لأكثر من شهرين تعيش تونس حالة من التصعيد بين مؤسسة الرئاسة و”حركة النهضة” التي يتزعمها راشد الغنوشي بسبب تداعيات قرارات الرئيس قيس سعيد التي اتخذها في يوليو/ تموز الماضي بتفعيل الفصل 80 من دستور البلاد الذي يخول له اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود خطر داهم.
واعتبر مؤيدو سعيد أن القرارات بداية ميلاد جمهورية جديدة، بينما عدها معارضون انتهاكا للدستور.
وأهم القرارات التي اتخذها سعيد كانت تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب, وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
ومن ضمن القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، أنه كلف نجلاء بودن لتشكيل الحكومة الجديدة.
الشارع مع الرئيس
وقال الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، حسان القبي، إن قرارات 25 يوليو/ تموز وانتفاضة الشارع التونسي ضد الطبقة السياسية والحزب الذي حكم تونس على مدار 10 سنوات.
وأضاف الباحث خلال برنامج مشاركته في “مدار الغد” أن “حركة النهضة” تحاول التسلل إلى الحكم من جديد ولكن سيصطدمون بواقع مغاير في تونس.
كما أوضح الباحث أن “حركة النهضة” تسببت في أزمة اقتصادية خانقة على مدار السنوات العشر الماضية، حيث لم يشهد الشارع التونسي أي تقدم، ولكن أغلب الشعب يساند قرارات الرئيس قيس سعيد.
الزمن السياسي
وفي السياق، قال الدكتور يوسف الصديق أستاذ الفلسفة السياسية جامعة السوربون، إن راشد الغنوشي زعيم “حركة النهضة” هو الذي زج بالبلاد في قضية الديون بإدخال 200 ألف موظف في الوظيفة العمومية.
إعادة الأموال المنهوبة
وفي السياق، قال بحري العرفاوي، الكاتب والباحث السياسي، إن الشارع التونسي حركته مطالبه الاجتماعية، مؤكدا أن الحكومات السابقة فشلت في إدارة البلاد على مدار الـ 10 سنوات الماضية.
كما أكد العرفاوي أن التونسيين كانوا يتحسرون على فترة 2011، موضحا أنهم يأملون من الرئيس قيس سعيد محاربة الفساد، وإعادة الأموال المنهوبة، وتحسن الظروف الاجتماعية.
كما أشار العرفاوي إلى أن “الوضع الصحي تحسن كثيرا في فترة قيس سعيد، ولكن التونسيين لم ولن ينسوا قضية الفساد”.
عقبات سياسية واقتصادية
وقال الدكتور عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ السياسي والمعاصر بالجامعات التونسية، إن هناك عقبات سياسية واقتصادية، تعد ضمن أهم القضايا التي يمكن أن تعالجها رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن.
وأضاف الحناشي: “لا يمكن الفصل بين الأزمتين السياسية والاقتصادية، لكن بشكل عام يجب التعاون بين وزراء الحكومة الجديدة لتحجيم هذه المشاكل وهذا أمر صعب في الفترة الراهنة”.
إنجاح المرحلة
وقالت الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية، إن المكلفة بتشكيل الحكومة التونسية نجلاء بودن، ستقوم بجهد كبير لإنجاح المرحلة مع فريق عملها.
وترى بدرة قعلول أن رئيسة الوزراء ستسير المرحلة الاستثنائية الانتقالية التي يطالب فيها الشعب بتصحيح المسار، مؤكدة أن المرأة التةنسية قادرة على تولي زمام الأمور.
