مقتل 17 شخصا خلال احتجاجات بجنوب إثيوبيا
قال المدعي العام في إثيوبيا اليوم الخميس إن اتهامات وجهت إلى نحو 2000 شخص لدورهم في أعمال العنف المميتة التي أعقبت اغتيال المغني الشهير هاشالو هونديسا في يونيو حزيران. ومن المتوقع توجيه اتهامات أخرى إلى مزيد من المعتقلين.
وقتل ما لا يقل عن 166 شخصا في أعقاب مقتل هونديسا المنتمي لعرقية الأورومو، وقتل بعضهم في احتجاجات مناوئة للحكومة في حين قتل البعض الآخر في هجمات استهدفت جماعات عرقية.
وألقي القبض على أكثر من 9000 شخص في أعقاب أعمال العنف، بمن فيهم سياسيون من منطقة أوروميا التي تعتبر أكثر مقاطعات إثيوبيا اكتظاظا بالسكان ومسقط رأس المغني الراحل.
وقال المدعي العام في إثيوبيا جيديون تيموثيوس لمؤتمر صحفي “بعض المشتبه بهم وبعض المتهمين تقدموا بشكوى من أنه يجري اتهامهم بسبب نشاطهم السياسي”.
وتابع “الأمر ليس كذلك … يوجه الاتهام إليهم بسبب سلوكهم الذي أدى إلى إزهاق أرواح مئات المواطنين”.
ولم يدل تيموثيوس بتفاصيل عن الاتهامات وما إذا جرى إطلاق سراح أي من السجناء من دون تهمة.
وقتل هاشالو رميا بالرصاص في 29 يونيو حزيران بينما كان يقود سيارته في العاصمة أديس أبابا. وكان أحد أشهر نجوم الفن والموسيقى في إثيوبيا، كما كان رمزا سياسيا قويا، إذ تتحدث العديد من أغانيه عن مطالب مجموعته العرقية وتدعو إلى المزيد من الحريات.
يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي غضبا شعبيا في بلاده وبالتحديد من أنصاره من قومية الأورومو، الذين احتجوا غضبا عقب مقتل مغنيهم وأبرز رموزهم المطرب الشهير “هاشالو هونديسا” والذي لقي حتفه في حادث إطلاق للنار بالقرب من مجمع في العاصمة أديس أبابا.
هونديسا والأورومو
يُعرف هونديسا بأنه رمز الأورومو، حيث تطالب كلمات أغانيه بحقوقهم، ولعب دورا مؤثرا في الاحتجاجات التي أدت لسقوط رئيس الوزراء السابق، هايلي ميريام ديسالين، ووصول آبي أحمد إلى سدة الحكم في 2018.
وتنصلت الشرطة الإثيوبية من مسؤولية مقتل هونديسا، حيث أعلنت أنه قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الإثنين.
وأعلن مفوض شرطة مدينة أديس أبابا، جيتو أرجاو، لوسائل الإعلام الرسمية، أن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل، لافتة إلى أنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.
وعقب مقتل هونديسا شهدت العديد من المدن تظاهرات وأعمال شغب وعنف أفضت إلى وقوع عدة إصابات، كما قامت السلطات الإثيوبية بقطع خدمات شبكات الإنترنت والاتصالات.
وأعلنت الشرطة الإثيوبية عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وإصابة 80 آخرين، إثر احتجاجات وانفجارات العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها أمس الثلاثاء، وذلك عقب مقتل هونديسا.
حملة اعتقالات
بالرغم من وصف رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد واقعة قتل المغني هاشالو هونديسا بأنه “عمل شرير”، مؤكدا أنها ” فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها”، إلا أن السلطات الإثيوبية شنت حملة اعتقالات واسعة ضد رموز قومية الأورومو الذين نددوا بمقتل هونديسا.
