يسري السيد يسأل عمرو موسى: لماذا كل هذا «الغل» لجمال عبد الناصر؟ (1)

 

نعم أنا من المعجبين بشخصية عمرو موسى، ومعجب بالـ”كاريزما”، التي يتمتع بها وباعتزازه بنفسه من جهة، وبمصريته من جهة أخرى، وهي أمور تجعلنا نقف بفخر لكل من يتمسك بها، وقد ظهر ذلك جليا في العديد من الأحداث، التي يرويها موسى، أو التي شاهدتها بنفسي فيه، طبعا هناك فارق كبير بين التعالي والغرور، وبين الثقة والاعتزاز بالنفس وبالوطن، الذي ننتمي إليه.

ومع صدور مذكراته، التي تحدث فيها عن سيرته الذاتية في الدبلوماسية، والحياة السياسية المصرية، والمناصب الرفيعة التي تقلدها، سواء في العشرية التي شغل فيها منصب وزير الخارجية المصرية (1991ــ 2001)، أو في العقد الذي قضاه أمينا عاما للجامعة العربية (2001 ــ 2011)، بخلاف سنوات عمله في الوفد المصري بالأمم المتحدة في ستينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ــ  كل هذه المناصب والأحداث التي عاصرها وعاشها عن قرب جعلته منجما بحق لأسرار وكواليس وكوابيس الكثير من الأحداث الكبرى التي عاشتها مصر والعالم العربي من محيطه إلى خليجه في النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى يومنا الحاضر.

في البداية المذكرات التي اختار لها عنوان «كِتَابِيَهْ»، مستمدة من الآية القرآنية الكريمة «فَأَمَّا مَنْ أوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ» (الحاقة ــ 19)،  تجعلنا ندخل إليه بثقة ويقين أن ما فيه هو الصدق بعينه، على الأقل من وجهة نظر صاحبه، لأنه يضع ما يقوله  بين يد الله عندما استوحى عنوان مذكراته من الآية الكريمة مستخدما لفظ “كِتَابِيَهْ”، الذي يوحي بالوقوف بين يدي الله يوم الحساب.

لن أتوقف كثيرا:

 عند آرائه فهو حر فيها..

أو عند ذكرياته فهي ملك له..

أو عند أحداث عاشها، فهو مسؤول عن نقلها بصدق، وغير ذلك، سيكشفه قطعا آخرون عاشوها.

لكن ما أتوقف عنده بعض الأشياء غير المنطقية -من وجهة نظرى على الأقل- وسوف أحاول مناقشتها بالعقل والمنطق وأتمنى أن أجد إجابة لها عند الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى، وأنا أعرف عنه ذكاءه وقدرته الكبيرة ليس للدفاع عن وجهة نظره فقط، لكن الانتصار لها أيضا.

سر العداء

في البداية نشأة عمرو موسى الوفدية، كما يقول، وفى أسرة كان والده عضوا في البرلمان عن الوفد، ومن خلاله وأسرة والدته عرف كل قيادات الوفد مثل مكرم عبيد ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.. إلخ وحدثهم وحدثوه.

لكن.. يبدو أن النشأة الوفدية وأسبابا أخرى جعلته يناصب الزعيم جمال عبد الناصر العداء غير المبرر، رغم إنه دخل الجامعة في عهده، وجادل مدير الكلية لخفض درجات القبول بكلية الحقوق عن 60% ليلتحق بها، وهو الحاصل على 58% -لم يكن قد ظهر نظام التنسيق بعد- وتوظف فى عهده بدون واسطة وبدون أن يتأذى بسبب انتماءاته وأسرته الوفدية طوال فترات عمله.

وأنا هنا لا أناقشه في آرائه، ولكن فقط أناقش الأسباب التي أدت لتكوين آرائه، التي تعكس تحيزا على الأقل غير علمي ضد عبد الناصر وغيره من الزعماء الذين تعامل معهم وسأذكر بعض الأمثلة للتدليل على ذلك وليتسع صدر الدبلوماسى المخضرم عمرو موسى:

الخدم

في البداية يقول موسى، إن عبد الناصر كان يرسل “من يخدمونه” لإحضار أصناف معينة من الطعام الخاص بـ«الرجيم» من سويسرا ثم يراجع موسى نفسه، قائلا: كانت أشياء بسيطة.

