يسرى السيد يكتب: الحرب الناعمة لتدمير الداخل العربى

نعم هى حرب لتدمير الداخل العربى وبشكل ناعم  …

هى حرب أخطر بكثير  من كل انواع الحروب ، بل لا تقارن بحروب الجيوش المسلحة  ولا حتى حروب التطرف والارهاب … لأن الهدف هو  تدمير الاسرة العربية من الداخل  وبنعومة وامام اعيننا جميعا …

اقصد الدراما غير العربية  التى تجتاح بيوتنا وفى مقدمتها الدراما الهندية والتركية خاصة بعد دبلجتها للعربية …

فى البداية انا لست ضد عرض اى دراما او فنون غير عربية للمشاهد العربى حتى يتسع افقه ويرى فنون العالم كله ليقف على مدى تقدمه من ناحية ، ومن ناحية اخرى .. هذا هو  حوار الحضارات من خلال الفنون التى تتميز باتساع قاعدة متابعيها ….

·        ثانيا : انا ضد اى انواع من الرقابة أو فرض حواجز ضد  افكار بعينها ….

لكن بشرط من توافر شروط  تكون بمثابه الحصن المنيع الذى يجعلنا نقف فى موقف المحاور وليس المبهور  أوالمندهش الذى يسهل اقتياده  الى الجحيم

تعالوا نناقش بعض القضايا لنبرهن على وجهة نظرى لتكون بداية للحوار الموسع :

·        فى البداية عندما كانت هناك سيطرة للدراما  والسينما بل والفنون المصرية على منافذ الاعلام والثقافة فى العالم العربى كله  ..

–         لم يمنع ذلك من ظهور دراما وفنون خليجية وسورية وجزائرية وتونسية .. الخ

–         لم يمنع  نجوم فن الغناء المصرى من محمد عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة .. الخ  من ظهور بل واحتضان مواهب  سورية ولبنانية وعراقية وخليجية ومغاربية .. بل كانت القاهرة هى بوابة الشهرة لهم ولم يسأل المصريون انفسهم ماهى جنسية فريد الاطرش ايه ولا جنسية فيروز او صباح او فايزة احمد او وردة  .. الخ … ايه ؟!

–         لم يسأل احد من المصريين ماهى جنسية او اصول نجيب الريحانى او استيفان روستى .. الخ  او ديانتهم  ايه ؟

–         حتى التليفزيون المصرى عندما انشئ كان يطلق عليه التليفزيون العربى  …

–         والفيلم السينمائى المصرى كان يطلق عليه الفيلم العربى  …

–         والمسلسل التليفزيونى المصرى كان يطلق عليه المسلسل العربى  …

كان كل ذلك كان  قبل ظهور مسلسلات او افلام من هذا القطر العربى أو ذاك

وهكذا  كان الاتجاه العروبى لمصر هو السائد ….

لكن مع المحاولات المستيمتة لتقزيم الدور المصرى فى المنطقة … توالت المخططات والمؤامرات التى اشترك فيها  للاسف بعض الاشقاء ايمانا منهم بان تغييب الفن والثقافة والفكر المصرى عن الساحة قد يجعل منهم عمالقة يرثون الدور المصرى ويحلون محله  …

ومع ذلك وتجاوزا … لا خطر فى ذلك  اذا كان الفن العربى من هنا او هناك يصعد للساحة ….

لم نقلق على سبيل المثال من صعود الدراما السورية يوما ما قبل 2010….

وقلنا وقتها بالعكس سيخلق ذلك مناخا من المنافسة الفنية التى تحفز على الابداع  من كافة الاقطار العربية

المهم يكون الفن والابداع فكرا تنويريا يدفعنا الامام ولا يجرنا للخلف !!

وبعيدا عن الفن  القادم من اى قطر عربى ولا خطر منه طبعا بشرط عدم وضع فنون الدول الاخرى او رموزها فى ثلاجة التجميد …!!

 الخطورة الكبرى  التى اتحدث عنها  اليوم وتحدث عنها من قبلى الكثيرون ومازالت تستشرى هى الدراما التركية او الهندية او الايرانية .. الخ

–         فى البداية انا اتفهم  بموضوعية ضد العاطفة حقوق الايرانيين او الهنود او الاتراك  بل والغرب قبلهم .. الخ فى فرض سيطرتهم  الثقافية على المنطقة  كجزء من السيطرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التى يسعى الكل لاكتسابها !!.. لانها الحرب ومن حق كل طرف ان يكسب ..

