معركة الحسم على أبواب طرابلس.. بين«الطوفان» و«البركان»

يبدو أن معركة الحسم على أبواب طرابلس، مرشحة للتمدد والتصعيد، مع تواصل معارك الكر والفر، والمد والجزر بين الوحدات التابعة لعملية ( بركان الغضب)  التي أطلقها المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق.. وبين قوات الجيش الوطني التابعة لعملية(طوفان الكرامة)، التى تستهدف تحرير العاصمة طرابلس، من التنظيمات الإرهابية «داعش والقاعدة»، وعناصر جماعة الإخوان المسلمين والمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة.

ويرى عسكريون أنه من الصعب تحديد موعد لنهاية المواجهة التي بدأت قبل شهر تقريبا، منذ يوم الأربعاء 3 إبريل/ نيسان، باعتبارها: أولا مواجهة بين جيش نظامي ( الجيش الوطني الليبي) وبين مليشيات وعناصر مسلحة.. وثانيا: ليست معركة في ساحة مفتوحة أو جبهة محددة، ولكنها تندرج تحت مسمى قتال المدن، أقرب لحرب العصابات، خاصة وأن الميليشيات الإرهابية المتحكمة في طرابلس من المدرّبين على حرب العصابات ومتخصصين في قتال المدن .. ولذلك من المرجح  ـ حسب توقعات خبراء من المتخصصين في الشئون العسكرية ـ أن عملية تحرير العاصمة طرابلس  ستتم على عدة مراحل، منها السيطرة على مداخل طرابلس وستحتاج لعدة أسابيع، أما عن تحرير المدينة بأكملها سيحتاج إلى أشهر.

 

كل معركة لها ظروفها وخططها

المعركة ليست سهلة، ومنذ أن خاض الجيش الوطني الليبي الحرب ضد الإرهابيين والتنظيمات المسلحة والجماعات الإسلامية التكفيرية بداية من العام 2014 ، ومعركة تحرير بنغازي ـ مثلا ـ استمرت ثلاث سنوات.. ومعركة تحرير الهلال النفطي بالكامل كانت في ست ساعات فقط .. ثم تحرير قاعدة الجفرة بالجنوب في ستة أيام.. وتحرير مدينة درنة رغم حصار قام به الجيش الليبي لسنوات تمت العمليات العسكرية الرئيسية في 33 يوما.. وتحرير مدينة سبها الجنوبية في ثلاثة أسابيع.. وهذا يعني أن كل معركة لها ظروفها وخططها، ومن هنا كان الرأي العام متفائلا بأن معركة طرابلس ستكون سريعة، لكن طرابلس هي العاصمة وأكبر المدن الليبية، والاشتباكات  تدور على امتداد 140 كيلو مترا، طول خط التماس، وهذا خط تماس كبير جدا يحتاج إلي مناورات وخطط عسكرية تنفذ من خلال ظروف قواعد الاشتباك، مع الجانب الآخر ويضم «تنظيم القاعدة» من خلال الجماعة الليبية المقاتلة، وميليشيات مجلس شوري ثوار بنغازي، ومجلس شورى ثوار درنة، وكتيبة الفاروق، وكتيبة أبوسليم، وغيرها من المسميات ولكنها تتبع تنظيم القاعدة بجانب تنظيمات أخرى، مثل غرفة ثوار ليبيا، وصلاح بادي، والجظران، ومجموعات تابعة للإخوان المسلمين وتسمي الدروع، ومجموعة ثالثة من الميليشيات وهي الميليشيات الإجرامية، وهي مجموعات تحت إمرة أفراد من «المجرمين وخريجي السجون».

 

معطيات ميزان القوى لصالح انتصار الجيش الوطني

ورغم تعدد المليشيات الإرهابية، والميليشيات المسلحة للتنظيمات الاسلامية والمدعومة من تركيا وقطر عن طريق البحر، فإن ميزان القوى في صالح قوات الجيش الوطني، وأن المعطيات ترجح أن يكون الانتصار في صالح الجيش الوطني الليبي:

 

  • أولا:  كونه جيش نظامي يعمل وفق عقيدة قتالية موحدة، ويمتلك جهاز استخبارات على عكس المليشيات الإرهابية، فضلا عن أن الجيش الليبي تطور «عملياتيا وميدانيا وخبرة»  خلال الفترات الماضية من خلال المعارك المتتالية، حيث خاض عدد من المعارك في جنوب لبيا، وعمل على تأمين حدود ليبيا مع 3 دول. كما أن الجيش الوطني درس جيدا الخيار العسكري قبل بدء معركة طرابلس.