وأنا في البداية أعرف أن من يتبع نظاما غذائيا لا يحتاج كميات قليلة منه، لأنها تغنيه عن الأكل الآخر، فإذا أرسل عبد الناصر مرسالا “رجل ضخم الجثة” إلى سويسرا.. ألم يكن أجدى به إحضار كميات أكبر تكفيه لمدة طويلة أم أن سويسرا كانت مجرد “فركة كعب” وقتها  يحضر منها الغذاء طازة أولا بأول.

ثانيا: هل يتوافق ذلك مع شخصية عبد الناصر الزاهدة والرافضة لاستغلال منصبه أو استنزاف أموال الرئاسة في أمور تخصه، والأدلة كثيرة، منها رفضه إنشاء حمام سباحة في بيته لأطفاله من أموال القوات المسلحة، ولو فعل ما تكلم أحد، وقتها أو الآن، والدليل الأكثر وضوحا حجم ثروته التي تركها لأولاده، وهي عدة مئات من الجنيهات بعد الاستدانة بـ”استبدال” جزء من معاشه لتجهيز ابنته.

ثالثا: تقول على لسان الرجل ضخم الجثة، إن عبد الناصر يعيش مثل الشعب “الرجل يأكل فول وجبنة زي باقي الشعب”، فهل من يفعل ذلك يرسل هذا الرجل لإحضار غذاء للريجيم من سويسرا، وفي نفس الوقت يصفه الرجل بأنه زي الشعب يأكل فول وجبنة.

رابعا: أنا لم أفهم كيف تنازل عمرو موسى عن اعتزازه بشخصه -كما نعرف ويحكي هو من خلال العديد من الحكايات داخل المذكرات- على الأقل وهو يقول لنا في البداية: إن عبد الناصر كان يرسل “من يخدمونه”.. ثم يقول “وكنت أنا المسؤول عن تسليمها له”، قاصدا أغذية الريجيم التي كان يذهب لشرائها، ومعرفتي بشخصية موسى الطاووسية تمنعنى عن تصديق أنه انضم لمن وصفهم بالخدم لعبد الناصر لشراء الغذاء له، إلا إذا كان الهدف الأكبر هو تشويه عبد الناصر، وهو ما لم تنجح فيه المخابرات الأمريكية، وهي أشد أعدائه حين قالت الجملة الشهيرة بعد التفتيش في ملف عبد الناصر: “فتّشنا في الملف ولم نجد رذيلة لجمال عبد الناصر”.

بعيدا عن الخدم

ومع ذلك تعالوا نبعد عن هذه الواقعة التافهة إلى ما هو أكبر، عمرو موسى كان يسخر من قول مرسال عبد الناصر لشراء أغذية الريجيم من سويسرا بوصفه “مصر أكبر دولة في الدنيا، وإن الرئيس عبد الناصر هو أعظم رئيس في العالم.. لا أمريكا ولا روسيا.. سيبك من هذا الكلام الفارغ ده يا أستاذ عمرو، رئيسنا أهم شخصية في العالم.. والاتنين دول بيتنافسوا عليه وهو موريهم الويل”.

وأنا مثلك لن أنساق إلى المبالغة مع الأخذ في الاعتبار أننا نصف هذه المرحلة ونحن نبعد عنها نحو الـ60 عاما، يعني بعيدا عن الواقع الساخن والأحداث الكبرى، التي وضعت مصر في بؤرة العالم كله، لكن لأذكرك مثلا بثورة قادها هذا الرجل مع مجموعة من الضباط الأحرار غيرت بفاعلية خريطة العالم وبدون تهويل، فقد أفلت الشمس عن الإمبراطوريه البريطانية، التي كانت لا تغيب عنها الشمس،  وتحالف ناصر “مصر” ونهرو “الهند” في عدم الانحياز، وكانت بلادهما أكبر مستعمرتين لبريطانيا، ووُئدت إمبراطوريه فرنسا بمساعدة مصر للجزائر في معركة التحرير التي كانت كالقشة التي قصمت ظهر باريس، بالإضافة إلى حركات التحرر التي دعمتها “مصر عبد الناصر”  فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.. وأصبح اسم “ناصر ومصر” فى مقدمة دول العالم الثالث،  ورغم قوتنا العسكرية المحدودة فى مواجهة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل استطاع عبد الناصر أن يكسب سياسيا المعركة  فى العدوان الثلاثى،  وهى معركة سياسية ودبلوماسية لا يعرف عبقريتها إلا أمثالك من الدبلوماسيين المخضرمين.