لكن العتاب والمشكلة عندنا نحن … كيف نسمح لأى احد بالتهامنا ونحن نقدم لهم السكين الذى يذبحوننا به ؟!

و ما كان سيتم ذلك لو كانت هناك قوى عربية مواجهة لهم باستغلال الاموال والخبرات فى انتاج اعمال تملأ الساحة ولا تتركهم وحدهم فى الساحة

المسألة  بجد  خطر وأكبر مما نتصور

 يجب ان ندرك انها اصبحت  حربا وصراعا لفرض السيطرة  والنفوذ  فى البداية ثم تدميرنا فى نهاية المطاف ،  وليس الأمر مجرد  فنون او مسلسل هنا وهناك

هى حرب لفرض نموذج الحياة التركى او الهندى او الايرانى على الحياة العربية والدعوة للهجرة الزمانية او المكانية اليهم او الى  الغرب حتى يتم تفريغ اوطاننا من أهلها ليسهل التهامها !!

والاخطر من ذلك ان الامر يتعدى السيطرة الشكلية  الى تدمير الاسرة من الداخل ،

واذا تم تخريب الأسرة فقل على المجتمع ثم الدولة السلام  …

 نعم الفارق بين الحروب العسكرية وحروب الفنون  كبير …

النوع الاول ظاهر يمكن مواجهته ..

أما الآخر فهو كالفيروس لا تشعر به الا وقد تمكن من الجسد ووقتها قد يكون الجسد فى نزعه الآخير الذى لا ينفع معه دواء ولا جراحة  …

–         فى البداية حين يكون الغلبة للفن العربى ولا أقول للفن المصرى او الخليجى او السورى او المغاربى .. سيكون هناك ترويج للقيم العربية ، حتى حين نناقش امراضنا هنا وهناك على شاشات وصفحات فنونا  وصحفنا يكون الهدف هو الاصلاح وليس الهدم !!

 نظهر الجوانب الايجابية فى مجتمع ما فى عالمنا العربى التعميمها  فى باقى المنطقة ، والعكس صحيح

تعالوا ندخل الى حلبة المواجهة اقصد النقاش  : –

·        فى البداية اخطر ما فى الامر فى البداية هى عمليات الدبلجة الموسعة من اللغتين الهندية والتركية  مثلا الى العربية او بالاصح باللهجة الشامية حتى تتناسب مع مظهر وملامح الفنانين ، وبالتالى يتعامل معها المشاهد العربى على انهما مسلسلات عربية بكل ما يعنى ذلك من معان  ف “الابطال يتحدثون اللغة العربية التى نتحدث بها ومع مرور الوقت يقارن  المشاهد نفسه بهولاء الابطال  و في هذه الأثناء ينفر المواطن من نمط حياته ويتبنى تلك الأعمال الدرامية وبالدرجة التي تجعله يربط هؤلاء الأشخاص الذين يتابعهم في الدراما بالأدوار التي يقوم بها في حياته”.!!

·        ثانيا : عنصر الوقت … هناك مسلسلات تعرض كل يوم فى المرة الواحدة نحو 3 ساعات وتعاد اكثر من مرة  فى اليوم ، يعنى بحسبة بسيطة هناك ملايين النساء من ربات البيوت يتسمرن اكثر من 5 ساعات امام مسلسل او اثنين ، ضاربة عرض الحائط باسرهم واحتياجاتهم المنزلية اليومية .

·        ثالثا : ان هذه المسلسلات بما تطرح من قضايا تصرف اهتمام النساء العربيات عن واقعهن ويهربن منه الى مسلسلات تركز على  الإبهار والإثارة  وتبرز جماليات المكان والأشخاص والطبيعة والعلاقات الرومانسية .. وكلها اشياء قد لانراها على شاشاتنا العربية رغم ثراء البيئة العربية من جهة ، وفى نفس الوقت تصدير هذه الصور باعتبارها هى نمط الحياة هناك ، وللدرجة التى اصبحت الفكرة السائدة لدى النساء ان كل الاتراك هم  الشاب  مهند وكل الهنود هم  الشاب  ارناف!! وكل البيوت فيلات وقصور …

واصبح حلم كل فتاة ان ترتبط بمهند او ارناف !!

