وفد الحكومة السورية يصل جنيف للمشاركة في محادثات السلام الأربعاء

لم ينقطع الحديثُ عن ضرورة عودة سوريا​ إلى الجامعة العربية​ بعد نحو 10 سنوات على تعليق عضويتها كأحد وسائل حماية الأمن القومي العربي، ومواجهةِ التدخلات الخارجية في المنطقة.

أحدثُ هذه الدعوات جاءت على لسان وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد​ الله بن زايد آل نهيان، قبل أيام، وشدد فيها على ضرورة التعاون الإقليمي لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها.

الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط من جانبه، أكد أن سوريا دولةٌ عربية مؤسِّسَةٌ في الجامعة، وأن عروبتَها ليست محلَّ نقاش، وتعليقَ عضويتها هو مجردُ أمر غيرِ دائم.

أما وزير الخارجية المصري، سامح شكري، فقال إن عودة سوريا إلى الحاضنة العربية أمرٌ حيوي من أجل صون الأمن القومي العربي، مضيفا أنه يُفترض أن تُظهرَ سوريا بشكل جِدي الإرادةَ للحل السلمي.

خارجَ هذا السرب، غردت قطر بقول وزير خارجيتها، إن أسباب تعليقِ عضوية سوريا في الجامعة العربية ما زالت قائمة.

توافق الأعضاء

بداية، قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إنه لا يوجد توافق بعد حول اتخاذ القرار بفك التجميد عن سوريا، مؤكدا أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية مشروط بتوافق الأعضاء ولا اختراق جديد في المواقف.

وأضاف زكي، خلال برنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشة الغد، أن مثل هكذا قرارات تتخذ من مجلس جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن الجانب السوري لم يكن مرحبا بقرار العودة، وذلك لاعتبارات سياسية.

وأوضح زكي: لم نستمع لمرة واحدة إلى تصريح إيجابي من جانب دمشق في هذا الاتجاه، لكن في كل الأحوال هو بالفعل قرار مجلس الجامعة، ويجب أن يتخذ هذا القرار غذا أراد تحقيق هذه الخطوة”.

سوريا لم تسعَ

من جانبه، قال عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن هذه الخطوة لها شقان، كما هو معروف، الشق الأول يتعلق بالعلاقات “العربية العربية” وشق آخر يتعلق بالأوضاع الداخلية في سوريا.

وأضاف الشوبكي، لا يوجد قرار من مجلس جامعة الدول العربية، ولا يوجد ما يمكن أن نسميه بالتوافق على مثل هذه الخطوة، لا سيما وأن الجانب السوري لم يبد سعيا من أجل العودة لجامعة الدول العربية”.

كما أوضح الشوبكي، أن “سوريا هي البلد الأكثر مأساوية من حيث عدد الضحايا، وبها أكبر نسبة تهديم لأحياء ومدن بكاملها”.

العودة ضرورية

وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق، الدكتور بسام أبو عبد الله، إن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مصالحها في سوريا، وأن هناك حربا عدوانية على الشعب السوري والدولة السورية.

وأضاف أبو عبد الله، أن بعض المعارضة السورية لعبت دور المستضعف، وتريد تقديم المظلومية، موضحا أن الإصلاحات الداخلية بالفعل مطلوبة ولكن مطلوبة بحوار (سوري سوري) وليس عبر استخدام الولايات المتحدة الأمريكية.

وأردف أبو عبد الله، “تجميد عضوية سوريا كان مخالفا لميثاق الجامعة، وعودة دمشق للحاضنة العربية ضرورة، لأن عدم وحوج عامل عربي في المنطقة أدى إلى تغول تركيا في قضايا المنطقة”.

التدخلات الخارجية

بينما أكد الباحث في العلاقات الدولية، فراس النعسان، أننا كنا بحاجة لمن يبدأ بهذا النداء، وهذه المبادرة لإعادة سوري،ا وإيقاف التجميد منذ عام 2011، ولكن المشهد السوري أكثر تعقيدا من السابق.