والسؤال الذى تعرف إجابته أكثر مني لو كنت محايدا: هل كان عبد الناصر بالشخص العادي حين أعاد قناة السويس لمصر بتأميمها ردا على عدم تمويل البنك الدولى لبناء السد العالي بإيعاز من القوى الاستعمارية وقتها؟ وهذا القرار أعتقد أنه يتوافق مع شخصيتك المعتزة بمصريتها والرافضة لأي انصياع لقوى الاستعمار والهيمنة، ومع ذلك لم تضعه فى ميزان عبد الناصر الإيجابي، لأنك ببساطة منحاز ضده من قبل ومن بعد !!

والسؤال البسيط هل كانت مصر قبل ثورة 1952 أثناء حكم الملكية المجيدة والحياة الحزبية بما فيها حزب الوفد الذى تتعاطف معه – وهذا حقك _ بالمكانة الدولية التي اكتسبتها أيام عبد الناصر؟ وحتى أكون منصفا يستمر السؤال هل تمتعت مصر وبعد رحيل عبد الناصر -الذي لا يعجبك – بهذه المكانة حتى الآن؟!

انحياز واضح

وانتقل لنقاط أخرى كشفت انحيازك الصريح للوفد ولعصر الإقطاع  لتشويه عبد الناصر عندما تضع السم في العسل بذكر بعض الانتقادات قائلا” لكنني فى هذه الفترة من حياتي (31 سنة) لم أكن أنصت إليها، أو أقتنع كثيرا بها، مثل تراجع الإنتاجية الزراعية بعد تفتت الرقعة الزراعية على صغار الفلاحين بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي”.

 وتضيف ” كانت هناك شكاوى من تدخل البعض بتشويه بعض الحقب التاريخية على حساب أخرى، مثل تلك التي سبقت ثورة 23 يوليو 1952م، وكأن كل الأوضاع قبلها كانت شرا مستطيرا” .

يعنى موقفك واضح ضد التأميم وضد توزيع أراضي الاقطاعيين على ملايين الفلاحين ولا تقولها صراحة، لكنك تقول انخفاض الانتاجية بحجة تفتييت الملكية الزراعية، وتجاهلت عن عمد ما أحدثه ذلك من ثورة اجتماعية لملايين الفلاحين ولولاها ما رأينا ملايين المصريين فى التعليم وخلافه، وأنت تعرف أن ما تم تأميمه قد جاء بنظام السخرة ومص دماء المصريين طوال عشرات ومئات السنين قبل يوليو 1952.

أما تشويه ماقبلها من شخصيات وخلافه فأنت أعلم الناس بالشخصية المصرية بعيدا عن الحكام، الكل يتفنن في إهالة التراب لكل من نختلف معه انطلاقا من المثل الشهير “عاش الملك.. عاش الملك.. مات الملك.. مات الملك”، ولا شأن بعبد الناصر في ذلك والأدلة كثيرة.

أما ما تتهم عبد الناصر به “من قمع أي بصيص للمعارضة، وما عرف عن تدجين الصحافة “، فقد يكون بعضه صحيحا لكن الشجاعة تقتضي أيضا أن تتناول ذلك مع من جاء بعده من الزعماء حتى تكون شهادتك غير مجروحة.

