أزاحت 30 يونيو الستار عن العديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي كانت تعمل في الخفاء، وأدت إلى ظهور تنظيمات جديدة لم تكن موجودة من قبل، وربما كانت حدوث 30 يونيو هو الذي أماط اللثام عن هذه التنظيمات التي كانت في فترة كمون وبيات وإعداد و تجهيز وترقب.
وربما الوجود الملاحظ قبل 30 يونيو لأنصار بيت المقدس قبل إعلانها مبايعة البغدادي وتسمية نفسها بولاية سيناء، كان هو الأبرز فضلا عن بعض التنظيمات الأخرى التي كانت موجودة لكنها لم تكن تعلن حمل السلاح ومواجهة الدولة المصرية أو الدخول معها في حالة صراع.
ولشهدت فترة ما بعد 30 يونيو بروز مسميات كثيرة لتنظيمات ومجموعات وحركات مسلحة بعضها اختفى والبعض الآخر مازال يعمل في الخفاء، وكان من بين الكيانات التي ظهرت تيار حازمون و اجناد مصر و العقاب الثوري وحسم و حركة ولع و حركة قاوم وغيرها وكان قوام هذه التيارات من الاخوان المسلمين ممكن كفروا بالسلمية او ما يسمون بجبهة كمال وكذلك اعضاء من حازمون و تيار السلفية الجهادية.
الخبير العسكري اللواء أركان حرب محمد الشهاوي أكد على أنه عقب 30 يونيو زادت العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، كاشفاً أنه منذ 30 يونيو 2013 وحتي 30 يونيو 2017 وقع 1329 عملية إرهابية في مصر من قبل هذه الجماعات الإرهابيةن فقد كشفت 30 يونيو الغطاء عن هذه الجماعات ورفعت الستار عنهم وظهروا للعلن.
وأوضح الخبير العسكري في تصريحات خاصة لـ “الغد” أن الجماعات الإرهابية بدأت تستهدف المسيحيين وكنائسهم ليس بالعبوات المتفجرة فقط بل بالأحزمة الناسفة أيضا كما حدث في كنائس البطرسية و الإسكندرية وطنطا.
وأكد الشهاوي أن 30 يونيو ثورة شعبية تحدي فيها الشعب المصري الخوف والرعب وانتصر لإرادته وانحاز للجيش وللدولة ضد الجماعة، لاسيما وهو يرى الانجازات علي الصعيد الداخلي و الخارجي، واستعادت مصر مكانتها الدولية و العربية، وظهر دورها جليا في القضايا العربية، وسعت إلي إقامة المشروعات العملاقة في شرق البلاد و غربها وتنمية الساحل الشمالي وخلق فرص عمل وبرامج في الاصلاح الاقتصادي، وتغلبت على نقص الطاقة ورصف الطرق والعدالة الاجتماعية وكفالة أكثر من مليون ونصف مليون أسرة ضمن مشروع تكافل الكرامة.
وأرجع الخبير العسكري عدم ظهور هذه التنظيمات في فترة حكم الإخوان ، كون الإخوان هي من ربت هذه الجماعات كما أنها العباءة الأيديولوجية لهذه التنظيمات مع اختلاف المسميات، مشيراً إلى أنه عندما تم خلع مرسي من الحكم ظهرت هذه الجماعات والتى تمركزت في سيناء، لكن الجيش استطاع أن يقضي على 96% منها وما تبقي منهم في سيناء فذلك لكونهم يعيشون بين المدنيين وهناك عقيدة لدى جندي القوات المسلحة أنه لا يقتل المدنيين ولا الأبرياء وهو ما يستغله التنظيمات في الاختباء بين صفوف المدنيين.
وأوضح انه مع تضييق الحناق على هذه التنظيمات في سيناء خرجت إلي محيط الوادي و الدلتا ، بعد أن كانت متمركزة في العريش و الشيخ زويد و جبل الحلال، وهو نوع من التكتيك لدي هذه التنظيمات لعملياتها، وتعطي رسالة إلي من يمولها بأنها تعمل حتي لا يتوقف الدعم عنها.