وأضاف النعسان، أن الجانب السوري لم يرد على دعوة الشيخ عبد الله بن زايد، ووجدنا الجانب القطري يتحدث عن معضلات، وبالتالي التوافق العربي على هذا الأمر لم يتوفر حتى الآن.

ويرى النعسان، أن المصالح تلعب دورا كبيرا في موضوع سوريا، وأن التدخلات الخارجية هي من دمرت وعقدت المشهد السوري، وبالتالي لا يوجد حوار مشددا على ضرورة فتح حوار عربي للخروج بحل.

رحيل الأسد

واختتم الخبير في القانون الدولي والمعارض السوري المستقل، بسام طبلية، حديثه بأن المعارضة السورية تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، مضيفا أن النظام السوري يجب أن يبادر للعودة إلى الجامعة العربية.

وأوضح طبلية، أن بعض الدول رأت أن هناك عرقلة من وفد النظام السوري، وأن النظام السوري لا يريد التقدم باتجاه حل سياسي لأنه يدرك أن أي حل سياسي سيخرجه من معادلة الحكم.

وتابع طبلية، كافة الدول تركض إلى خلف مصالحها بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية”.

تتواصل، اليوم الثلاثاء، بجنيف عبر تقنية الفيديو كونفرنس أعمال الاجتماع الثامن عشر للدول أعضاء اتفاقية اتوا ، لحظر إنتاج وتخزين ونقل واستخدام الألغام المضادة للأفراد لعام 2020.

وقال السفير عثمان أبو فاطمة نائب المندوب الدائم للسودان بجنيف رئيس الاجتماع، إن رئاسة السودان لهذه الدورة تمثل فرصة لعكس ما يمكن أن يقوم به السودان في الحلبة الدولية ويبرز قدرات كوادره في إدارة وتنظيم الملتقيات والمنابر الدولية، بجانب التعريف بالتحولات الإيجابية التي يشهدها في ظل التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر الشعبية المجيدة على الصعد كافة.

ومن المنتظر أن تشهد أعمال اليوم برنامجا مصاحب حول اتفاق جوبا لسلام السودان وعودة شركاء وقادة السلام للخرطوم، يتحدث فيه ياسر عرمان القيادي بالجبهة الثورية واللواء ركن (م) يس إبراهيم وزير الدفاع رئيس وفد السودان المشارك في أعمال الاجتماع.

استضافت الأمم المتحدة، مؤتمر رابطة العالم الإسلامي حول «مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف وآليات تنفيذها»، وذلك بمشاركة رؤساء حكومات وبرلمانات وقادة أديان ومفكرين وأممين و 44 متحدثاً دوليًّا.

وأطلق الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، من مقر الأمم المتحدة في جنيف، مبادرات “تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تنفيذها”، في مؤتمر دولي شارك فيه رؤساء حكومات ورؤساء برلمانات، وسفراء أمميون، ونخبة من كبار قادة الأديان والفكر وعدد من الأكاديميين ذوي الاختصاص.

وأكد العيسى، أن هذه المبادرات تستهدف تحصين الشباب ضد أفكار التطرف العنيفة أو المحرضة على العنف، وتبرز من جانب آخر مواصفات الشخصية الدينية والوطنية، مشددا على مسؤولية مؤسسات التعليم حول العالم تجاه تحصين الشباب، من كافة الأفكار المتطرفة أيا كان موضوعها دينيا كان أو غيره، وذلك من خلال إيجاد مناهج دراسية “بأنشطَة تفاعلية” ترَكز على ترسيخ القناعة بحتمية الاختلاف والتنوع والتعدد في عالمنا، وأنه في إطاره الإيجابي يمثل إثراءً للبشرية ويعزز من قدراتهم ووحدتهم، إضافة إلى ترسيخ القناعة بأن الصدام الديني والإثني والفكري يُمثل مخاطرة تطال الوئام المجتمي والسِّلْم العالمي.

