«يوم الحسم».. الوفد المصري يصل إيطاليا لعرض ملف ريجيني
يلتقي وفد قضائي وأمني مصري في روما اليوم، الأربعاء، كبار المسؤولين التنفيذين في إيطاليا، على رأسهم كبير ممثلي الإدعاء في روما، جوزيبى بيناتوني، والمدعي العام سيرجيو كولاوجو، لمناقشة قضية مقتل جوليو ريجيني في مصر.
واحتل خبر وصول الوفد المصري إلى روما لتقديم ملف ريجيني صدارة الصحف الإيطالية، ومن ضمنها صحيفة كورييري ديلا سيرا، وتنوعت العناوين ما بين وصف اليوم بـ«يوم الحسم»، وما بين إبراز تحذير إيطاليا لمصر في حال عدم البوح بالحقيقة.
وأعلنت مصر، أن المستشار مصطفى سليمان، مساعد النائب العام، سيترأس الوفد المكون من أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة، المكلفين بالتحقيق في قضية جوليو ريجيني.
وكشفت وكالة الأنباء الإيطالية LA PRESSE عن أسماء الوفد المصري، الذي سيتكون من اللواء عادل جعفر، مسؤول قطاع الأمن الوطني، والعميد عبدالعال عبدالمجيد، نائب مدير الشرطة الجنائية في محافظة الجيزة، بالإضافة إلى العميد مصطفي معبد، ومن النيابة العامة مصطفى سليمان ومحمد حمدى السيد.
تأتي زيارة الوفد تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين النائب العام، المستشار نبيل صادق، والنائب العام الإيطالي، جيوسبي بينيتاتوني، في زيارته الأخيرة للقاهرة.
ومن المقرر، وفقا للصحف الإيطالية، أن تقدم مصر ملف يبلغ 2000 صفحة لتقديمه للسلطات الإيطالية، يتضمن تحقيقات مع 200 شخص لهم علاقة بالضحية، وكذلك سير التحقيقات.
كما سيقدم الوفد سجلات المكالمات الهاتفية لريجيني، والتقارير الأمنية بشأن نشاطه في مصر قبل مقتله.
يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال استقباله لوفد من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطي، أمس الثلاثاء، على الأسف العميق، الذي تبديه مصر على المستويين الرسمي والشعبي لمقتل ريجيني، مشيرا إلى اعتزام مصر مواصلة تعاونها الكامل وبشفافية تامة مع الجانب الإيطالي للوقوف على ملابسات الحادث، وتقديم الجناة للعدالة.
مشيرا إلى اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصري عادل معوض في إيطاليا منذ أكتوبر 2015.
وأعرب عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية، وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.
وبشأن تصريحات وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، الذي هدد فيها باتخاذ إجراءات فورية ضد مصر، خلال كملته اليوم، الثلاثاء، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، عن حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، امتنعت مصر عن الرد.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، للبرلمان، «إذا لم يطرأ تغير في المسار، الذي تتخذه السلطات المصرية، فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة».
ولم يخض جنتيلوني في التفاصيل، لكن رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، قال الشهر الماضي، إن الحكومة يجب أن تستدعي السفير الإيطالي من القاهرة، وأن تعلن مصر مقصدا غير آمن للزائرين، إذا لم يصل التحقيق إلى نتيجة.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، «إن العلاقات القوية والمتشعبة والتاريخية بين مصر وإيطاليا على المستويين الرسمي والشعبي، وما شهدته الفترة الأخيرة من تنسيق بين الجانبين بشأن متابعة مسار التحقيقات، فإننا نمتنع عن التعقيب على هذه التصريحات».
وشدد المستشار أحمد أبو زيد، على «أن تصريحات وزير الخارجي الإيطالي تزيد من تعقيد الموقف، لاسيما أنها تأتي قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لاطلاع الجانب الإيطالي على كافة ما وصلت إليه التحقيقات».
وكان ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي، أعلن مساء أمس الثلاثاء، أن موقف حكومة بلاده إزاء مقتل طالب الدكتوراه جوليو ريجيني في مصر «هو موقف واضح وقوي، نحن نأمل أن تتعاون مصر مع قضاتنا».
وبدوره قال رئيس الوزراء الايطالي، في معرض رده على أسئلة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «نحن نريد، نريد، نريد أن يتم العثور على الحقيقة، بشأن ملابسات مقتل ريجيني الذي وجدت جثته وعليها آثار تعذيب في أطراف القاهرة بعد أكثر من أسبوع من اختفائه في الـ25 من يناير/كانون الثاني، ذكرى الثورة المصرية على نظام حسني مبارك».
وقال رينزي، إن حادث مقتل ريجيني «أصابنا جميعًا، كما أصابتنا كرامة أسرته، التي قدمت درسا كبيرًا للعالم»، وأضاف مشددًا «نحن لدينا هدف بسيط: سنتوقف فقط أمام الحقيقة».
