تفاصيل اللقاء العاصف بين البرهان وحمدوك قبل ساعات من «الأحداث الساخنة» في السودان
قبل ساعات من تسارع الأحداث «الساخنة» في السودان، جمع لقاء كل من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ليل الأحد الإثنين، لمناقشة المقترحات التي قدمها المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان.
وكشفت وسائل الإعلام السودانية، أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، طلب من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مهلة حتى 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، من أجل الرد على تلك المقترحات التي تضمنت: إنشاء المجلس التشريعي الانتقالي.. والاتفاق على تاريخ نقل رئاسة مجلس السيادة إلى المدنيين.. والشروع في عملية لإصلاح قطاع الأمن.. ووضع إطار للانتخابات.. وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية.. وإنشاء آليات للعدالة الانتقالية، في مدة أقصاها 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
- ودار النقاش حول «توقيتات» تنفيذ المقترحات الأمريكية..وبرز الخلاف بين البرهان وحمدوك وكل منهما تمسك بوجهة نظره.
وتناول اللقاء الذي وصف بالـ «ساخن»، مناقشات حول حل الحكومة، ينما يرى حمدوك أن الحل يحتاج تمهلاً وضبطاً إجرائياً، ويرى البرهان أن التعجيل مهم لفك الاختناق السياسي
واشتد الخلاف بين الطرفين دون التوافق على حل وسط، وقد استمر الاجتماع حتى وقت متأخر من ليل الأحد الإثنين.
وشدد الفريق البرهان، على «التزام القوات المسلحة بحماية الفترة الانتقالية والعمل وفق الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا وصولا لانتخابات حرة وانتقال ديمقراطي مدني كامل»
وأكد «البرهان» حرصه على العمل مع القوى السياسية لتذليل كافة العقبات والتحديات للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية الراهنة.
- ثم تسارعت الأحداث بعد الساعة الثانية من صباح اليوم الإثنين.
ومن جانبه قال الفريق حنفي عبد ربه، مدير مركز الدراسات الدولية في السودان، إن ما يجري في السودان ثورة تصحيحية وليس انقلابًا عسكريا.ز موضحا لوسائل الإعلام العربية والسودانية، أن السودان سيشهد تحولًا ديموقراطيًا حقيقيًا خلال الفترة المقبلة يعيد للبلاد مسارها الصحيح.
واضاف: سيتم تشكيل حكومة جديدة مدنية، تضم كفاءات حرة ونزيهة، وأن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديموقراطي صحيح.
- وأشار إلى أن الشعب السوداني قاد التغيير في البلاد، الأمر الذي ينعكس مستقبلًا على شكل حياته اليومية.
قلق أوروبي وأممي
وبينما يسود قلق أوروبي وأممي إزاء التطورات في السودان.. فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان وطالب جميع الأطراف السودانية بالتقيد بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في 2019..
يذكر أن الخرطوم شهدت في ساعات الاولى من صباح اليوم الإثنين حملة اعتقالات كبيرة طالت العديد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة ومجلس السيادة وعدد من الأحزاب والولاة أيضا خارج العاصمة..ويأتي ذلك بعد توترات شديدة شهدها السودان خلال الأسابيع الأخيرة بين مكونات السلطة التي تتألف من مدنيين وعسكريين، وانقسام الشارع بين مطالبين بحكومة عسكرية وآخرين مطالبين بتسليم السلطة الى المدنيين.