كما أكد العيسى، أن ترسيخ حتمية الاختلاف والتنوع واستيعاب الآخر مسؤولية التعليم والأسرة ومنصات التأثير.

وشدد العيسى على أهمية تنقية الخطاب الموجه للشباب خاصة من كل ما يؤجِّج الصراعَ والكراهية، ويثير العِداءَ والعُنصرية، مع تقرير مبدأ المساواة العادلة بين البشر، وتفهم واحترام اختلافهم وتنوعهم الطبيعي باعتبار ذلك أرضية مهمة لسلام ووئام الأمم والمجتمعات، منوهاً إلى أهمية نشر قيمة السماحة والتسامح، ورفض سلبيات الكراهية والعنصرية والتهميش.

وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام للرابطة، الجهات المسؤولة في كل دولة، إلى إيجاد البرامج الفعالة لتعزيز دور الأسرة في صياغة عقلية الأطفال وصغار الشباب صياغة سليمة، وإيجاد البرامج الفعالة وبناء الشّراكات المتعددة لدعم الوئام الديني والثقافي والإثني في دول التنوع، وخاصة التي تعاني من إشكاليةٍ أو تهديدٍ في الاندماج، بالتوازي مع سَنِّ تشريعاتٍ للحد من خطاب الكراهية والعنصرية والتهميش.

وأكد أن على المؤسسات الدينية والفكرية استشعار مسؤوليتها نحو التصدي لأفكار التطرف والعنف والإرهاب، بالدخول في تفاصيل أيديولوجيتها وتفكيكها بعمق ووضوح، مطالبا في الوقت نفسه من منصات التأثير الديني والفكري أن تقدم خطاباً يتجاوز مخاطبة المشاعر والعواطف إلى مخاطبة المنطق والواقع.

وقال العيسى، إن من المهم كذلك منع تصدير أو استيراد الفتاوى والأفكار الدينية خارج ظرفيتها المكانية، على أساس أن الوعي الديني المستنير مرن، يراعي تغير الفتاوى والمواعظ الدينية، بحسب الزمان والمكان والأحوال، فالدين جاء رحمة للعالمين محققاً لمصالحهم التي تستقيم بها أحوالهم، مؤكداً في هذا الصدد على أن التطرف مرفوض في جميع الأحوال.

كما شدد العيسى على أن “الوعي يدرك أن القِيَمَ بإيجابية انفتاحها وسماحتها ومنطقها الحضاري هي المنتصرُ الحقيقيُّ في الحوار الموضوعي”، مضيفاً “إن فِطرةَ الإنسان سويةٌ نقيةٌ، فهو لم يُخلق شريراً، ولا عنصريًّا، ولا كارهاً، لكن سلبياتِ البيئات التعليميةِ والأسريةِ والمجتمعية في عالمنا، وسلبياتِ المساجلاتِ السياسيةِ هي التي تخلق تلك الأجواء المهددة للوئام والسلام، وتصرفُ الإنسانَ عن فطرته السوية”.

وحذر من أن أكثرَ الجدلياتِ خطورةً، هي المساجلات الخاطئة بين أتباع الأديان، وما تُفضي إليه في كثير من الأحيان من ازدراءٍ متبادَل بينهم، وهي ممارسة عبثيةٌ، لها تاريخ طويل، تَتِمُّ مواجهتها من قبل المصلحين والحكماء بالرفض والاستهجان، مؤكداً في هذا السياق على أهمية الحوار الموضوعي والفعال بين أتباع الأديان والثقافات وأهمية أرضية انطلاقة هذا النوع من الحوار وهو احترام الآخر وحقه في الوجود، وجميعنا ندرك أن هذا الازدراءَ الصادم البعيد عن الحوار الموضوعي كان أحدَ أهمِّ أسباب الصدام الحضاري وتصعيدِ التطرف من الجانبين، والخاسرُ في ذلك الجميعُ، مع تهديد أمن الدول والمجتمعات من خلال ردود فعل التطرف العنيف.

