مرشح عربي لجائزة نوبل للسلام.. البروفيسور سهيل فرح: «هل تنقذ الثقافة العالم»؟

البروفيسور سهيل فرح، لبناني الأصل روسي الجنسية، أحد أبرز الوجوه الأكاديمية والفلسفية على الساحتين العربية والروسية على مدى العقود الماضية، والحاصل على وسام روسيا للصداقة الذي قلده إياه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عام 2011، وهو العام الذي تم فيه اختياره شخصية العام في ميدان العلوم في روسيا  .

غلاف كتاب “الثقافة تنقذ العالم”

شغل البروفيسور سهيل فرح العديد من المناصب العليا في روسيا كرئيس للجامعة المفتوحة لحوار الحضارات، ولايزال، ورئيس تحرير القسم العربي لموقع روسيا العالم الإسلامي، ونائب لرئيس المعهد العالمي لبيتريم سوروكين ونيكولاي كونرانوف، وعضو مجلس رئاسة المنتدى  العالمي للثقافة  الروحانية “كازاخستان”، والمؤلف لعشرات الكتب العميقة.

على عتبات العام الجديد، كان البروفيسور فرح يصدر كتابه الجديد: “الثقافة تنقذ العالم”، وقد شاركه فيه صديقه وزميله البروفيسور “فؤاد ماميدوف”، عضو الأكاديمية الوطنية للعلوم الأذربيجانية.

في مقاربة الكتاب لموضوع الثقافة، نلمس روحا علمية جديدة  تتناول الثقافة من وجهة نظر تكاملية علمية، تبحث عن تموضعها في مجمل أقوال وأفعال الناس. تضئ على الأبعاد الجمالية والأخلاقية والروحية فيها. تؤكد على  ضرورة  ثقافة العائلة، والشارع، ودور العبادة، والمدرسة والجامعة، وكل شؤون وشجون الحياة الفكرية والعملية للناس.

تتوقف مقاربة البروفيسور فرح للثقافة عند ضرورة حضورها  القوي لدى كافة القوى الرسمية والشعبية، لدى الحاكم والمسؤول أيا كان موقعه، وتدرس تجارب ثقافة الحكم لدى  البلدان المتقدمة، ويتم تبيان ذلك بالكثير من الأمثلة والوقائع التي تدلل على أن الثقافة ليست فقط حاجة روحية وجمالية للبشر، بل إنها حاجة عملية لكل أنواع الإنتاج، ذلك أن أي نجاح باهر للاقتصاد وراؤه مخزون ثقافي كبير.

يفرد الكتاب فصلا كبير الحجم لدور الثقافة في درء كل أنواع التطرف والجهل، ويثمن دورها في حل مسببات تمظهر النزاعات والحروب بين الأفراد والجماعات والدول. يعلي من دورها المتسامي في تعميق ثقافة الحوار بين الأديان والمعارف والحضارات.

يدرك القارئ لهذا السفر عميق المعنى، جزيل المبنى، أن الكاتبين قد اتخذا من مقولة الكاتب الروسي الكبير تيودور دوستوفسكي: “الجمال ينقذ العالم”، منطلقا ليطورا ويعمما القول، ليشمل كل منتجات الثقافة المادية والروحية للشعوب،  ومن هنا كان اختيارهم ليكون العنوان الأساسي لعملهم الموسوعي “الثقافة تنقذ العالم”.

على أن علامة الاستفهام الحقيقية هي: هل تنقذ الثقافة العالم؟

عند البروفيسور فرح، فإن أزمة الحضارة التي اجتاحت كوكب الأرض، والتي نتجت إلى حد كبير عن عبء الأنانية  المفرطة والجهل، عن الحاجة الموضوعية للتنفيذ العاجل للتحولات الاجتماعية الدولية المتقدمة من أجل إنقاذ الثقافة من العمليات المدمرة للحضارة التكنولوجية.

سطور الكتاب تخبرنا كيف أن تدهور الثقافة الروحية، جهل البعض، وحب الذات الفائق للآخرين، صراع الثقافات والمصالح، تلك التي تحدث على خلفية اضطراب المسارات العالمية، تغير المناخ والأمراض، جعلت العالم هشا للغاية، ما يجعل القارئ يتذكر الكلمات الحكيمة للكاتب الأمريكي الكبير أرنست هيمنجواي ذات البعد الإنساني: “لا تسأل لمن تدق الأجراس”.