 

  • ثانيا: الوضع في الداخل لصالح الجيش الوطني، وخاصة على المستوى الشعبي، وأعلنت مديريات أمن بالعاصمة الليبية طرابلس، مديريات أمن النواحي الأربع (سوق الخميس امسيحل – سوق السبت – السبيعة – سيدى السايح – قصر بن غشير) أعلنت انشقاقها عن وزارة داخلية حكومة الوفاق، معلنة تبعيتها لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة، كما دعت إلى ضرورة تأييد الجيش الليبى فى معركته لانتزاع العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة..و سبق وأن أعلنت قبائل المنطقتين الغربية والشرقية مساندتها للجيش فى معركة طرابلس، كما يساند أنصار العقيد الراحل معمر القذافى بقوة، عمليات الجيش..وسجل الجيش الليبين على مدى الأسبوعين الماضيين،  التحاق وحدات عسكرية جديدة من طرابلس وضواحيها بالقوات التي يقودها المشير حفتر.

 

  • ثالثا: الانشقاقات التي ضربت المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في طرابلس، ومنذ الثامن من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي،  وانقسم المجلس الرئاسي إلى طرفي صراع، يضم الأول فائز السراج وحليفه رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، والثاني كلا من أحمد معيتيق نائب السراج، وعضوي المجلس الرئاسي فتحي المجبري، وعبد السلام كاجمان، بسبب خلافات حول تعيينات المناصب السيادية، وطفت الخلافات إلى السطح، بعد تعيين رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، رئيسا جديدا لهيئة الرقابة الإدارية التي تعتبر أعلى سلطة رقابية في البلاد، بتزكية من فايز السراج، وطلب الجناح المعارض داخل المجلس الرئاسي من محافظ البنك المركزي، عدم الاعتداد بشأن تعيين رئيس جديد لهيئة الرقابة الإدارية.. وفي الثامن من شهر أبريل/ نيسان، وبعد انطلاق الحملة العسكرية للجيش الوطني الليبي لتطهير طرابلس، أعلن «علي القطراني» نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي،  استقالته من المجلس، بسبب انفراد فايز السراج رئيس المجلس بالقرارات، قائلا إنه يدعم بكل ما يستطيع الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وأن سلوك السراج الذي تحركه الميليشيات لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق.. وثمّن «القطراني» تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة، مؤكدًا أن السراج خرق الاتفاق السياسي الليبي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه الميليشيات.

 

  • رابعا: الدعم الدولي المعلن  لعمليات الجيش الليبي الوطني، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ..وحسب البيان الرسمى للبيت الأبيض، فقد بحث  الرئيس ترامب مع المشير حفتر جهود محاربة الإرهاب فى ليبيا ودور المشير فيها، ورؤيتهما المشتركة لإرساء نظام سياسى مستقر ومستدام فى ليبيا..وأشارت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، إلى أن موقف ترامب الجديد يعكس «تغييراً دراماتيكياً» فى نهج الإدارة الأمريكية..ونقلت وكالة «بلومبرج» عن مسئولين كبار فى واشنطن قولهم، إن مستشار الأمن القومى فى الإدارة الأمريكية، جون بولتون، أبلغ حفتر فى اتصال هاتفى سابق بأن الولايات المتحدة تعطيه الضوء الأخضر لتقدم قوات الجيش لتحرير طرابلس من الإرهابيين.