من جانبه، أكد مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، أن طموحات الإرهابيين توسعت إلى حد تشكيل جيوش منظمة وغزو وسائل التقنية الحديثة، فتحولت من ممارسات فردية عشوائية إلى ظاهرة جماعية منظمة، خلقت حالة من عدم الاستقرار حول العالم.

وشدد مفتي الديار المصرية، على أن السبيل إلى مواجهة هذه الأفكار الهدامة للبشرية، هو التعاون والتكاتف بين دول العالم ومنظماته، بتشخيص المشكلة وبناء الآليات التي تواجهها، وسَنِّ القوانين الحاسمة والحازمة للقضاء عليها، مضيفاً أن “على المؤسسات المعنية -وفي مقدمها المؤسسات الدينية- مواجهةَ أفكار التطرف بالمتابعة والتحليل، ورصد تطور هذه الأفكار من جذورها التاريخية”.

بينما قال وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإرهاب بات أخطر أمراض عصرنا، إذ أصبح إلكترونيًّا وعابراً للحدود والقارات، وأكثرَ انتشاراً وأسهلَ انتقالاً من كل الفيروسات.

وأشار إلى أنه يجب علينا جميعا أفراداً ودولاً ومنظماتٍ أن نعمل سويًّا على أرضية إنسانية خالصة، فلا تنمية ولا ازدهار ولا تقدم ولا اقتصاد للعالم بلا أمن، ولا أمن مع الإرهاب، ولا قضاء على الإرهاب من دون حماية شبابنا من التطرف”.

وذكر الأمين العام لمنظمة التنسيق بين المجتمعات السيد يوهان جورفينكيل، إن هذا المؤتمر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي نداء إلى العالم بأكمله للاتحاد في مواجهة أفكار التطرف والعنف، وخطابات الكراهية والخوف من الآخر، وأن نحصن الأطفال والشباب من الوقوع في مطب خطابات الكراهية، التي يتم الترويج لها من خلال المدارس والجامعات والانترنت وغيرها.

وقدم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، بوعبدالله محمد غلام الله، شكرَه لرابطة العالم الإسلامي ممثلة بالدكتور محمد العيسى، إذ تبرز بجهودها العالمية القِيَمَ الإسلامية الحقيقية التي تتفهم رسالة الإنسان الإنسانية، مؤكداً أن الإسلام بما يمثله من قيم والمسلمين بما يمثلونه من كثافة لا يصح إلا أن يكونوا في شراكة حقيقية مع أتباع الأديان والثقافات لخدمة الإنسانية.

كما شددت رئيسة أكاديمية (اريت جنيف) سيبيل روبريشت، على أهمية التعاون لترسيخ ثقافة التنوع واحترام الهوية وتعزيز الاندماج الوطني ووقاية الشباب بإشراكهم في قيادة الرأي وخدمة المجتمع.

وأردفت روبريشت”أن وسائل التواصل الاجتماعي اجتاحت بتأثيرها الشباب بصورة واسعة، فباتت الجماعات الإرهابية تستغلها لبث رسائلها، وتجذب إليها الشباب من حول العالم”، مؤكدة أن التطرف العنيف هو خطر يستهدف علاقات المجتمع ويسبب انقسامه ويهدد كافة الجماعات الإنسانية”.

واعتبر نيافة عضو المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، المونسنيور خالد عكشة، أن “وثيقة مكة المكرمة” من ملامح الأمل المعاصر في تعزيز السلام والوئام حول العالم ومواجهة خطاب التطرف والكراهية، مؤكداً أن العنف الأعمى المتستر بالدين يستدعي ضرورة مناقشة بيئات التطرف والعنف بحثاً عن معالجتها والوقاية منها، وخصوصاً وقاية فئة الشباب التي تعدّ فئة مرغوبة لدى من يريد ترويج أفكار وأيدولوجيات متطرفة أو عنيفة، سياسية كانت أو دينية أو غيرهما.

وستحفل الجلسة الختامية للمؤتمر بمداخلات لرؤساء حكومات وبرلمانات وعدد آخر من المفكرين والسياسيين.