هل يتمكن حزب «ثالث» من خوض الانتخابات الأمريكية؟
وسط حالة من عدم الثقة في المرشحين المتنافسين في سباق الانتخابات الأمريكية، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عن حزب الديمقراطيين، والملياردير دونالد ترامب عن حزب الجمهوريين، أعلن الحزب الليبرتاري الأمريكي اختيار الحاكم السابق لولاية نيومكسيكو، جاري جونسون، مرشحا له، للانتخابات الرئاسية.
وعلى الرغم من ضآلة فرص جونسون، الذي كان مرشحا للحزب في انتخابات 2012، ولم يحصل بالكاد سوى على 1% من الأصوات، إلا أنه على الأقل سيؤثر على الأصوات التي يجمعها كلا المرشحين، في الوقت الذي يبحث فيه الشعب الأمريكي عن بديل جديد، حيث يطمح جاري جونسون إلى جمع أصوات الجمهوريين المستائين من صعود دونالد ترامب.
والتيار «الليبرتاري» المؤيد للحريات الفردية في الولايات المتحدة صغير، إلا أنه حيوي، ويدعو إلى إطلاق الحريات الفردية والحد من دور الدولة الفيدرالية في الاقتصاد، وكان من أبرز وجوهه رون بول، العضو الجمهوري السابق في الكونجرس.
أزمة تمويل
جمع الأموال كانت الأزمة الأكبر التي واجهت جونسون خلال حملته الانتخابية في 2012، حيث كان رصيد حملته 35 ألف دولار، مقابل 29 مليونا لهيلاري كلينتون، وقال حينها «سأحقق خطوة عملاقة إن جمعت 50 مليون دولار، لكن ذلك لم يحدث بعد».
ووفق صحيفة «politico» الأمريكية، فإن مرشح حزب الحريات الفردية قد يتغلب على هذه الأزمة في الانتخابات الحالية بفضل نائبه المرشح، بيل ويلد، حيث قالت الصحيفة إن جمع الأموال ستكون الميزة الأكبر للمرشح، ففي الوقت الذي يفشل فيه جونسون في هذه المهمة فإن ويلد يجيدها منذ أن قام بجمع الأموال في الحملة الانتخابية للمرشح السابق ميت رومني.
ولكي يتمكن جونسون من منافسة ترامب، فإن عليه أولا أن يدرج في قوائم التصويت في كافة الولايات الأمريكية، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه في انتخابات عام 2012، حيث أدرج على قوائم التصويت في 48 ولاية فقط، كما من المفترض أن يصل إلى مرحلة الانتخابات العامة، وهو ما لم يحققه حزب ثالث منذ عام 1992، ولكي يتمكن من ذلك يجب أولا الحصول على 15% من استطلاعات الرأي الوطنية.
أما مستشار دونالد ترامب الحالي، والذي كان مستشارا لـ«جونسون» في 2012، قال إن «منذ 4 سنوات، قالت 75% من الأصوات أنهم يفضلون مرشحون جدد، ها هو المرشح الجديد الذي لا يعلمه أحد».
وترتفع فرص الحزب الثالث في الوقت الذي وجه فيه أعضاء الحزب الجمهوري هجوما متكررا على مرشحه الوحيد دونالد ترامب، آملين في بديل مناسب له، وهو ما قد يدفع العديد من الجمهوريين الساخطين على سياسات ترامب وتصريحاته المتطرفة لترشيح جونسون.