البروفيسور فرح وشريكه ماميدوف، لا يحدثانا عن الثقافة الجوفاء الشعاراتية إن جاز التعبير، تلك التي تنفخ، ولا تفيد البشرية منها شيئا.

إنهما يتناولان فكرة خلاص الإنسان والعالم بأسره عبر ثقافة روحية عالية، تعزز حراك المجتمع وتضامن الناس، في حل المشكلات الوطنية والدولية، ثقافة تعزز روح التفاهم الاجتماعي، والمصالح المشتركة، والهوية الثقافية، لجميع طبقات المجتمع.

إن الإعمار لا الدمار، والتغلب على الشر وتحفيز الخير، أمور تعتمد على ثقافة المجتمع ومنظومة القيم والمفاهيم العالمية، وكذا التربية والأفكار، والمعلومات الموضوعية وشخصية الفرد.

من هنا يمكن القطع بأن الثقافة تترك بصماتها على نوعية حياة الناس وتطورهم ورفاههم، فمع نمو الثقافة الروحية تزداد فرص تحسين الطبيعة الفطرية للإنسان على مستوى الفرد والبشرية جمعاء.

تشير كلمات الكتاب إلى أن الأشخاص المثقفين هم المورد الرئيسي للثقافة الروحية العالية للمجتمع والإنسانية، ولذلك يصبح إنتاج أو إعادة إنتاج الأشخاص ذوي الثقافة العالية في جميع أنحاء العالم مهمة دولية ملحة.

كما أن النظام السياسي المستقر، والتنمية المالية والاقتصادية   الآمنة، وزيادة الرخاء يعود إلى حد كبير إلى الحفاظ على نظام القيم الثقافية ونشره، فالناس المثقفون يتميزون بسمات الفضيلة، والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، والمعرفة العلمية، والعمل الواعي والابتكار، والهوية الثقافية الدولية والتعاون من أجل الحفاظ على الإنسانية.

يستحدث الكتاب رؤية وعبارات خلاقة، إذ ينظر إلى الثقافة كروح وأكسجين الحياة البشرية، لا سيما وأنها تحوي كلا من النشاط العلمي الذي يؤدي إلى تحولات ثورية  في الحياة وفي أنظمة التعليم والتنوير والتنشئة والأعمال الفنية البارزة، والقيم الأخلاقية التي يتوجب أن تكمن وراء المفاهيم الأيديولوجية  والنظرة الاستراتيجية للنظام العالمي.

وكمنظومة اجتماعية، فإن الثقافة ليست فقط نشاطا إبداعيا يهدف إلى معرفة وتطوير الإنسان والطبيعة المحيطة به والمجتمع. ليس فقط في مجالات القيم والمعايير الفكرية والأخلاقية والمادية، ولكن أيضا في تقنيات إنتاجها واستهلاكها وتخزينها ونقلها.

الثقافة هي المعرفة والخير والتنمية والازدهار، أما الجهل والأنانية النرجسية فهما شر وفقر وهدم وهشاشة. الثقافة يجب أن تتموضع في خدمة التنمية البشرية والسعادة، وتضمن الحياة الكريمة للناس، وهذا هو الهدف الأساسي لكل الشعوب في كل الأزمنة.

يتميز هذا العمل الفكري الكبير، بأنه يفتح الباب واسعا أمام الثقافة الروحية، والتي يتم تصويرها على أنها طائر، جناحه الأول يتمثل بالثقافة الأخلاقية، والثاني بالثقافة الفكرية.

يرتبط الجناح الأخلاقي للثقافة ارتباطا وثيقا بالجناح الفكري، ويساهم في حقيقة أن المعرفة العلمية تستخدم من قبل البشرية  من أجل الخير وليس الشر.

على أنه لكي يتمكن الطائر من الطيران والعيش، فمن الضروري أن يتطور كلا جناحيه في تناسق تام، وفي الوقت نفسه يجب أن تستند أهداف التنمية البشرية على القيم الأخلاقية، كما يجب أن تكون تربية الأخلاق والضمير مصحوبة بتعليم وتنوير الناس، مما يسمح بمساعدة العمل الواعي صافي الضمير، بتوجيه النوايا النبيلة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]