·        رابعا : ولم يقف الامر عند  ذلك بل اصبحت البيوت عندنا مجرد  جحور بجوار فيلات وقصور المسلسلات الهندية والتركية التى تتناثر الورود هنا وهناك وكلها على شاطئ البسفور !!

·        نقول كمان  ولا كفاية ….  

–         احدى الدراسات العلمية درست اثر هذه المسلسلات على المرأة الصعيدية فى مصر وهى تنتمى الى بيئة محافظة جدا اذا ما قورنت بالبيئات المصرية المختلفة….

–         تكشف الدراسة : ” أن المرأة الصعيدية تأثرت بدرجة كبيرة بها، بلغت حد التوحد مع بعض شخصيات المسلسلات، كما رصدت عددا من الحالات الغريبة لنساء من الصعيد وبينهن مدرسة علم نفس بإحدى المدارس الثانوية ارتدت الزي الأسود لمدة أسبوع حزنا على وفاة إبراهيم باشا في مسلسل حريم السلطان، في حين عصت سيدة أخرى يمين طلاق زوجها أسوة بشخصية “هيام” في نفس المسلسل. …قائلة : أنا تعلمت كيف تكون لي شخصية مثل هيام، فزوجي حلف بأن لا أخرج وخرجت”.!!

 وتحلم فتاة من بعض عينات الدراسة بشخصية أمير في مسلسل “فريحة”، بأنها تحبه وتجالسه، وفتيات أخريات يحلمن بأنهن يقابلن كريم ومهند أو يتزوّجن مثلهما.

–          كما رصدت الدراسة رجلا يشكو من أن زوجته تقضي طوال اليوم أمام التلفاز لمشاهدة المسلسلات التركية، وقال “هي تتصور أن الرومانسية التي يتضمنها المسلسل ممكن أن تكون في الواقع، وتطالبني بأن أعاملها برومانسية مثل مهند”.

·        ومن مصر الى الدول العربية … رصدت بعض الصحف العربية  الكارثة فى عناوين بعض الاخبار والتحقيقات واليكم عينة منها  حتى تدركوا معى حجم الكارثة :

–          “-طلاق امرأة أردنية بسبب بطل في المسلسل التركي. -خليجية تطلب من عريسها تغيير اسمه إلى «مهند».

–         – زوجة تقول لزوجها: “يا ليتني أنعم بليلة واحدة في سرير البطل..!!!”…تلجم  لسان الزوج ولم ينطق إلا بالطلاق.

–         – استعدادات واسعة في العاصمة الأردنية لاستضافة بطلي المسلسل التركي.

–          – مواطن أردني يقدم على طلاق زوجته لوضعها صورة البطل على هاتفها الموبايل؛ فدبت الغيرة في قلبه!!

–         – «نور» و«مهند».. حديث الناس في العراق!!

–         – إدارة الأحوال المدنية بمنطقة الرياض تسجل في الشهور الأخيرة ما يقارب حوالي 700 طفله باسم لميس.

–         – أردنى يوسع زوجته ضرباً بسبب بطل المسلسل التركي.

·        رابعا : تعالوا نناقش  بعض المضامين التى اشارت لها بعض الدراسات فى  بعض المسلسلات التركية من ” الصداقات العميقة و الحنونة بين الجنسين و التي تحل محل الزواج ثم يكون جراءها حمل غير شرعي المفارقة عندما تحظى الفتاة بمباركة ذويها بعد جفاء بسيط لا يذكر اي يكون هناك تمييع للقيم الاجتماعية ما قد يخلق فوضى و يخلخل بنيان العلاقات الاسرية و يدفع بالشباب الى محاكاة هؤلاء النجوم و تقليد تصرفاتهم في المأكل و الملبس و السلوك

·        هل انتهى الكلام ؟

–         لا

اصرخ :

لكن لو كانت لدينا دراما عربية تواجه  هذا الطوفان ما كانت هناك مشكلة ….

لكن الكارثة  اننا فى ظل انشغالنا بالحروب هنا وهناك….

والنار المشتعلة هنا وهناك….

والازمات الاقتصادية هنا وهناك….

 تركنا بيوتنا لهذه الدراما التى قد تقضى على الاسرة العربية حتى يسهل بعد ذلك التهام الوطن المفكك كله ….!!

 

·        للتواصل مع الكاتب

yousrielsaid@yahoo.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]