وزير خارجية فرنسا رمى «كرة النار» في حضن قيادات لبنان

المفاجأة التي صدمت الدوائر السياسية في لبنان،  أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ، جان إيف لودريان، لبيروت وعقد لقاءات مع القيادات اللبنانية، لم تتطرق لأزمة تشكيل الحكومة، أو أنها لم تكن في مقدمة جدول أعمال الوزير الفرنسي كما كان متوقعا ، فجاءت النتيجة مختلفة تماما لكافة توقعات المصادر الفرنسية واللبنانية.

نعي المبادرة الفرنسية

ويرى سياسيون في بيروت، أن نتيجة زيارة الوزير «لودريان»  كانت أقرب لـ «نعي» المبادرة الفرنسية، واكتفى برمي «كرة النار» في  حضن الطبقة السياسية. موضحا أن هناك بندا وحيدا على جدول أعماله يتعلق بتجديد تضامن فرنسا مع الشعب اللبناني ووقوفها إلى جانبه، واستعدادها لتقديم المزيد من المساعدات في مواجهته لمشكلاته الاجتماعية والاقتصادية، والوقوف على ما يحتاج إليه لتحسين ظروفه المعيشية، وهذا ما بحثه مطوّلاً في لقاءاته التي عقدها مع هيئات المجتمع المدني والجمعيات المعنية برعاية المحتاجين، بعد أن تجاوز عددهم أكثر من نصف الشعب اللبناني.

وقالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن وزير خارجية فرنسا  لم يكن مضطراً للمجيء إلى بيروت ليتولى من منابرها نعي المبادرة الفرنسية، وكان في وسعه أن ينعيها من باريس، لكنه أصر على المجيء للبنان لتحميل الطبقة السياسية مسؤولية التفلُّت من التعهدات التي قطعها جميع الذين التقاهم الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر ـ  في زيارته الثانية لبيروت بعد  انفجار مرفأ  بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020 ـ بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة مهمة خلال أسابيع.

الطبقة السياسية ترقض الانتقال بلبنان من التأزم إلى الانفراج

وأكدت المصادر أن « جان إيف لودريان»،  تجنّب التدخل في كل ما يتعلق بتأخير تشكيل الحكومة، معتبراً أن تأخيرها ناجم عن مشكلة داخلية، وهي ضحية التجاذبات القائمة بين أطراف المنظومة السياسية، مع أن باريس بذلت كل جهد لمساعدة هذه القوى لتجاوز خلافاتها، لكن عبثاً تحاول، وبالتالي يتحملون مسؤولية الأزمة الحاصلة في البلد لتخلفهم عن الالتزام بتعهداتهم للانتقال بلبنان من التأزُّم إلى الانفراج بمساعدة المجتمع الدولي شرط التزام الحكومة ببرنامج إصلاحي واضح يفتح الباب أمام طلب المساعدة المالية والاقتصادية من المجتمع الدولي.

وسأل لودريان – بحسب المصادر – كيف تطلبون منا مساعدة لبنان ونحن بادرنا إلى مساعدته، لكن ما يعيق إنقاذه يكمن في أن الطبقة السياسية ما زالت تمعن في تبادل رمي المسؤولية على هذا الفريق أو ذاك بدلاً من أن تبادر إلى مساعدة لبنان ليقوم المجتمع الدولي بمساعدته؟

رسائل زيارة وزير خارجية فرنسا

وداخل المشهد السياسي اللبناني، تتضح صورة زيارة وزير خارجية فرنسا ، بأنها جاءت بهدف توجيه رسالتين :

  • الأولى رسالة  للطبقة السياسية بأن التدابير والإجراءات الخاصة بفرض عقوبات على المسؤولين عن عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة،  ليست بهدف التهويل، وإنما سترى النور في وقت قريب،  بعد أن أغلقت الطبقة السياسية الأبواب أمام الجهود الفرنسية لإزالة العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة،رغم  أنها عقبات لا مبرر لها، ما دام لبنان يتدحرج بسرعة نحو السقوط النهائي.

منع الانتحار الجماعي

وكان «لودريان» واضحا ومحددا في هذه الرسالة ، بحسب تصريحاته صباح امس في قصر الصنوبر، مقر السفارة الفرنسية، قبل مغادرته لبنان، قائلا:  من الملح أن يخرج لبنان من المأزق السياسي الحالي وهذه رسالتي، ولقد عبرت بصراحة عن هذا الأمر خلال لقاءاتي مع الرؤساء الذين قابلتهم من منطلق أنهم معنيون دستوريا بالاتفاق على حكومة، ولاحظت أن الفاعلين السياسيين لم يتحملوا لغاية الآن مسؤوليتهم ولم ينكبوا على العمل بجدية من أجل اعادة نهوض البلد.أنا هنا من أجل تلافي هذا النوع من الانتحار الجماعي، وإذا لم يتحركوا منذ اليوم بمسؤولية فعليهم تحمل نتائج هذا الفشل ونتائج التنكر للتعهدات التي قطعوها. نحن نرفض ان نبقى مكتوفي الأيدي أمام التعطيل الحاصل، ولقد بدأنا باتخاذ خطوات تمنع دخول المسؤولين السياسيين المعطلين والضالعين بالفساد الى الأراضي الفرنسية، وهذه ليست سوى البداية واذا استمر الأمر، فإن هذه الخطوات ستزداد حدة وستعمم وستكمل بأدوات ضغط يمتلكها الاتحاد الأوروبي وبدأنا بالتفكير بها معه.

  • والرسالة الثانية، تكشف عن  احتضان  فرنسا للجمعيات والمؤسسات المنتمية إلى المجتمع المدني، في محاولة لتزويدها بلقاح سياسي يمكّنها من مواصلة انتفاضاتها ضد المنظومة الحاكمة، التي تتحمل مسؤولية التمادي في قطع الهواء عن لبنان ليستعيد دوره المتوسطي.

وكان لافتا تخصيص وزير خارجية فرنسا نحو ساعتين للقاء مجموعات الحراك الشعبي المعارض، ونحو 25 دقيقة للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون و37 دقيقة مع رئيس البرلمان نبيه بري.

دعم فرنسي للمجتمع المدني في لبنان

وفي هذه الرسالة، قال وزير الخارجية الفرنسي، لقد قمت بزيارتي لهؤلاء اللبنانيين الملتزمين الذين يعملون للمحافظة على مستقبل لبنان ونموذجه المجتمعي، والتعايش والانسجام السلمي بين طوائفه وثقافته وهذا ما يشكل قوة وحدة لبنان وفرادته. من هنا فإن دعمنا مدارس لبنان أساسي ففيها تشكل المواهب المستقبلية لهذا البلد ويترسخ تماسكه. ولقد ساعدنا نحو أكثر 180 مدرسة وقررنا المحافظة ودعم صندوق المخصص لمدارس الشرق الذي سيؤمن مجددا نحو أكثر من 22 مليون يورو للمدارس الفرنكوفونية المسيحية في لبنان.. وأكثر ما لفتني في لقاءاتي هو حيوية المواطنين اللبنانيين ومقدرتهم على الابتكار والحداثة وقد شعرت بعنصر القوة لديهم، ولا أعرف اذا كان المسؤولون السياسيون اللبنانيون يشعرون بها لكن أتمنى ذلك، وهذه القوة علامة للمستقبل تمكنني من القول إن لبنان سيجد فرصة للتجدد من خلال قواه الحية.

وفي تعبير واضح عن هدف زيارته للبنان، أكد «لودريان»، أنه أنهى مهمته  بتصميم حول متابعة الضغوط على المسؤولين من أجل احترام تعهداتهم .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]