تحديا للواقع الاقتصادي الصعب وارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة، لجأ العديد من الشباب والخريجين للتفكير في مشاريع تمكنهم من محاربة تفشي ظاهرة البطالة والاعتماد على الذات.
وكان لكل من الزوجين أسيل الخالدي وجياب الوحيدي الفكرة في تنفيذ مطعم منزلي للوجبات السريعة “دليفري”، لكى يتمكنا من مواجه صعوبات الحياة.
وحول هذه الفكرة، قال الزوج جياب “الوضع في قطاع غزة صعب جدا، فلا مجال للعمل حينما تتخرج من الجامعة، وفي قطاع غزة الذي يعاني الحصار فرص العمل محدودة، وهناك آلاف الشباب والخريجين والعاطلين عن العمل والكل ينتظر فرصة، لذا فكرنا بمطعم دليفري لنساعد انفسنا”.
مفتاح الحياة
وأوضح جياب خريج التأهيل المجتمعي، أن فكرة مطعم دليفري لتقديم الوجبات السريعة، هي فكرة قديمة حديثة تستخدم في الكثير من بلدان العالم، لكن الجديد بها هي أنك تقدم مأكولات بيتية يحبها الزبون بناء على طلبه، وهي تجد رواج كبير في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا في قطاع غزة.
وتابع قائلا “في البداية كان هناك العديد من العقبات المادية، واستطعنا أنا وزوجتى أسيل أن نضع الكثير من الخطط من أجل التغلب على حالة البطالة التى تحيط بنا، وتمكنا من إنشاء هذا المشروع الاقتصادي البسيط”.
وترى الزوجة أسيل وهي خريجة صحافة وإعلام، أن هذا المشروع هو مفتاح الحياة لها ولزوجها، خاصة أن فرص العمل تكاد تكون معدومة في قطاع غزة، لذا قررا أن يكون بيتهما هو المطعم لتقديم الوجبات السريعة، نظرا لعدم توفر الأموال اللازمة لافتتاح مطعم لتقديم الوجبات السريعة نظرا لتكلفته المالية الكبيرة.
وقالت أسيل خلال حديثها لقناة “الغد” إنه في ظل انعدام فرص العمل التى يعيشها قطاع غزة جاءت فكرة فتح معطم منزلي خاص بنا أنا و زوجى، ليكون مصدر دخل ثابت لنا، وهناك إقبال وتشجيع كبير من قبل الأهل والجيران وكذلك الزبائن “.
ويطمح الزوجان الشابان إلى تنمية مشروعهما، وأن يكون هناك اهتمام من قبل الجهات المختصة لرعاية المشاريع الشبابية التى تساعد في الحد من البطالة.
65% بطالة
من جهته أشار رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، إلى أن معدلات البطالة مرتفعة وخاصة بين فئة الشباب، حيث وصلت إلى نحو 65%، وأن هذه النسبة ارتفعت مع إغلاق محال وورش بشكل يومي في ظل الحصار والقيود الإسرائيلية على التصدير، وفرض قوائم ممنوعات عبر المعابر.
وحذر الخضري من ارتفاع معدلات الفقر في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والإغلاق والاعتداءات والممارسات الإسرائيلية، إضافة إلى جائحة كورونا، إذ أن 85% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر.
وأكد الخضري على ضرورة تنفيذ مشروعات تنموية وتشغيل أيدي عاملة، والتي من شأنها أن تحد من هذه الأوضاع، وتقلل نسب البطالة والفقر المرتفعتين بصورة كارثية.
الجدير ذكره أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 14 عاما زاد من نسب الفقر والبطالة، وتقول مؤسسات دولية إن 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الخارجية، لتدبير أمور حياتهم.