الحرية المعدومة

وتأتي نقطة أخرى لترد على مساحة الحرية المعدومة من وجهة نظركم، وقد أكون متعاطفا معها بنسبة ما، لكن حكاية انضمامك

لـ«التنظيم الطليعي» وأنت وفدي الهوى والانتماء.. ألا تشكل انتهازية سياسية؟

ومع ذلك أتفهم ذلك بوجودك في وظائف يصعب الفكاك أحيانا من التزامات تحيط بها، لكن قولك “لم أحضر أى اجتماع للتنظيم الطليعي بعد 5 يونيو، ولم يسأل عني أحد”. والسؤال هنا لو كان هذا النظام بوليسي مخابراتي قمعي 100 % فهل كان سيغط الطرف عن غيابك وعدم حضورك، بل ويتم ضمك لوفدين على رأسهما عبد الناصر.

وبعيدا عن ذلك قولك التهكمي عن النقاشات التي كانت تتم فى جلسات التنظيم الطليعي التى حضرتها “حول السياسة الخارجية والأوضاع الداخلية والتصنيع، وكيف أننا نجحنا فيه «من الإبرة للصاروخ»، ولم نسأل أنفسنا ماذا نعني بالإبرة والصاروخ؟.. خصوصا أن الإبرة وقتها لم تكن مصنوعة بشكل جيد، والصابون لم يكن يحدث رغوة، ولا «البشاكير» تجفف كما يجب!

 انتهى كلامك ولن أناقشك فيما تقول.. فهذا حقك، لكن لماذا تناسيت عن عمد القلاع الصناعية الضخمة والمشروعات الكبرى مثل السد العالي ومجمعات الحديد والصلب والألومنيوم والغزل والنسيج والمراجل البخارية …. إلخ من قلاع صناعية كانت تضعنا على بداية طريق التقدم لولا أن باعها نظام مبارك فى الخصخصة.. نعم من حقك ومن حقنا جميعا أن نحلم بتقدم صناعي كبير الآن، لكن فى هذه الحقبة الزمنية كان ما فعله عبد الناصر يمثل البدايات غير المسبوقة في الصناعة وخلافه، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهذه الخطوة بدأها عبد الناصر ووأدها نظاما السادات ومبارك الذي كنت أحد فرسانه كوزير خارجية في ثلث فترة حكمه لنا (30عاما).

لكن أكبر نكتة ضحكت عليها أنا وأكثر بكثير مما كنت تضحك أنت فى اجتماعات التنظيم الطليعي وأنت ترسل آخر سهامك المسمومة للزعيم جمال عبد الناصر حين تقول بالحرف الواحد “كان رأيي أن عبدالناصر مسؤول كلية عما حدث،  لقد كانت 5 يونيو بداية طريق طويل انتهى بثورة 25 يناير 2011، ولا يقدح في ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه في حرب أكتوبر؛ لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واعٍ وشامل لأمور مصر.

ورغم رحيله قبل ثورة 25 يناير 2011 بـ 41 عاما أصبح هو  سبب هذه الثورة ومسؤول عن خطايا السادات ومبارك.. أليست هذه نكتة كبرى؟! لكنها تنتمي للكوميديا السوداء التي نعيشها، بطلها الانحياز الأعمى لتشويه زعيم لم تجد الملايين التي خرجت فى 25 يناير 2011 سوى صور عبد الناصر  للاستنجاد به من أجل  :

*   عيش:  أصبح الحصول على رغيف منه قد يكلف المواطن حياته  وأصبحنا نرى لأول مرة من يبحث عنه في صناديق القمامة.. كل ذلك فى عهد مبارك الميمون الذي كنت وزير خارجيته لمدة 10 سنوات.

*   حرية: الكل يبحث عن نسائمها من وراء معتقلات وجرائد مغلقة.

*   كرامة إنسانية: انتهكت فى أقسام شرطة نظام مبارك وأهدرت في بطالة وأمراض مستعصية في كل أسرة لا تجد تكلفة علاجها.. كل ذلك في عهد مبارك الميمون الذي كنت وزير خارجيته لمدة 10 سنوات.

*  عدالة اجتماعية: غائبة منذ أيام الإقطاع قبل 23 يوليو 1952 وكان الوفد ورجالاته يشكلون بعض رموزه وضاعت للأبد بعد رحيل زعيمهم عبد الناصر. و كل ذلك في عهد مبارك الميمون الذي كنت وزير خارجيته لمدة 10 سنوات.

*   وللحديث بقية

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]