 

  • خامسا: صراع تحالفات وولاءات في طرابلس، يصب لصالح تقدم الجيش الوطني..وبينما يتسلح الجيش بعقيدة وطنية لحماية الوطن وتطهير العاصمة طرابلس وتوحيد شمل البلاد تحت مظلة عسكرية أمنية وطنية تحقق امن ومصالح الشعب الليبي، فإن قوات الجانب الآخر من ميليشيات وعناصر وكيانات عسكرية، تقاتل تحت شعار «اتفقت المصالح حيثما  اتفقت وجهة البنادق»، بحسب تعبير الدوائر السياسية في طرابلس، فمنذ أن سيطرت الميليشيات المسلحة على العاصمة بدأت في عقد اتفاقيات وتقسيم مناطق النفوذ، كما مارست المليشيات المسلحة، الضغط والابتزاز على الجهات الحكومية من وزارات وشركات ومصارف وعلى المواطنين لنيل الأموال كـ «جزية»، ورضخت وزارات وجهات حكومية وخاصة لدفع الأموال مقابل الحماية والحصول على «شرعنة» ورخصة، وأصبحت كل منطقة من مناطق طرابلس تتبع مليشيا معينة، لها حق جباية الأموال مقابل الحماية.

 

الميليشيات المسلحة تهيمن على القرار السياسي والاقتصادي

وهذه الصورة كشف عنها صراحة  وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، واتهم في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، بالسيطرة على ميزانية وزارته، وإحداث فوضى أمنية هناك..وقال وزير الداخلية في حكومة السراج: إن هناك مجموعات وقوى مسلحة تمتلك إمكانيات كبيرة، وتهيمن على ميزانية وزارة الداخلية، وعلى القرار السياسي والاقتصادي أيضا، وإن هذه المجموعات لا تخضع لأوامر الوزارة أو مؤسسات الدولة، وهذه المجموعات المسلحة صنعت نفوذاً كبيراً خلال السنتين الماضيتين حتى أصبحت قوة موازية لوزارة الداخلية !! وفي المقابل ردّ على هذه التصريحات، القيادي البارز في الكتائب، عاطف بالرقيق، بالقول « لا خيار لدى وزارة الداخلية سوى الخضوع لقوة حماية طرابلس، وأن على وزير الداخلية أن يمنح لقوة الردع الخاصة مكافحة الإرهاب، ويمنح قوة التدخل السريع ملف البحث الجنائي، ولكتائب ثوار طرابلس ملف الهجرة غير الشرعية، ولا خيار أمام وزير الداخلية، باشاغا، غير ذلك» !!

 

تجنيد إجباري للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين

هذه الوقائع جعلت الليبيين في العاصمة طرابلس يترقبون دخول الجيش الوطني لتحريرهم من سطوة المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وتقديم الدعم للجيش بطريقة أو بأخرى..ومن جهة أخرى، لا تقتصر القوات المساندة لحكومة الوفاق في طرابلسن على المليشيات المسلحة فقط، بعد أن كشفت صحيفة  «صانداي تليغراف» البريطانية، أن مئات المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة في ليبيا يجبرون على الانخراط في القتال مع الفصائل المختلفة في المعارك، في الصفوف الأمامية ضد جيش المشير خليفة حفتر، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يتعرض لانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والنشطاء الحقوقيين بسبب إعادته المهاجرين الذين يُعثر عليهم في البحر المتوسط إلى معسكرات على الأراضي الليبية.. ورصدت الصحيفة وصول مقاتلين إلى مراكز الاعتقال المختلفة على عجل والبحث على المهاجرين الأصحاء والأقوياء قبل تجنيدهم والدفع بهم إلى جبهات القتال حيث يقوم بعضهم بنقل الأسلحة والذخائر وآخرون يقومون بتلقيم الذخائر في المدفعية وآخرون يشاركون في القتال المباشر.

 

  • قتال المليشيات.. إما بدافع المصالح والمطامع الخاصة بكيانات وتنظيمات.. وإما بدافع المال ( من مصالح بعض الدول التي تدعم الميليشيات وحكومة الوفاق أن تبقى ليبيا بيت المال للحركات الإسلامية المتطرفة)..وإما بالإذعان والاجبار على التجنيد.. وفي جميع الحالات لا يوجد هدف وطني يحفز هؤلاء على استمرار القتال.. وهم  يقاتلون في العاصمة دون ظهير شعبي مؤيد وداعم، بل الظهير الشعبي ضدهم، ويدعم قوات المشير حفتر.. وهو ما يراه المراقبون أن معركة الحسم  على أبواب طرابلس أوشكت أن تنتهي لصالح الجيش الليبي الوطني

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]