وإخماد ثورتهم يبقى وساماً وطنياً مشرفاً على جبين القيادة، وعلى كتف كل ضابط ورتيب وعسكري في المؤسسة الوطنية الكبرى.

تفسير كلمة قائد الجيش

ووسط هذه المخاطر على الكيان والصيغة والحكم، وعلى المؤسسات الأمنية التي يدفع بها إلى الشارع كل يوم لمواجهة الشعب الجائع، والمهدد بقوته وقوت أولاده، ارتفع صوت قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتباينت التفسيرات:
  • البعض رأى في كلام العماد عون موقفاً رافضاً للتدخل في شؤون المؤسسة العسكرية على أي مستوى ومن أي كان.
  • والبعض الآخر رأى في سقفه العالي، رفضاً لاتهام الجيش بأي أمر، أو املاء الأوامر عليه، محدداً خطاً فاصلاً بين حماية حق التعبير والتظاهر السلمي، ومنع التخريب او تعريض الاستقرار للخطر أو جر البلد الى الحرب الأهلية.

حملات مغرضة لتشويه صورة الجيش

ورفض العماد عون الحملات التي تهدف الى ضرب الجيش وتشويه صورته، وقال: «إننا لن نسمح ان يكون الجيش مكسر عصا لاحد ولن يؤثر هذا الامر على معنوياتنا ومهماتنا. ربما للبعض غايات وأهداف مخفية في انتقاد الجيش وشن الحملات عليه، وهم يدركون ان فرط الجيش يعني نهاية الكيان. اؤكد ان كرامة المؤسسة فوق أي اعتبار، وكرامة العسكريين والشهداء امانة في أعناقنا ولن نسمح لأحد أن يمس بها».

وأكد العماد عون أن الجيش يتعرض لحملات إعلامية وسياسية تهدف إلى جعله مطواعاً مؤكداً ان هذا لن يحدث أبدا، «فالجيش مؤسسة لها خصوصيتها، ومن غير المسموح التدخل بشؤونها سواء بالتشكيلات والترقيات ام رسم مسارها وسياستها. وهذا الامر يزعج البعض بالتأكيد»

كلام سياسي «عالي السقف»

وتفيد الأوساط، بحسب معلومات صحيفة اللواء اللبنانية،  أن كلام العماد جوزاف عون كان كلاماً سياسياً عالي السقف، وهو الأمر، الذي سبق اجتماع اليرزة،(مقر المجلس العسكري) وكان من العيار الثقيل، وهو الأول من نوعه منذ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

إنقلاب أم انتفاضة ؟

ويتساءل  الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، ميشال نصر: إن موقف قائد الجيش إنقلاب أم انتفاضة؟.. وقال كان يوم أمس «سياسي عسكري» بامتياز، بعد أسبوع من الإحتجاجات الشعبية من إغلاق الطرقات وحرق الإطارات، لتلتقي بعد أسبوع صرخة الثورة «القائمة من تحت الدولار»، مع «هَزّ الطاولة لا قلبها»، الذي مارسه قائد الجيش، في مشهد إذا ما كُتِبَ له النجاح، أن يغيّر مسار ومصير السلطة وطبقتها السياسية، وبالتالي، نوع وشكل الحكومة المنتظرة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]