وقامت السلطات الإثيوبية باعتقال المعارض جوار محمد والذي كان من أحد أقرب حلفاء رئيس الوزراء آبي أحمد ثم تحول إلى أحد أبرز معارضيه، محملا رئيس الحكومة المسؤولية عن عدم حماية مصالح قومية أورومو التي ينتميان إليها.
وكان الناشط الإثيوبي المُعارض جوار محمد، قد أكد أن “مقتل هونديسا ضربة لقومية الأورومو، وإنهم لم يقتلوا هاشالو وحده، لكنهم فتحوا النار على قلب قومية الأورومو، مُجددًا!!..يُمكنكم قتلنا، قتلنا جميعًا، لكنكم لن توقفونا!! مُطلقًا!!”.
وكشفت شبكة “أوروميا” الإعلامية التي يملكها جوار محمد، عن تعرض مكاتبها في العاصمة أديس أبابا لمداهمة واقتياد موظفيها من قِبل عناصر من الأمن إلى مكان مجهول.
وفي نفس السياق اعتقلت السلطات الإثيوبية زعيم حزب «حركة أورومو الاتحادية الديمقراطية» المعارض بيكيلي غيربا.
من هم الأورومو
قوة الاحتجاجات وتأثيرها على مستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد تنبع من قوة ومكانة قومية الأورومو الذي ينتمي لها أبي أحمد.
وتقترب نسبة الأورومو من 50% من الشعب الإثيوبي، وهم من أكبر القوميا في إثيوبيا، ويعتنق 70% من شعب “أورومو” الإسلام، و20% المسيحية، فيما هناك 10% منهم وثنيون.
وتتركز قومية الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا ،وهم يتحدثون اللغة الأورومية، ويعملون بالزراعة والرعي.
ويسيطر الأورومو على مساحات شاسعة من أراضي إثيوبيا تبلغ 600 ألف كم، ومن بينها الأراضي الواقعة عليها العاصمة أديس أبابا، وتقع أغلب الأنشطة الاقتصادية الهامة والحيوية لإثيوبيا داخل أراضيهم مثل مزارع البن ومناجم الذهب ومنابع الأنهار وأهمها نهر النيل الأزرق، حيث يتشكل النيل الأزرق من 16 نهرا، 9 منها تقع في مناطق الأورومو.
ويشتكي الأورومو، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش، واندلعت مظاهرات في 2016 فزاد الضغط على الحكومة، ولجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى استبدال رئيس الوزراء في حينها ديسالين بآبي أحمد، الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو، لكنه فشل في احتواء غضب أنصاره وانقلبت الاحتجاجات ضده بسبب فشله في حماية قوميته.
قُتل 78 شخصا، على الأقل، بحسب الحكومة الإثيوبية في بضعة أيام خلال دوامة عنف لطخت سمعة رئيس الحكومة أبي أحمد، الذي كان حصل لتوه على جائزة نوبل للسلام، وأعطت فكرة عن التحديات التي تنتظره في أفق انتخابات مقررة في مايو/ أيار 2020.
وتمت معالجة نحو مئتي شخص في مستشفى أداما وتوفي 16 فيه، وهي أرقام غير مسبوقة، بحسب العاملين في المستشفى، الذين تحدثوا عن مشاهد فوضى وتدافع لتوفير أسرة ومساعدة المصابين بعد بدء التظاهرات في 23 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال الجراح ديسالين فيكادو، “نحن محترفون، لكن رغم ذلك كنا جميعنا قلقين”.
وتتيح روايات المصابين في مدينة أداما، التي تضم 300 ألف نسمة والواقعة جنوب شرق العاصمة، فهم كيف فرض العنف نفسه، ومن المستهدف ولماذا، وما ينبؤ به ذلك من سوء في المستقبل.
وقال الباحث فيسيها تيكلي، “تشكل أداما بوتقة للمجموعات الإتنية والدينية، بالتالي يمكن أن تكون حوادث العنف هذه التي مردها الدين والإتنية بالغة الخطورة”، وأضاف محذرا “يمكن أن تكون مؤشرا منبئا بفظاعات جماعية”.
