بعد عاصفة من الجدل أثارتها المرشحة الديمقراطية ووزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي فازت اليوم، الأربعاء، ببطاقة خوض السباق نحو البيت الأبيض، لتصفها الصحف ووكالات الأنباء بأنها أول امرأة تفعلها.
وتعد كلينتون أول امرأة ستخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، عن حزب الديمقراطيين، إلا أنها ليست الأولى التي تخوض الانتخابات الرئاسية أو التمهيدية.
حصلت المرأة الأمريكية على حق الانتخاب والترشح عام 1920 وفقا للتعديل التاسع عشر للدستور، ونص: «إن حق الأمريكيين في التصويت، لا يجوز أن ينكر أو ينتقص من قبل الولايات المتحدة أو أية دولة على أساس الجنس»
سبقت كلينتون إلى هذا المضمار 5 سيدات خضن السباق الانتخابي الأمريكي منذ أواخر القرن التاسع عشر، بحسب صحيفة «تايم» العريقة.
1- فيكتوريا وودهال
وُلدت في 23 سبتمبر/ أيلول 1838، كانت ناشطة نسوية شهيرة في الولايات المتحدة، وتزعمت حركة الحق في الانتخاب والترشح في منتصف القرن التاسع عشر، وفي 1872 أصبحت أول امرأة أمريكية على الإطلاق تعلن خوضها للانتخابات الرئاسية.
كانت وودهال تدعو إلى حرية المرأة فيما سمته بـ«حرية الحب»، ويعني حرية الزواج والطلاق وإنجاب الأطفال دون وصاية حكومية، وترشحت عن حزب الحقوق المتساوية، وترشحت قبل نحو 50 عاما من حصول المرأة على حق الانتخاب والترشح.
توفيت في 9 يونيو/ حزيران 1927.
2- جريسي آلان
ممثلة كوميدية شهيرة، وُلدت في 26 يوليو/ تموز عام 1895، وأعلنت عام 1940 ترشحها للانتخابات الرئاسية عن حزب المفاجأة، وتوفيت في 27 أغسطس/ آب عام 1964.
رددت حملتها الانتخابية عدة عبارات دعائية كان من بينها: «كلنا يعلم أن المرأة أفضل من الرجل فيما يتعلق بترتيب الأمور المالية في المنزل»، وكذلك: «يقول معارضون لي: سنقاتل حتى يعود البقر إلى المنزل؟، إذا هم يعترفون أن البقر ليس في المنزل، فلماذا خرج البقر من مزارعه؟، نعم خرج البقر من مكانه لأن أحوال المزرعة لم تعد تعجبه؟، هذا البقر ذكي، لقد قال كلمته فهو لن يعود لأماكنه إلا بعد أن تجلس المرأة في البيت الأبيض». بينما حصلت على دعم ترشيحها من جامعة هارفاد العريقة.
3- شيرلي تشيشولم
صنعت تاريخا حقيقيا للمرأة في الولايات المتحدة، فقد كانت أول امرأة تخوض الانتخابات الرئاسية فعليا بينما أيضا كانت أول امرأة من أصول أفريقية تحصل على مقعد في الكونجرس الأمريكي، وسبقت كذلك الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في خوض الانتخابات التمهيدية.
وُلدت تشيشولم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 1924، لوالدين مهاجرين من إقليم الكاريبي، ولها 3 أخوات، ووصلت إلى نيويورك حيث استقرت عائلتها عبر كوبا ومن ثم إلى الولايات المتحدة، حيث مرت بتجربة هجرة قاسية.
تعلمت بجهد شخصي، فكانت تعمل لتعول نفسها حتى انهت دراستها، ثم أصبحت معلمة في إحدى المدارس، ونشطت في مجال حقوق النساء والعمال، وفي 1968 خاضت الانتخابات لتصبح أول امرأة من أصول أفريقية تحتل مقعد سيناتور في الكونجرس الأمريكي.
عام 1972 أعلنت تشيشولم ترشحا للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي كان كالصاعقة بالنسبة للديمقراطيين، وبالفعل خاضت الانتخابات إلا أنها خسرت أمام السيناتور جورج ماكجوفيرن، الذي خسر بدوره أمام المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون الرئيس الـ37 للولايات المتحدة الأمريكية.
وتقديرا لدورها الحقوقي والسياسي ظهرت تشيشولم على طابع بريد عام 2014، وكانت قد توفيت في 1 يناير/ كانون الثاني عام 2005.
4- ليندا جينيس
في ذات العام الذي أعلنت فيه تشيشولم ترشحها لخوض الانتخابات الديمقراطية، خاضت مرشحة أخرى غمار هذه الانتخابات عن الحزب العمال الاشتراكي وهي ليندا جينيس، الشابة التي لم يكن عمرها قد تعد 32 عاما.
ولدت جينيس عام 1941، بولاية جورجيا، وكانت ناشطة في مجال حقوق العمال والمرأة، وفي عام 1970 ترشحت في انتخابات محافظ جورجيا، إلا أنها فشلت في الحصول على المنصب.
وحصلت جينيس على مجموع أصوات اقترب من 84 ألفا، مقابل ما يزيد عن 4 ملايين صوت، حصل عليها المرشح الجمهوري نيكسون، باعتبارها هي مرشحة الحزب الثالث.
5- جيل ستين
مرشحة حزب الشاي الأخضر، التي ترشحت عام 2012، وحصلت على 469,015 صوتا، وهي ناشطة في مجال البيئة ويعرف حزبها بـ «الحزب الثالث».
قائمة طويلة من المرشحات
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قائمة طويلة من النساء اللاتي رشحن أنفسهن لخوض الانتخابات الحزبية والرئاسية، إلا أن اثنتين فقط رشحتا نفسيهما عن حزب الجمهوريين هما: مارجريت تشاز سميث عام 1964، وكارلي فيورينا في انتخابات هذا العام الذي حاز فيها الملياردير دونالد ترامب على بطاقة الترشيح.
وهناك 4 سيدات ترشحن في الانتخابات التمهيدية لحزب الديمقراطيين، بينما رشحت عشرات السيدات أنفسهن عن الحزب الثالث وأحزاب صغيرة أخرى.
