كشفت صحيفة “إي يو أوبزرفر” البريطانية عن وثيقة مسربة للاتحاد الأوروبي، تشير إلى أن التكتل يعتزم إرسال بعثة عسكرية إلى ليبيا من أجل تحجيم نفوذ بعض الدول هناك.
وبحسب الوثيقة الأوروبية فإن أهمية المشاركة العسكرية الأوروبية تكمن في عدم ترك النشاط بأكمله في المجال العسكري لدول أخرى لم تسمها الوثيقة، لكنها أشارت إلى أن إحدى هذه الدول ترفض تفتيش سفنها من قبل عملية إيريني، وتحافظ على وجود عسكري قوي في غرب ليبيا، في تلميح إلى تركيا.
ورسمت الوثيقة صورة مقلقة عن الوضع في ليبيا، إذ قالت إنه لا يزال هناك العديد من المقاتلين الأجانب، وأن تجارة النفط والأسلحة والبشر مستمرة بلا هوادة.
وأمام الوثيقة المسربة، نفت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وجود أي نقاش حول إرسال مهمة عسكرية لليبيا في الوقت الحالي.
في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور ميلاد الجمالي، إن تلك الوثيقة المسربة لم تضف جديد فيما يتعلق باستراتيجية الاتحاد الأوروبي الذي دائما ما يعرف عن قلقه من التواجد الأجنبي في ليبيا، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن أكبر عملية في البحر المتوسط “العملية إيريني” المكلفة بمراقبة حظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وأضاف الجمالي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن الناطقة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قالت إنه لا يوجد أي تحرك عسكري باتجاه ليبيا في الوقت الحاضر من جانب الاتحاد، كما أنها لم تعلق على الوثيقة لا بالإنكار أو بالتأكيد، مشيرا إلى أن الموقف الأوروبي – خاصة إيطاليا وفرنسا – دائما يعربون عن قلقهم من التمدد التركي في ليبيا.
ورأى أن ليبيا انتقلت من مرحلة التدخل الأجنبي إلى التواجد الأجنبي، وأصبحت الدول تريد معالجة الأزمة الليبية من الداخل وليس من الخارج، وهو ما سيفاقم من الأزمة الليبية.
وتابع الجمالي أن طبيعة التحرك العسكري الأوروبي في حالة حدوثه هي التي ستفرض طبيعة العلاقة بين الاتحاد وبين الجهات الليبية المسؤولة.
فيما رأى الخبير الشئون الأوروبية، كامل المرعاش، أن العملية إيريني باءت بالفشل، حيث لا يزال السلاح يصل إلى ليبيا حتى هذه اللحظة، لافتا إلى أن هذا التسريب تقف وراءه فرنسا، وهو ترجمة حقيقية لما طُرح في “برلين-2” لإخراج القوى الأجنبية من ليبيا.
وأضاف المرعاش أن السبب الرئيسي في هذا الفشل الأوروبي هو تردد ألمانيا في اتخاذ خطوات مشددة على تركيا، أو عقوبات، لردعها عن إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، لافتا إلى أن التسريب جاء كون ألمانيا تعيش ظروف سياسية خاصة كون أنه لا يتبقى سوى أيام قليلة للمستشارة أنجيلا ميركل في الحكم، وهي لا تريد أن تلزم المستشارية الجديدة بتلك القرارات.