وبدأت الاضطرابات عندما اتهم الناشط جوهر محمد، وهو مثل أبيي أحمد من إتنية الأورومو، التي تعد الأكبر في البلاد، السلطات بمحاولة التعرض له.
كان جوهر، وهو صاحب وسائل إعلام وشخصية مثيرة للجدل، ساعد آبي على الوصول إلى الحكم في 2018، لكنه ابتعد عنه لاحقا ما قد يؤثر على شعبيته بين اتنية الأورومو.
وروى تيميجين أبابا (17 عاما)، أنه كان يمر أمام جمع من المتظاهرين عندما أطلقت قوات الأمن النار وأصابت طفلا في الثامنة من العمر، وعندما هرع لمساعدة الطفل أصيب في الصدر.
وتساءل من على فراشه في المشفى “كيف يمكن أن يعتبر إطلاق النار على أناس مثله، ردا متناسبا” مع الوقائع.
وقالت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، إن 10 من قتلى الأسبوع الماضي قتلوا برصاص قوات الأمن ما يعني أن غالبية القتلى قتلوا بسبب المشاغبين.
فقد اعتدى قوميون من الأورومو على سائقي عربة تكتك بعد أن سألوهم إن كانوا يتحدثون واحدة من أبرز لهجات الإتنية.
وحين علموا أنهم لا يتحدثون تلك اللغة طعنوهم وضربوهم قبل أن يتركوهم فاقدي الوعي على حافة الطريق مع جروح وكدمات في الوجه والذراعين.
وكان أحدهم نصف أورومي، لكنه يتحدث بشكل ركيك اللغة بحسب شقيقه بيروك تيسومي، وآخر وهو قريب لهم من إتنية الأمهرة، ونجا كلاهما لكن بيروك أكد أنه قلق على المستقبل.
وقال “انطلاقا من الآن نحن نعيش في توتر، لا أشعر أني في أمان، ما زلت خائفا”.
واتهم قوات الأمن بأنها لم تفعل شيئا لمنع قوميين أورومو من التصرف كما يحلو لهم، وقال “لم نكن نملك شيئا لحماية انفسنا منهم”.
وترتبط الكنيسة الاورثوذكسية التي تمثل نحو 40% من نحو 110 ملايين إثيوبي، بشكل كبير بإتنية امهارا، وبحسب إحصاء 2017 فإن 82% من أفراد إتنية الأمهرة من الأرثوذكس، وقد عبرت الكنيسة عن انتقادات مماثلة.
وقال متحدث باسمها السبت، إن 52 أرثوذكسيا إثيوبيا بين ضحايا أعمال العنف، وتعذر الحصول على أي تأكيد رسمي لذلك، وتم إحصاء هجمات على كنائس ومسجد واحد على الأقل.
وبين قوميي أورومو والأمهرة تاريخ طويل من العداوة في بلد ممزق جدا يكون التداخل فيه في كثير من الأحيان كبير بين الإتنية والديانة.
وبحسب إدارة مستشفى أداما، فإن الكثير من الذين تلقوا العلاج هم من الأورومو ما يعني أن الذين لا ينتمون إلى هذه الإتنية لم يكونوا المستهدفين الوحيدين.
وفي أوج أعمال العنف تعرض كيدان تولوسا (23 عاما) لهجوم من شبان أورومو مثله ضربوه وطعنوه في البطن، وفقد الكثير من دمه وكان قريبا جدا من الموت.
وهو لا يعرف لماذا تعرض للهجوم، ورأى بعض أقاربه أنه تعرض للهجوم فقط بسبب عدم مشاركته فيه ربما.
وأكد بيروك أنه يعرف أفرادا آخرين من إتنية الأورومو تعرضوا للعنف للسبب ذاته، وقال “حين يكتشفون أنك تتحدث (لغتهم) يدعونك للانضمام إليهم، وإذا رفضت يهاجمونك، إذا كنت من الأورومو عليك أن تتظاهر وأن تغتنم الفرصة”.
[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]