مرت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد بشكل عام، وأكراد سوريا بشكل خاص محطات متعددة بداية من تقديم الدعم العسكري مرورا بتوفير الحماية الكاملة وصولا إلى التخلي عنهم.
وتحدث 4 مختصين بالشأن الكردي إلى مدار الغد عن طبيعة هذه العلاقة، وتوقعاتهم لها، ورؤيتهم للمشهد العام في سوريا، كما وضعوان سيناريوهات حل الخلافات بين الأكراد في سوريا.
وقال رئيس مجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، إن السياسة الأمريكية تخضع الآن للنظام الديمقراطي، مشيرا إلى تبدل السياسات الأمريكية بتغيير الرئاسات.
وأوضح أن ما جرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب احتوى على الكثير من الإيجابيات في دعم المنطقة والقوات المشكلة ضد داعش لكن من الواضح أن السياسات الآن تغيرت.
واستدرك درار: ” الرئيس السابق دونالد ترامب سبب لنا مشكلة بانسحاب القوات الأمريكية، وعندما جاء بايدن كنا نأمل خيرا، لكن يبدو أن الإستراتيجية الأمريكية في سوريا لم تتضح بعد”.
وقال إن نشاط داعش الجديد لن يسمح للأمريكان بأن يبتعدوا عن المنطقة.
وأضاف: “علينا أن نتفهم أن شمال شرق سوريا ليس منطقة كردية بحتة، ولكنها منطقة مشتركة، والجميع منخرط في العملية السياسية باسم مجلس سوريا الديمقراطية وفي العملية الإدارية باسم إدارة شمال وشرق سوريا.
استغلال أمريكي للأزمة في سوريا
قال الكاتب والباحث السياسي محمد نادر العمري، إن إدارة بايدن تسعى إلى توسيع دائرة الصراع خاصة أن هناك مشاريع جيو إستراتيجية على مستوى المنطقة تهدف إلى قيام الليبراليين في التصدي للتوسع الناجم عن النفوذ الروسي والصيني.
وأضاف: “أعتقد أن الاستثمار في الأزمات هو العنوان الأبرز ضمن الإستراتيجية الأمريكية رغم ضبابية الموقف الأمريكي في ملف أكراد سوريا.
وتابع: “كان هناك تهديد أمريكي لتركيا في حال غزو المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وربما تستغل الأدارة الامريكية الأزمة وتستجيب لمطالب أنقرة شريطة قطع العلاقة مع روسيا”.
وتعد المفاوضات حول تقاسم السلطة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال سوريا وهما الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، شبه جامدة. ورغم محاولة قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة أمريكية الوساطة بينهما فإن الصراع السياسي الداخلي بين الحزبين الكرديين أدى إلى تفاقم علاقتهما.
خلاف كردي كردي
يقول نواف خليل مدير المركز الكردي للدراسات، إن هناك اختلافا بين وجهة نظر حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني بدأ منذ الأشهر الأولى من الحراك الشعبي الذي بدأ سوريا في مارس 2011.
وأشار إلى أن المفاوضات والحوار متوقفان، ونأمل بأن تكون هناك جولة جديدة من المفاوضات.
وقال إن من غير المقبول أن تكون هناك قوتان عسكريتان، أو أن تكون هناك مناصفة في التمثيل بين الجانبين دون النظر إلى بقية الأحزاب الأخرى.
وتحدث مدير المركز الكردي للدراسات عن اختلاف الأكراد في الدول التي يتواجدون فيها بكثافة، مشيرا إلى أنه في 2017 عندما أجرى الكرد عملية الاستفتاء في العراق لم يعلنوا عن الدولة، وإنما كان هناك استفتاء للشعب الكردي في إقليم كردستان العراق لإظهار ما يريده الشعب.
وأوضح أنه بالنسبة لكردستان تركيا كانت هناك مطالبة بحل ديمقراطي بشرط اعتراف تركي بجغرافية كردستان، كما طالبوا بتفاوض للإعلان عن دولة جديدة.
وأضافأنه في سوريا هناك طرح اللا مركزية الديمقراطية والطرح الفيدرالي، لكن لا وجود لخلافات بين الطرفين الكرديين في سوريا من الناحية السياسية.
وقال إن هناك فرصة جيدة للكرد في سوريا من حيث العلاقة مع الغرب في ظل الإدارة الامريكية الجديدة الأكثر تفهما للكرد.
مفاوضات كردية متعثرة
قال الكاتب والباحث السياسي هيوا عثمان، إن المفاوضات الكردية في سوريا متعثرة وجامدة حتى هذه اللحظة.
وأضاف: “الأمريكان يقومون ببعض المحاولات ولكن من الواضح هناك اعتماد كلي على الجانب الأمريكي.
وأضاف: “التعامل الأمريكي لم يصل إلى مرحلة يضغط فيها بشكل كاف على الطرفين للوصول إلى اتفاق.
وأشار إلى أن “القضية بين الحزبين الكرديين ما زالت عالقة، والطرفان منهمكان بكثير من التفاصيل دون النظر إلى الصورة الأكبر للوصول إلى اتفاق”.
وشدد على ضرورة النظر إلى أكراد العراق والتعلم من الدرس.
وقا، إن كردستان العراق كتجرية يجب أن يستفيد منها كرد سوريا، مشيرا إلى أن وجود الاتفاق الداخلي يعني تحقق الكثير من المكاسب، لكن الخلاف سيؤدي في النهاية إلى خسارة للجميع.
وتابع: “ينبغي أن يكون هناك اتفاق آخر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني”.
