خسر تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف «داعش»، ما يقرب من 800 مليون دولارا، بسبب الغارات التي نفذتها المقاتلات البريطانية على مصافي النفط في مناطق سيطرة التنظيم، حسبما نقلته صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن نائب قائد القوات الجوية البريطانية، المشير إدوارد سترينجر، الذي تحدث للمرة الأولى حول نتائج الحملة العسكرية التي تشنها بريطانيا منذ 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضد معاقل تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، قائلا: «تكبّد التنظيم خسائر فادحة أسفرت عن انخفاض مخزونه المالي، بأكثر من 800 مليون دولارا أمريكيا أي ما يوازي 550 مليون استرليني».
وأضاف سترينجر أن تلك الخسائر أجبرت مقاتلي التنظيم على اللجوء إلى فرض إتاوات تعسفية وغرامات لتعويض النقص الذي أحدثه فقدانهم لمصادر الدخل المتمثلة في النفط، متابعا: «ما نراه الآن على الأرض هو أن التنظيم خسر سيولة مالية كبيرة كانت لديه، ويبحث حاليا عن طرق خيالية لتعويض ذلك، ما نقلته مصادرنا في مناطق سيطرته يوضح أن نظام الضريبي انهار ويلجأ حاليا لفرض ضرائب عشوائية وتعسفية، بدءا من الأسبوع الماضي».
وشنت الحملة العسكرية لضرب مصافي النفط والبنى التحتية في الأراضي التي انتزعها التنظيم نحو 1216 غارة جوية، أسفرت عن تخفيض إنتاج النفط في هذه المناطق بنسبة 25%، وقللت الإيرادات بنحو 10%، بحسب بيانات رسمية لوزارة الدفاع البريطانية التي قدّرت إنتاج النفط في مناطق سيطرة التنظيم بـ5000 برميل/يوميا.
وكان نائب قائد القوات الأمريكية لشؤون العمليات والاستخبارات في العراق الجنرال بيتر .إي جيرستن، قال إن 800 مليون دولار أمركيي كانت في خزائن «داعش» تم تفجيرها في إحدى عمليات التحالف الدولي ضد التنظيم، بينما هبط تعداد المقاتلين الأجانب 8%.
وعلّقت الصحيفة بأن تلك التأكيدات لا يمكن إثباتها في الوقت الحالي، إلا أن ذلك واضح من انخفاض الدعاية الإعلامية في الفترة الماضية بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى الوثائق التي عُثر عليها في الأراضي التي تم تحريرها من قبضة التنظيم.
وكشفت وثائق عُثر عليها ونُشرت مطلع الشهر الجاري أن التنظيم يعاني من أجل تمويل مقاتليه، وأظهرت وثيقة نشرها مركز مكافحة الإرهاب أن التنظيم يخصص 60% من ميزانيته لهذا الشأن، وبسبب ضرب مصافي النفط التي كان يعتمد عليها، فقد لجأ إلى المصادرة التي باتت تمثل 40% من دخل التنظيم.
وقال سترينجر أن المعلومات الواردة من داخل التنظيم، عبر مصادر موثوقة، أكدت أن الفساد والاختلاس بدأ في الظهور في صفوف قادة التنظيم، مشيرا إلى أن «المصادر بدأت تفرض رسوما وأموالا إضافية على السكان، وقالوا لنا إن الحملة العسكرية التي نقودها بدأت تؤتي ثمارها».
وأضاف أن التحالف الدولي لديه تأكيدات بأنه حرم التنظيم من ملايين الدولارات، قائلا: «قبل بدء حملتنا العسكرية منذ عام تقريبا، كان يدخل للتنظيم ما يتراوح بين 1500 إلى 2000 مقاتل أجنبي، وصل هذا الرقم الآن إلى 200 فقط، ويمنح التنظيم أجرة شهرية لكل مقاتل قدرها 50 دولارا، و50 دولارا أخرى عن زوجته، و35 دولارا عن كل طفل، و50 دولارا عن كل من يستغلها جنسيا، و35 دولارا عن كل طفل أنجبه من هذه العلاقة، بالإضافة إلى مصاريف أخرى».
